Tweet
التراث بين الحفاظ عليه والعبث به
كتب:نبيل فرج
كتب:نبيل فرج
يشكل التراث الإنساني مقوما أساسيا من مقومات ثقافة الشعوب وشخصيتها القومية. وتراثنا الشفهي والمكتوب, او العامي والفصيح, امانة في اعناق الاجيال المتتالية ليس بحفظه في الصوامع المغلقة.
او علي ارفف المكتبات, ولكن بتحقيقه ونشره وشرحه وبيان مضامينه وجمالياته برؤي حديثة, واستلهام منابع النور فيه في اعمال عصرية, نطالع بعضها في كتابات الأدباء والشعراء وفي اعمال الفنانين في مصر وانحاء العالم.
وقبل هذا كله وبعده بالدفاع عنه كذخيرة حضارية حية, ضد الغارات التي تشن عليه بلا توقف كل عدة سنين.
ولولا وعي الشعب والمثقفين والناشرين والقضاء بقيمة هذا التراث لأودع, بفعل هذه الغارات, في الخرائب والتراب.
وألف ليلة وليلة التي اثارت في العام الماضي, وفي ثمانينيات القرن المنقضي, وقبل ذلك ايضا, قضية المحاكمة والمصادرة, تعتبر احدي ثمار العبقرية الفنية في الشرق, التي شاركت الشعوب علي تباعد اوطانها في وضعها, وترجمت الي اكثر اللغات, حتي غدت, ككل الآداب العالمية, ملكا للإنسانية كلها.وتقبل المعمار الفني لهذا الأثر الخالد اضافات الشعوب المختلفة يدل علي اننا امام شكل نموذجي او مثالي للحكي والرواية, ما كان يمكن ان يتقبل هذه الإضافات إلا لما ينطوي عليه من قدرة علي هذا سواء علي مستوي المنطق والمعقول او علي مستوي الخروج علي المنطق والمعقول وعلي ان يصبح كل ما يضاف اليه من حكمة وخيال جزءا من معماره الفني الذي يتخفي فيه الجد في زي الهزل, والمعرفة او العبرة في سياق اللهو والتسلية.
والحق ان السير والملاحم الشعبية ايضا تماثل ألف ليلة وليلة في تقبل اضافات الشعوب اليها.وعن هذا الاسلوب الحي في الحكي والرواية, الذي يتحدث عن ازمنته القديمة مثلما يتحدث عن زمننا, أرجو أن أشير الي شهرزاد التي بدت مدافعة بتلقائية عن ابسط حقوق الانسان, وهو حق الحياة والعدل, بكل ما تملكه المرأة من فطرة وحيلة وامكانيات نفسية وحدسية وعقلانية, استطاعت بها ان تتغلب علي القوانين الظالمة, وان تحمي بنات جنسها من طغيان الملك شهريار, الذي لم يكن بمقدوره ان يستغني عن النساء ولنقل انه كان عبد متعته الجنسية, ومع هذا يسلم المرأة التي قضي وطره منها لمسرور السياف بصورة متكررة تجعلها, في حكم القانون والاخلاق, من الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية ويعد من يرتكبها في المواثيق الدولية مجرم حرب.
ومن جهة مقابلة تحفل ألف ليلة وليلة بالشخصيات من ابناء البلد والحرف المختلفة التي تعبر عن محبتها للحياة وعن تطلعاتها للعدل.
وهذا ما يجعل الاحتفال بهذا الاثر الخالد, وبالتراث العربي كله, هما اساسيا لايمكن التخلي عنه او التفريط فيه, او التقليل من قيمته, وهو ما نرجو من الكتاب والنقاد والباحثين, الذين شاركوا في ندوة لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الاعلي للثقافة فيما بين10ـ12 مايو2011، هم وغيرهم, مناقشته مناقشة علمية هادئة, تتجاوز العرض السطحي للنصوص, والاحكام العامة القاطعة التي تصدر بلا دراسة, وان نخرج من هذه المناقشات والدراسات بحقائق وتوصيات لا اعتقد انها ستختلف عما ادركه القدماء في كتبهم, أو ما قدمه اهل الاختصاص بفكرهم الحديث عن الحضارة العربية وحضارات الامم, وحافظوا به علي تراثنا القومي من كل أشكال الخلط والعبث التي لاتهدد هذا التراث فقط, بكل ما يزخر به من اعمال رائعة وانما تهدد بالتالي الروح القومية التي شكلها في الاوطان العربية, كما يهدد الحوار بين الثقافات والحضارات.
لقد مضي الي غير رجعة الزمن الذي كان رسل الملوك والحكام والولاة يجوبون المدن والقري في انحاء الوطن العربي والعالم الغربي, بحثا عن المطابع والمطبوعات التي تحمل شبهات الخروج علي الاعراف والموروثات.وكانت بعض هذه الدول, مثل فرنسا في القرن السادس عشر, تحكم بالاعدام علي كل من ينشر كتابا بدون اذن الحكومة او الدولة.
ولكن بقي من هذا التاريخ ومن اجتهادات العصور, معني المدنية والعمران والجمال, الذي يتمثل في الحرص علي التعبير الفني, وفي الدفاع عن حرية المطبوعات, وفي الرؤية الموضوعية للكتابة وصناعة القلم, وهو ما نتطلع الي ترسيخه في الابداع العربي, ويتفق مع غاياتنا في التقدم والتحضر والتحديث.
وقبل هذا كله وبعده بالدفاع عنه كذخيرة حضارية حية, ضد الغارات التي تشن عليه بلا توقف كل عدة سنين.
ولولا وعي الشعب والمثقفين والناشرين والقضاء بقيمة هذا التراث لأودع, بفعل هذه الغارات, في الخرائب والتراب.
وألف ليلة وليلة التي اثارت في العام الماضي, وفي ثمانينيات القرن المنقضي, وقبل ذلك ايضا, قضية المحاكمة والمصادرة, تعتبر احدي ثمار العبقرية الفنية في الشرق, التي شاركت الشعوب علي تباعد اوطانها في وضعها, وترجمت الي اكثر اللغات, حتي غدت, ككل الآداب العالمية, ملكا للإنسانية كلها.وتقبل المعمار الفني لهذا الأثر الخالد اضافات الشعوب المختلفة يدل علي اننا امام شكل نموذجي او مثالي للحكي والرواية, ما كان يمكن ان يتقبل هذه الإضافات إلا لما ينطوي عليه من قدرة علي هذا سواء علي مستوي المنطق والمعقول او علي مستوي الخروج علي المنطق والمعقول وعلي ان يصبح كل ما يضاف اليه من حكمة وخيال جزءا من معماره الفني الذي يتخفي فيه الجد في زي الهزل, والمعرفة او العبرة في سياق اللهو والتسلية.
والحق ان السير والملاحم الشعبية ايضا تماثل ألف ليلة وليلة في تقبل اضافات الشعوب اليها.وعن هذا الاسلوب الحي في الحكي والرواية, الذي يتحدث عن ازمنته القديمة مثلما يتحدث عن زمننا, أرجو أن أشير الي شهرزاد التي بدت مدافعة بتلقائية عن ابسط حقوق الانسان, وهو حق الحياة والعدل, بكل ما تملكه المرأة من فطرة وحيلة وامكانيات نفسية وحدسية وعقلانية, استطاعت بها ان تتغلب علي القوانين الظالمة, وان تحمي بنات جنسها من طغيان الملك شهريار, الذي لم يكن بمقدوره ان يستغني عن النساء ولنقل انه كان عبد متعته الجنسية, ومع هذا يسلم المرأة التي قضي وطره منها لمسرور السياف بصورة متكررة تجعلها, في حكم القانون والاخلاق, من الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية ويعد من يرتكبها في المواثيق الدولية مجرم حرب.
ومن جهة مقابلة تحفل ألف ليلة وليلة بالشخصيات من ابناء البلد والحرف المختلفة التي تعبر عن محبتها للحياة وعن تطلعاتها للعدل.
وهذا ما يجعل الاحتفال بهذا الاثر الخالد, وبالتراث العربي كله, هما اساسيا لايمكن التخلي عنه او التفريط فيه, او التقليل من قيمته, وهو ما نرجو من الكتاب والنقاد والباحثين, الذين شاركوا في ندوة لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الاعلي للثقافة فيما بين10ـ12 مايو2011، هم وغيرهم, مناقشته مناقشة علمية هادئة, تتجاوز العرض السطحي للنصوص, والاحكام العامة القاطعة التي تصدر بلا دراسة, وان نخرج من هذه المناقشات والدراسات بحقائق وتوصيات لا اعتقد انها ستختلف عما ادركه القدماء في كتبهم, أو ما قدمه اهل الاختصاص بفكرهم الحديث عن الحضارة العربية وحضارات الامم, وحافظوا به علي تراثنا القومي من كل أشكال الخلط والعبث التي لاتهدد هذا التراث فقط, بكل ما يزخر به من اعمال رائعة وانما تهدد بالتالي الروح القومية التي شكلها في الاوطان العربية, كما يهدد الحوار بين الثقافات والحضارات.
لقد مضي الي غير رجعة الزمن الذي كان رسل الملوك والحكام والولاة يجوبون المدن والقري في انحاء الوطن العربي والعالم الغربي, بحثا عن المطابع والمطبوعات التي تحمل شبهات الخروج علي الاعراف والموروثات.وكانت بعض هذه الدول, مثل فرنسا في القرن السادس عشر, تحكم بالاعدام علي كل من ينشر كتابا بدون اذن الحكومة او الدولة.
ولكن بقي من هذا التاريخ ومن اجتهادات العصور, معني المدنية والعمران والجمال, الذي يتمثل في الحرص علي التعبير الفني, وفي الدفاع عن حرية المطبوعات, وفي الرؤية الموضوعية للكتابة وصناعة القلم, وهو ما نتطلع الي ترسيخه في الابداع العربي, ويتفق مع غاياتنا في التقدم والتحضر والتحديث.