Announcement

Collapse
No announcement yet.

الروائي ( سعد الدين علي محمد شاهين ) قاص وأديب الإردن

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الروائي ( سعد الدين علي محمد شاهين ) قاص وأديب الإردن

    قاسم توفيق
    ولد قاسم محمد توفيق في مدينة جنين في فلسطين عام 1954، أنهى الثانوية العامة في مدرسة الأمير حسن في عمان عام 1974، وتخرج في الجامعة الأردنية في قسم اللغة العربية عام 1978.
    عمل في البنوك والمؤسسات المصرفية وما يزال، وهو مفتش أوّل بنوك وتنقل من أجل ذلك بين الأردن والإمارات العربية المتحدة وعدد من الدول العربية والأوروبية، ويتقن بالإضافة للعربية اللغة الإنجليزية، وهو عضو في رابطة الكتاب الأردنيين، وله العديد من المؤلفات، وقد حظيت هذه المؤلفات باهتمام الأدباء والنقاد الأردنيين أمثال د.خالد الكركي وإبراهيم خليل وإبراهيم السعافين وعبد الرحمن ياغي، وغيرهم.
    مؤلفاته المنشورة:
    * أعماله الروائية والقصصية
    1. آن لنا أن نفرح/ قصص.
    2. مقدمات لزمن الحزن/قصص.
    3. سلاماً يا عمان... سلاماً أيتها النجمة/ قصص.
    4. ماري روز تعبر مدينة الشمس/ رواية.
    5. أرض أكثر جمالاً/ رواية.
    6. العاشق/ قصص.
    7. عمان وردٌ أخير/ رواية.
    8. ورقة التوت/ رواية.
    * كما نشر المؤلفات بالاشتراك مع آخرين، ثلاثة أعمال، هذه الأعمال هي:
    1. بحث ضمن ملف خاص عن الأدب في الأردن/ مجلة الكاتب البيروتية.
    2. بحث عن القصة القصيرة في الأردن ضمن أوراق مهرجان رابطة الكتاب الأردنيين الثالث
    3. بحث عن القصة القصيرة في الأردن ضمن مختارات صادرة عن دار البيرق في عمان.
    كما قدم الكاتب في المؤتمرات والندوات المتخصصة أوراقاً وبحوثاً عديدة، تذكر منها: ورقة عن الحركة الأدبية في المملكة الأردنية الهاشمية في رحاب جامعة مؤتة وعنوانها القلق والموت في "أنت منذ اليوم، وكتابات أخرى"، حديث في أدب وموت تيسير "سيول" وأخرى بعنوان "قراءات نقدّية في السينما العربية/ النادي الاجتماعي الأردني/ دبي –دولة الإمارات العربية المتحدة.
    * أما على صعيد الدوريات، الصحافة المحلية والدولية فقط تلقى الدارسون والنقاد أدب قاسم توفيق القصصي والروائي بالاهتمام والبحث، فأنشئت حوله العديد من المقالات النقدية، نذكر منها:-
    1. نظرة في مجموعته مقدمات لزمن الحرب منشورة في مجلة ألف باء العراقية، طاف فيها الكاتب سالم الدوايمة في خلل المجموعة مركزاً على الإطار الفني والتكتيك القصصي لدى قاسم توفيق، كما تناول روايته ماري روز تعبر مدينة الشمس في جريدة الشعب فور صدورها كلٌ من إبراهيم خليل وسليمان الأزرعي بالعرضي والتحليل التعدي بالإضافة لعشرات المقالات الأخرى مجمل أعماله القصصية والروائية بالجملة مثل عمان في القصة الأردنية / قصص قاسم توفيق نموذجاً ليوسف يوسف المنشورة في مجلة عمان وغيرها.
    قصة:
    تلك الليلة..
    تلك الأوراق
    قاسم توفيق

    كأني لم أحتمل، أرقت، قضيت الليلة أتقلب على السرير أو واقفاً أشعل الضوء وأبحثت عن شيء أسمعه في أية إذاعة مستيقظة.
    تلك الليلة لحقت ليالي مضت منذ زمن، كنت أظن لفترة قريبة لا تبعد عن مساء أمس عندما اندسست تحت اللحاف –كنت أظن أني سأنساها إلى الأبد.
    قلت عندما حاولت أن أفلسف المسألة وأنا لا أبحث إلا عن شيء آخر أفكر فيه، يدفع عن صدري إحساسي يا لضيق والألم.
    لن تسعد بسهولة، هذا زمن صعب.
    وكيف لا يكبر في هذا السؤال العادي لقمة الدم البشعة في حياتنا –لن تقلب الدنيا فجأة.
    حزنت أو فرحت، لكني كنت أحاول الابتعاد عن شعور الضيق الذي يدخل أنفاسي.
    عندما اختفى الأرق من ليالي، وصرت أنام لم أفترض أنه سيعود ليسكن عيني وفراشي.
    -الأرق لعين، يسرق نصف العمر المريح، يسرق النوم لكن جاءت تلك الليلة المتعبة.
    ***
    أنا أحببت امرأة عظيمة مثل الشمس، لا أتفوه بكلمات عاشق صغير وغبي، حقاً هي رائعة، يكفي هذا، ومسألة الحب هذه طريفة وأنا سعيد بها.
    على عكس العاشقين كما يقال، عندما أحببت عرفت النوم، لم أعد أحتمل السهر، فلقد كانت لي لحاف دافئ، أم طيبة، عرس في كل ليلة، الجدة التي تحكي لي حكاية حتى أنام... فكنت أنام
    هكذا كنت غير العاشقين كما يقال، كنت أنام عندما أفكر بوجه حبيبتي...
    ثلاث خطوات كانت طريقها، قطعت درجات النقابة الثلاث، كنت ممدداً على مقعد صغير، متلاشياً داخله، قدماي ممدتان مسافة طول جسدي، أدخن وأنا أسمع طرقات حذائها العالي تهبط الدرج مبتعدة عن النقابة.
    صوت الفولكس فاجن هو الذي حملها بعيداً عني، همست، كانت حزينة...
    -سألقاك غداً.
    لم أجبها...
    تلك الساعة كانت امرأتي طفلة، فقد بكت...
    تمنيت أن تظل معي وأنا صامت أحس أني أحترق في الداخل. هدأت سيارة الفولكس فاجن أمام النقابة، عرفتها عندما صار صوت موتورها الخلفي يدق الزقاق المؤدي إلينا، عرفت هذا الصوت الثقيل في صدري. لم أتحرك من موضعي، وقفت هي، نظرت من النافذة، قالت:
    -لقد جاء.
    لم أجبها
    -متى سأراك؟
    وكانت مسرعة تخشى أن يدخل إلينا.
    لم أجبها
    الحزن الغبي يخلق الصمت، وأنا المتفجر تلك اللحظة لم أقدر على خلق كلمة عادية أنطقها، بحثت والوقت ضيق جداً فلم أجد شيئاً يمكن أن يختزل إحساسي، فصمت....
    مشت وهي تقول بصوتها الحزين:
    -سألقاك غداً...
    لم أنظر نحوها، بل أبصرت قدمي طويلة بعيدة أمامي ثم غطى غبش رمادي عيني، فلم أبصر شيئاً..
    تكة خفيفة غابت ثم تبعتها طرقة باب السيارة الكئيبة، أحسست قلبي يهبط، قلت سترجع، هذه الأرض طويلة، والليلة ستكون ممتلئة بالسواد، لا أريد الكثير من الحزن، لكن العجلات الأربعة مشت، أرتفع صوت الموتور، وكانت...
    بدأت المسألة عندما كانت تمسك أوراقاً صغيرة مكتوب عليها كلمات ما، وحاولت أن أقرأها فاختطفتها مني...
    أمور كثيرة لا أعرفها فيها، غامضة أحياناً، لا أتبين منها غير وجهها وتبعد أحاسيسها إلى الداخل، تتقطع أنفاسي وأنا أحاول أن أسكن داخلها...
    صرخت بوجهي...
    -أتركها
    وسحبتها، آلمت يدي فلم أنزعج، سألتها عنها، ردت..
    -أمر لا يهمك...
    قلت..
    -حياتنا أمر واحد
    ردت...
    -لم تكتمل بعد...
    صرخت بها...
    -لا تكثري من الجدال.
    وجلست على المقعد، قالت وهي تدنو مني
    -اليوم جاءتني طفلة..
    ولم تأبه بصمتي الطويل، أكملت
    قالت لي أخي هرب ليلة أمس من البيت، جاء رجال لزيارته وما اقتنعوا بعدم وجوده عنه حتى تعبوا، استاءت أمي ولم تصدق أنهم أصدقاءه كما قالوا فبصقت بوجه أحدهم ضربها، لم تبك.
    لا أعرف كيف صرت أستمع لها، وأنا ألمس في داخلي ضيقاً من سؤال يسكن بيننا، فلم أستمع كثيراً...
    قالت
    -ثم أكملت البنت، رفعوا الفراش وقلبوه، ثم دفعوني بأيديهم الطويلة فوقعت على الأرض، قال واحد لأمي سنصل إليه ولو ذهب إلى آخر الدنيا...
    وكأنها توقفت عن حكايتها، لكنها تابعت.
    -هذه الفتاة الصغيرة شدتني إليها، أحببت أن تكون ابنتي، قلت لها أكملي فقالت يا معلمتي لقد خرجوا من البيت، حملت أمي الأوراق هذه، قالت لي أرميها بعيداً، ولأني أحبك قلت أخبئها معك حتى يرجع أخي، يمكن أن يحتاجها، وهذه هي الأوراق.
    سمعتها، لكني كنت قد احترقت، لم أفكر من يمكن أن يكون الشاب الذي اخفت
    أخته الصغيرة أوراقه حتى يرجع...
    لم أفكر، ظل دماغي يردد صراخها عندما أمسكت الأوراق...
    -أتركها.
    قالت:
    -ما رأيك...
    قلت بنزق:
    -دعيهم يحترقون.
    وقفت، مشت إلى النافذة، رسمت خطاً بأصبعها فوق الندي الطري الذي يغطيها وكتبت...
    -هم يحبون الحرب.
    هبطت يدها تنقط منها قطرة ماء باردة، اختفت فوق المعجون الصلب بين الزجاج وإطار الحديد.
    واقفة، ترتدي تنورتها الرمادية والقميص الأزرق، على كتفيها هبط شعرها، وسكن مثل طائر متعب، همست...
    -أم أنهم يريدون النجاة...
    التفت إلى، أبقيت رأسي مختفياً باتجاه حذائي البعيد، مدت أصابعها الخمسة تمسح الزجاج المغطى بالندى وعادت إلي، قالت:
    -قلت لك القصة.
    لم أعرف كيف سأخرج من هذه الدوامة الطفلة التي أسقطت نفسي معها.
    قالت:
    -سيأتي الآن أخي ليأخذني...
    أخرجت صوتي مبحوحاً:
    -أذهبي.
    وصمتنا حتى ارتفع صوت الفولكسفاجن من باب الزقاق، وقفت ومشت إلى النافذة قالت:
    -لقد جاء..
    ***
    غبي أنا، أصابني الأرق من جديد، تقلبت في الفراش طويلاً، حاولت إغماض عيني فلم أستطيع، نهضت، أشعلت، الضوء واهتديت إلى علبة السجائر، أشعلت سيجارة، كان طعمها مراً ودخانها يسحل إلى حلقي أطفأتها.
    سألت نفسي:
    -هل تكرهني، أم أنها لا تثق بي؟؟
    وتضخم هذا السؤال في رأسي، مشيت في الغرفة، قصيرة كانت، كدت أصاب بدوار، وقفت أمام النافذة، الشارع معتم ضيق، لا صوت يأتي منه إلا أصوات الكلاب، أضواءه الكئيبة لم تشعل إلا بقعة مستديرة، هدوء مخيف، لا حياة في هذه العتمة العظيمة، أردت العودة إلى فراشي لكني لمحت خيالاً بعيداً يقطع آخر الشارع، تصلبت أمام النافذة، ثم دققت نظري في بقع الضوء، لمحت الخيال يكبر، برز شاب صغير يرتدي معطفاً فضفاضاً يمشي بهدوء في العتمة، كان ينظر خلفه ويخفي يديه داخل المعطف الكبير، لم يبصر نافذتي، رغم أني كنت أحسه يقترب مني.
    في منتصف الشارع وقف، نظر حوله، ثم اتكأ على العامود خلف الضوء الباهت بعد فترة قصيرة مرت على وقفته تلك تنبه، كأنه التقط صوتاً، نظر إلى وجهة محددة، ظل يراقبها.
    من خلف حائط قديم خرجت فتاة صغيرة، اقتربت من الشاب الذي هبط إلى وجهها، قبلها قم أعاد يده إلى جيبه، أخرج أوراقاً ناولها لها ومشى، ثم اختفت الصغيرة بين الأضواء الباهتة.
    تذكرك امرأتي، مات سؤالي الذي أرقني فجأة وولد سؤال جديد:
    -هل ستأتيني غداً بأوراق جديدة..
    اندسست تحت اللحاف ونمت...
    من مجموعة "سلاماً يا عمان.. سلاماً أيتها النجمة".
Working...
X