هلوسة عربية
· هل أنا عربي ..!!
أم أنَّ أمّي لم تكنْ أرضاً
ولا .......... كان الشّهيدُ أبي..!!
لملمْ من الغيطان أشلائي
والصقْ على الحيطان أسمائي
داويتُ دائي
من سفير الموتْ .... بالدّاءِ
أو من لظى اللّهبِ
· لو كان يبدا
فجرُ شمسٍ للرّضيع غدا
من واحة الشّهدا
كي تصبح الأشجارُ باسقةً
كي تصبح الأزهارُ عابقةً
أو تصبح الغدرانُ رائقةً
كي تصبح الأمطارُ .. رافدةً
عجـِّلْ بإنهائي
وازرع رصاص الغدرِ في جسدي
واجعلْ سمادَ الأرض ... من كبدي
فاقتلْ هَنا الأفراح في عيدي
واخنقْ زغاريدي
فامسح مواعيدي
واكسرْ بواريدي
إني رهينُ الموت ما وعدا
فالحقُّ حقّي والرّدى
... أرَبي
· طفلٌ أنا ..!!
ماذا إذنْ ... ماذا إذنْ ..!!
مشروعُ موتٍ للغويِّ غداً ..!!
طفلٌ أنا ..!!
هل كان لي يوماً وطنْ ..!!
هل نمتُ ليلاً في سكنْ ..!!
هل ضمَّني صدرٌ أحنْ ..!!
أم هل تجرَّعتُ اللّبنْ ..!!
لا لم أذُقْ يوماً لبنْ
هل لي إذا حلَّ الرّدى
من مِزقةٍ لفُّ الكفنْ ..!!
قد لا أجدْ .. قبراً من التّربِ
هل كلُّ موتٍ يصنعُ الشّهداءْ ..!!
أم تُرفعُ الجنّاتُ بالأشلاءْ ..!!
هل كلُّ كَرٍّ .. كان قبلَ بلاءْ
لنقدِّسَ الأسماءْ ... ونباركَ الأشياءْ ..!!
لا .. لا يا أمّةَ الاشهداءْ
ما كلُّ منْ مَرَقَ الرَّصاصُ بهمْ ..
فتناثروا أشلاءْ.. .. ماتوا كما الشّهداءْ
لا يا أيها الشهداءْ
يا رونقَ الآلاءْ
ليس موتُ الغانياتِ رِدا
ليس في موتِ الزُّناةِ فِدا
حلَّقْ بعيداً وانتشي غرِدا
وامزجْ أذى الأخبار بالطَّـرَبِ
أو .. فادفن التّلفازَ في الخِرَبِ
مزِّقْ كثيراً من خنا الكتُبِ
واجعلْ سعيرَك هانئَ اللّهبِ
رغم أنف الأشقياءْ
رغم ألوان البلاءْ
رغم غيلان البغاءْ
رغم أنّاتِ الشّقاءْ
رغم من سفح الطفولةَ والكهولةَ والنساءْ
رغم من بَخَسَ المعيشة والنّماءْ
أو حدَّ ماءً أو غذاءْ .. أو دواءْ
رغم من دعمَ الضغينةَ والرَّذيلةَ والعَداءْ
رغم أنفِ أسيرِ جهلٍ أو غبي
أو عضَّ شَدْقاً لو رأى .. ردف الصَّبي
إنّي أنا عربي
إنّي أنا العربي
وابني أنا عربي
والأرضُ أمّي ... والشهيدُ أبي
= [email protected]= 570882 0932 = 2775220 031 =
== أيلــ16/09/2005ـــــول == عباس سليمان علي ==
Comment