Announcement

Collapse
No announcement yet.

رسالة يوم الجمعة (رسالة اعتذار إلى صديقي الجحش ) - من رواية ( أبو الجود ) د. محمد عبدالله الأحمد

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • رسالة يوم الجمعة (رسالة اعتذار إلى صديقي الجحش ) - من رواية ( أبو الجود ) د. محمد عبدالله الأحمد


    رسالة يوم الجمعة (
    رسالة اعتذار إلى صديقي الجحش)
    من رواية ( أبو الجود ) د. محمد عبدالله الأحمد

    رسالة اعتذار إلى صديقي الجحش

    مرحبا صديقي الجحش:
    اليوم يا صديقي، قررت أن أكتب إليك رسالة اعتذار، اعتذر لك عن أول شتيمة قذفتك بها يوم فتحت حفرة للهروب في جدار المدرسة، وعن كل الأيام التي حاولت منعك فيها من الهروب قفزاً على الجدار أو استغياباً لحارس الباب!
    اعتذر لك لأني كنت أهزأ منك لأنك لم تحفظ بعد قانون: ق= ك. تع ولا مربع الوتر يساوي مجموع مربعي الضلعين القائمتين ولا معادلة مسار
    القطع المكافئ ولأنك لم تحفظ عن ظهر قلب معادلات الكيمياء العضوية ولا حتى قصائد الشعر العربي حتى أنك دخلت الثانوية ولم تك بعد تعرف
    أن الفاعل مرفوع وأن ليت من أخوات إن تنصب المبتدأ وترفع الخبر، وكنت أهجوك يا صديقي الجحش لأنك لم تحضر درساً من دروس النظام
    المنضم، وكنت تنتظر هذا الدرس لكي تشمع الخيط وتقول: ( هات يا حيط) ثم تقفز عنه كبهلوان متمرس، فترى نفسك في قلب المدينة (الفاسدة) تتعلم
    منها فن ( الكشتبان) ونحن في نفس الوقت كنا نردد خلف الديك كالصيصان: أح... . تنين... . أح... . .تنين.
    بعد المدرسة ذهبت أنا إلى الجامعة وذهبت أنت إلى الشارع في نفس العمر كنا ونفس الطول والعرض ولكن أمي كانت تزغرد وأمك كانت
    توطئ الرأس لأن ابنها... جحش! قررت أنت دخول الأكاديمية العليا (للكشتبنجية) الوطنية وكنتَ طالباً مجداً فيها وبينما كنت انحت في صخر العلم كانت أخبارك تصلنا أولاً بأول (ممسوك على الحدود يهرب الدخان)، (علقان في مشاكل وإطلاق رصاص)، (حوادث مع شرطة الآداب) .
    كانت أخبارك يا صديقي الجحش تصلني بينما كنت أمسح نظاراتي، ولا أعرف هل هي تعبت أم أنا من قراءة مقررات الجامعة الكبيرة التي تعد كل ( مجد) أن تفتح له الحياة الكبيرة!
    أنهيتُ الجامعة ولم أعد أسمع أخبارك، قلت في نفسي لابد أنه تعقلن واختار لنفسه مهنة شريفة وذهبت أنا إلى أوروبا لتحضير الدكتوراه في اختصاصي وصرتَ أنت من الماضي، وما هي إلا بضع سنوات حتى صاروا ينادونني دكتور... . وصارت أمي تفرح لمجرد رؤيتها لي والناس تخاطبني بهذا اللقب مع أن جيبي فارغ من ( الفلس والغرش والمتليك) وتلك الوريقات التي أخذها من الجامعة تطير سريعاً في بدايات الشهر أومع أية ( حركة كرم) أو ( رد عزيمة) لأي أحد، أي أحد ( من ابن عمك المتطوع في الأمن والذي يعمل على الحدود لمكافحة أو تشجيع التهريب! وصولاً إلى عميد الجامعة الذي اختارك دوناً عن الغير ليعزمك في البيت مروراً بزملائك وأصدقاء الطفولة واليفوعة والجامعة كلنا نتبارى في فن العزائم) حتى أن صديقاً حميماً تخرج معي من الدولة التي جئت منها قال: والله أبوي باع شقفة ارظ /أرض/ مشان يعزم المحافظ وأمين الفرع! بس لأنو جارنا أبوهليان ( أبوالكابتاجون) عزمهم من شهر!! وحين سألته وبعدين قال: كل حارتنا باعت أراظيها وعزموا المحافظ وأمين الفرع كل واحد بدوره وما حدا أحسن من حدا!! ! ( في هكذا عزيمة يحضر مئات الأكيلة) .
    في عزيمة مشابهة رأيتك ياصديقي وقعت عيناي عليك – بعد زمان – ولم أعرفك في البداية ثم تمكنت من تمييزك من الحواجب التي كنت
    أقول لجميع الزملاء أنها أكبر الدلائل على أنك جحش! وصحت فيك: أههههلاااااا أهذا أنت؟ واقتربت مني بخطوات واثقة وثقيلة مقبلاً والكل
    ينظر إلينا ويبتسم! قال كبير القوم: شوبتعرفوا بعظكم ؟ وهممت بالإجابة لكي أذكر الحضور بأذنيك الطويلتين ولبطك الدائم و ( فلطك) الذي كان دوماً يملأ المكان!! ولكن لا أعرف كيف سبقتني وكأنك تصر على إسكاتي: الدكتور أخونا وحبيبنا من زمان المدرسة لقد تخرجنا سوياً!!
    وغطت ابتسامات وضحكات الحضور على تعجبي، وأنا الذي أعلم أنك جحش وابن شارع ولست متخرجاً من مدرسة!

    آاخخخخ يا صديقي الجحش لن أطيل عليك رسالة اعتذاري هذه لكني أود ان أقول أنني منذ فترة وكنت أهم بالصعود إلى الحافلة ( السرفيس) التي تشبه علب السردين وهي تأخذني كل يوم إلى عملي سمعت من راديو الحافلة اسمك في ( هيئة النزاهة والتطوير!) ، وبعد هلعي واندهاشي وخوفي واحتباسي ( احتباس النفس يشبه احتباس البول لأنك تشعر أنك تريد الضحك بكاءً ولا تستطيع) ضربت أخماسي بأسداسي وقلت في نفسي و أنا أناول جأبي ( السرفيس) نقوده اكتب ياولد رسالة إلى صديقك الجحش لتهنئه فيها على منصبه الجديد حتى لا يصدر قراراً يسميك فيه أنت بما ليس فيك.
Working...
X