Announcement

Collapse
No announcement yet.

تشجيع الزراعة العضوية في ريف اللاذقية والقرداحة وجبلة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • تشجيع الزراعة العضوية في ريف اللاذقية والقرداحة وجبلة

    تجربة تشجيع الزراعة العضوية في ريف اللاذقية والقرداحة وجبلة
    نباتات صحية مئة في المئة تجد صعوبة في التسويق


    اللاذقية - سانا
    لم يكن علي عفيف من قرية بسيسين التابعة لمدينة جبلة يدرك أنه سيأتي يوم ويمارس الزراعة على الطقوس التي اعتادها عندما كان صغيرا.
    يروي علي الرجل التسعيني بداياته في الزراعة قائلا.. كنت أقوم بزراعة الأرض برفقة جدي ولم يكن يتوفر لدينا في تلك الزمن سماد صناعي بل كل ما كنا نستخدمه من أجل تغذية الأرض هو السماد الطبيعي الناجم عن الأبقار والأغنام التي نربيها.
    ويضيف علي.. الآن معظم المزارعين باستثناء قلة قليلة منهم يعتمدون على السماد الصناعي رغم المخاطر التي يحملها للتربة والمنتجات الزراعية وهذا برأي علي يساهم في تقصير عمر خصوبة التربة غير أن علامات السعاده تعلو جبين علي لقد عدنا للزراعة عن طريق تشجيع الزراعة العضوية في الأرياف حيث تقوم الوحدات الإرشادية بقرى اللاذقية وجبلة والقرداحة بتخصيص برنامج للزراعة العضوية يساعد المزارعين على إتقان هذه الطريقة ومعالجة الأصابة من حشرات وغيرها من خلال الطبيعة أي باستخدام طفيليات حيوية وليس سماد صناعي أو مواد كيميائية.
    ورغم عدم اقتناع البعض من المزارعين بهذه الفكرة إلا أنه يوجد اقبال عليها ويقول حفظ إبراهيم أحد مزارعي قرية المتن لقد زرعت الفطر بالطريقة العضوية وكذلك الفاصولياء والبندورة والخيار وقد لاحظت الفرق الشاسع من خلال مذاق هذه الخضراوات العضوية مقارنة بمثيلاتها من تلك التي تدخل الأسمدة وغيرها من المواد في نموها.
    ويرى إبراهيم أن عملية تهيئة الأرض للزراعة العضوية تحتاج لوقت وجهد كبير إذ يجب استخدام بقايا الحيوانات ذاتها في كل مرة تسمد الأرض كونه في حال استخدمت في كل مرة بقايا لحيوانات مختلفة قد يؤثر ذلك على التربة بسبب اختلاف غذاء الحيوانات والتي يجب أن يكون طبيعيا من أعشاب فقط بمعنى أنه يجب لكل من يريد الخوض في تجربة الزراعة العضوية أن يربي مجموعة من الماعز والأبقار ويعرف نوعية الغذاء التي يطعمها كي يستخدم بقاياها في عملية التسميد الطبيعي/ كما يضيف إبراهيم.
    أما فيما يخص العلاج عند الضرورة يقول إبراهيم.. نستخدم طفيليات حيوية تقوم بأكل الحشرات أو من خلال نصب مصيدة عبارة عن ورقة صفراء لها لاصق يجذب الحشرات إليها أو من خلال تحضير دواء طبيعي مكون من عدة نباتات كالياس مثلا .
    وعن هذه التجربة الأولى من نوعها في سورية يقول محمود شباني مدير المشروع إنها التجربة الأولى للزراعة العضوية في سورية نحاول من خلالها إلى جعل المنتجات الزراعية عضوية مئة بالمئة كونه تتوفر الأمكانات المناسبة لذلك ويضيف محمود.. إن هذا المشروع من أهم المشاريع الزراعية كونه سيتطور ليشمل زراعة نباتات طبية وعطرية في المناطق التي يتوزع بها كما إنه ستفتح مدارس حقلية في تلك القرى تزرع خضار ونباتات ذات فائدة طبية.
    في الجهة المقابلة هناك من خاض هذه التجربة وخرج بنتائج غير مرضية من ناحية صعوبة تسويق منتجاته العضوية وبيعها بأقل الأثمان تقول جمانة محمد من قرية بسين عن تجربتها لقد زرعت أكثر من دونمي أرض خلال العام الماضي خيار وبندورة وفقا للطريقة العضوية غير إن هناك من بعض الجهات النافذة وعدتني بأنها ستساعدني في تسويق منتجاتي وعند الجد لم أجد أحد وتضيف.. لا يوجد ثقافة إرشادية لما يسمى زراعة عضوية حيث كان البعض من الناس يحكم على شكل قرص البندورة أي إذا لم يكن شكله دائري وكانت التعرجات تملأ شكله الخارجي فلا يرغب له مع العلم أنه خلال العام الماضي زار قريتي سواح من بريطانيا وقد أخبروني كم هذا النوع من المزروعات مطلوب ببلادهم وكم يدفعون من مال كي يحصلوا على منتجات نظيفة.
    غير إن البعض من المزارعين ممن خاضوا هذه التجربة على أرض الواقع وزرعوا خضارا عضوية كالخيار والبندورة غير راضين عن هذه الزراعة حتى إن البعض منهم ينوي إن يتركها نظرا لعدم تحقيق ربح مادي.
    وفي هذا السياق يقول أبو إيمار أحمد مزارع قام بزراعة الفطر العضوي وبعض الخضار..عانينا مشكلة كبيرة في التسويق كما إن هناك من مديرين وقيمين على المشروع وعدونا بشيء وأخلفوا ذلك. ويضيف.. فهمنا من خلال الاجتماعات التي كنا نعقدها بإنه سيتم تعويض المزارع الذي ضحى بأرضه لأقتناعه بمدى أهمية الزراعة العضوية لكن ما حصل هو إننا تورطنا ولم نرى من يساعدنا في التسويق ولم نحصل على حتى تعويض مادي بسيط.
    ورغم انصراف البعض من المزارعين ممن نجحت تلك التجربة لديه عن الزراعة العضوية إلا أن ذلك لم يؤثر على ذهنية الاخرين ممن خاضوا التجربة وإن كانوا قلائل حيث استمروا في هذا المشروع أنا مثلي مثل غيري عانيت من صعوبات لكن ربما لم يبلغ الأمر لدي إلى الحد الذي وصل لدى زملائي الآخرين من خسارة كونني لم أزرع سوى حاجة منزلي.. على حد تعبير أم أحمد من قرية بكراما وتضيف.. لا أستطيع الجزم بأنني سأبقى أزرع فقط لحاجة منزلي ففي حال توفر التسويق والسعر الممتاز فسيكون هناك كلام آخر.
    وترى إم أحمد إن أكثر ما هو جميل في المشروع هو التوعية بأهمية الزراعة العضوية اطلعنا من خلال الاجتماعات الأسبوعية على مواضيع صحية وزراعية وطبيعية لم نكن على دراية بها إذ أصبحت أعرف فائدة كل نبات ينمو في جبال قريتي وأعرف كيف استفيد منه.
    وفي السياق ذاته يرى القيمون على المشروع إن ضعف الثقافة بأهمية هذه الزراعة ما تزال تشكل عائقا في نجاح المشروع ويقول شباني نحن لم نفقد الأمل بعد وما زلنا مصممون على المضي قدما حتى نحقق النتائج التي نطمح إليها ويضيف..نحن نقوم بتوعية المزارع غير أن توعية الناس أو الزبائن يعتمد على دور الأعلام في الترويج لمثل هذا النوع من الزراعة التي يوجد أرضية مناسبة لها في سوريا خصوصا في القرى حيث لم تصلها الملوثات كما هو الحال بالنسبة للمدن والضواحي القريبة كما أن سوريا بلد زراعي ومثل هذه المشاريع سيكون لها نقلة نوعية في تاريخ الزراعة في سورية.
Working...
X