Announcement

Collapse
No announcement yet.

محمد علي ابو العباس - لادونيس اليس من الواجب الوطني انصاف الحقائق ؟

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • محمد علي ابو العباس - لادونيس اليس من الواجب الوطني انصاف الحقائق ؟

    رسالة مفتوحة للسيد ادونيس


    اليس من الواجب الوطني انصاف الحقائق ؟


    بقلم : محمد علي / ابو العباس



    اطلعت على رسالتك الموجه للرئيس بشار الاسد المنشورة في جريدة السفير العدد 11911 في 14 حزيران 2011 واود ان اعقب عليها ونتداول الرأي حولها.
    اني عراقي المولد والنشأة عربي القومية والانتماء وقاربت السبعين من العمر ولم ادعي الشعرولا الكتابة ولكني اريد ان اضع كلمة حقيقة ووفاء للوطن والامة واني للامانة كما تقول السيدة فيروز (ان صوتي منك يابردى) وهذه كلمة حق اقولها للتاريخ منذ اكثر من خمسين عاما تعلمت من سوريا معنى الوفاء والاخلاص والتضحية للوطن والامة تعلمت منها ماهية المبادئ والقيم النبيلة .تعلمت من تضحية جول جمال ماهي الرجولة وماقيمة الارض والوطن وكيفية الفداء تعلمت من عبد الحميد السراج (رغم الاختلاف في الرأي) كيفية المواقف النبيلة والقيم الرفيعة والاخلاص للمبادئ .تعلمت من هذا الشعب الطيب الاعراق صاحب التاريخ المجيد في مقارعة كل قوى الشر تعلمت منه الحرية الحقيقية المسؤولة .تعلمت كيف ان رجال هذا القطر ترفعوا عن كل الخصوصيات وذهبوا وفرضوا الوحدة اول تجربة في التاريخ الحديث رغم كل التأمر لانهم عرفوا ان الامم لايمكن ان يكون لها شأن في هذا العالم مالم تكون كتلة واحدة متضامنة متوحدة الرأي والعمل .لان الحركة الوطنية في هذا القطر وعت وشخصت قبل الاخرين ان الصراع العالمي جزء اساسي منه هو صراع قومي ولهذا كان عملهم وفعلهم .لم نسمع يوما منهم طرح طائفي رغم جوارهم للبنان وصراع الطوائف هناك كانت الحركة الوطنية السورية وهذا يسجل لها بأحرف من نور وتاريخ مشرق انها كانت تعمل وتثقف الجماهير بعيدا عن كل الطوائف والوانها ومذاهبها رغم ان تلك الطوائف كانت على مقربة منها وهي تدخل في صراعات دامية في لبنان .لم نتعلم مطلقا ولم نسمع منهم ثقافة طائفية تلك التي انت تعيش في ضلها ولم تتمكن من تجاوزها لانها اصبحت جزء من ثقافتكم . ولكنها لم تقدم لكم غير التوترات الدائمة ولغة الاتهامات المتواصلة والاغتيالات والقتل والتفرقة وان يكون لبنان رهن الحرب الاهلية بشكل متواصل .
    اما الشعب السوري فهو يعيش في لحمة لم نرى مثلها في كل الشعوب نتيجة الوعي الوطني الحقيقي الذي عمل عليه حزب البعث والحزب الشيوعي كثيرا حين كان التركيز على ثقافة الولاء للوطن وليس للطائفة او العشيرة ..
    لقد تجولت كثيرا في بلدان العالم وللحقيقة لم ارى بلد ينعم بالحرية الحقيقية مثل سوريا وكان الكثير من زوارها من العرب وغيرهم يحسدونها على الحرية الحقيقية وعلى الامن والاستقرار الذي ينعم به الشعب السوري.ولهذا بدأ العمل في حياكة المؤامرة اولا استهداف الامن وهو الجزء الاساسي من تلك المؤامرة اللعينة .
    اني وللامانة لست بعثيا ولاشيوعيا الان ولكني عملت مع الحركة الوطنية ولهذا اود ان اوضح بعض المواقف والاعمال التي انت عملت لها وكتبت كثيرا لاهدافهاومبادئها وارجوا ان تتحملني ان اطلت عليك ولكن انصافا للحقائق ارى من الواجب ان نوضح لشعبنا تلك الحقائق .

    اعتقد ان سنوات النضال الطويلة التي عملت فيها مع الحركة الوطنية لم تنسيك مبادئك التي عملت وناضلت وقاسيت لاجلها وان تقدم بك العمر والتجربة وارتكاب بعض الاخطاء.وماقدمته الحركة الوطنية من تضحيات كبيرة على مذبح حرية الوطن واستقلاله .حيث لايصدق العقل ان تلك التضحيات كانت على خطأ .بل كلنا يعرف انه لولا تلك التضحيات والنضال المتواصل وتلك المواقف المشرفة ولولا الثقافة الوطنية التي تمتع بها شعبنا لما تمكن ان يكون ذلك السد المنيع الذي يضرب به الامثال في تصديه لاعتى الهجمات شراسة للنيل من صموده والنيل من مواقفه الوطنية والتضحيات الجسام التي قدمها شعبنا العربي في لبنان وغير لبنان لاجل الدفاع عن حريته واستقلاله .
    نعم ان الحركة الوطنية وجزء منها الحزب الشيوعي وحزب البعث ارتكبت بعض الاخطاء ولكنها كانت نتيجة الهجمة الاستعمارية الشرسة والشديدة والمتواصلة التي استهدفتهم ونتيجة الصراعات الداخلية لتلك الأحزاب وأخطاء التي ارتكبتها قياداتهم وفي خضم النضال المتواصل والعنيف الذي واجهت به تلك الاحزاب الامبريالية والصهيونية وكل قوى الشر.وكلنا يعرف ان احد اقوى قوتين في العالم (الاتحاد السوفيتي) لم يتمكن من الصمود ومواجهة الهجمة الغربية التي استهدفته .فكيف بأحزاب كانت تعتمد كليا على تنظيماتها الوطنية والشعبية .
    علينا ان نكون اكثرانصافا في قول الحقيقة التاريخية لشعبنا وهذه الاجيال الصاعدة وان نوضح الحقائق كيف ان تلك الاحزاب التي تريد حضرتك ان تضلمها وتجحف حقيقة تاريخها الوطني في توعية الجماهير ونضالها الوطني الرائع الذي يسجل بأحرف من نور.علينا ان لانغبن ولاننكر ان تلك المنظمات دافعت وبقوة وايمان عن الثقافة الوطنية الحقة وساهمت في توعية الشباب للدفاع بكل قوة وايمان منقطع النظير عن حقوق الشعب والوطن في الوقت الذي كانت مجاميع اخرى تساهم بالتنسيق مع قوى الشر العالمية التي تستهدف النيل من الوطن وشعبه .والتي ظهرت الان وبقوة وبأساليب الخبث وزرع الفتن الداخلية ونشر سياسة التفرقة لتفتيت الوطن وبأسم الحرية والديمقراطية ..
    نعم ان الحركة الوطنية ونيجة الهجمة المضادة لها قصرت في بعض الحالات في ممارسة الحريات الديمقراطية .لكنها اسست وناضلت ورسخت المبادئ الوطنية ومبادئ التضحية والدفاع عن الوطن وحرية شعبه واستقلاله .
    لقد ساهمت الاحزاب الوطنية ومنها البعث والشيوعي ( وانت كنت جزء منها) في العمل على الحفاظ على وحدة الشعب ونضاله وحققت الكثير من المكاسب لكل ابناء الشعب وبكل طبقاته . ان حقوق العمال ونضالهم يشهد لتلك الاحزاب مواقفهم التاريخية كذلك دفاعهم ونضالهم لتحقيق حرية المرأة وموقعها المتقدم في المجتمع والعمل على كشف سياسة الشعوذة والعنصرية والطائفية تلك التي تعمل على نشر القتل والتكفير ورفض حقوق الاخرين وانهاء حرية الفرد .كلها تسجل وبأعلى الرايات والتقدير والاحترام لتلك الاحزاب التي تريد ان تنكر لها نضالها الان .

    ان تلك الاحزاب والتي شخصتها حضرتك بألاسماء (البعث والشيوعي)والذي ذكرت انهم قادوا البلاد بعقلية قديمة فهل تنكر انت ان تلك الاحزاب قادت النضال الوطني وقادت الثقافة الوطنية التي كتبت انت لها كثيرا وهل تنكر اليوم عليهم نضالهم الوطني الكبير وتصديهم للقوى الاستعمارية والنزعات الطائفية والاقليمية والعشائرية والمتخلفين والذين كانوا بأسم الدين يعملوا للماسونية وغيرها من الاجهزة والمخابرات الاجنبية . جميع الاحزاب الوطنية ارتكبت اخطاء خصوصا ان بعض قياداتها لاتملك الممارسات السياسية الطويلة ولاهم من متوارثي السياسة هم مناضلين وطنيين عيبهم انهم لايفهمون (خبث ودوبلات والاعيب السياسين) لكنهم كانوا رجال وابطال في تصديهم وفضح كل الاعيب المستعمرين ومحاولاتهم النيل من شعبهم ووطنهم .
    سيدي الكريم : لم تكن منصفا في تشخيصك في ان البعث كان ضد مبادئه كما ذكرت فيما يتعلق بالحياة المدنية وحقوق الانسان. الحق انهم لم يكونوا حزب تقليدي بل كان حزبا ثوريا حقيقيا عمل للوحدة والتضامن داخل القطر والامة وعمل بتفاني وهكذا كان برنامجه الدائم والثابت يدعوا للثقافة الوطنية الحقة والدفاع الدائم عن حقوق الانسان في وطنه ولم يكن مطلقا حزبا طائفيا او اقليميا او عشائريا بل كانوا كل مناضليه علمانين تقدميين لم يساوموا على مبادئهم لم يكونوا عنصريين ولم يكونوا قتلة او مخربين لم يعتدوا طيلة فترة نضالهم السري عندما كانوا خارج السلطةعلى اي من الممتلكات العامة والتي تعود للشعب .كانوا يوجهوا المتظاهرين على طرح كل مايحتاجه الشعب ولكن لم يقدموا على اي عمل منافيا وسيئأ.كان برنامجهم السياسي والنضالي يدعوا الى تلاحم الشعب وقواه الوطنية الى مقارعة الظلم والفساد وكشفه .وكان برنامجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي معروف ومطروح للتداول عند كل ابناء الشعب والقوى السياسية .( فهل لك ان تدلني او تعلمني ماهو برامج هؤلاء الذين يطرحون انهم معارضة مع علمى انهم عملاء وليسو معارضة اريد ان اسألك اخي الكريم هل لديهم برنامج سياسي او اقتصادي او اي شيء تدلني به عنهم ).اني سألت احدهم مع دخولهم برفقة قوات الاحتلا ل للعراق وهو الان يحتل احد المراكز الثلاثة المتقدمة هل لديكم برنامج سياسي فأجابي ومن معي انهم لايملكون اي برنامج سياسي وسألت اخر من الاتجاهات الطائفيىة الاخرى نفس السؤال وكان نفس الجواب .انهم ومن معهم ويعملون لنفس الغرض في الاقطار العربية الاخرى ليسوا اكثر من اجراء لتنفيذ المخطط الامريكي الصهيوني في المنطقة فأن كانوا يعلمون فتلك الخيانة والعمالة وان لايعلمون فتلك لاتغفر لهم تنفيذهم لتلك المجازر التي يدفعون لاتركابها بحق شعبهم .
    اي حرية تلك التي ينادون .. اود ان ازيدك علما عن نتائج ماجرى ويجري في العراق والذي اصبح مدرسة وتجربة كبيرة لكل من يؤمن بوطنه وشعبه .فأنه وعلى مدى هذه السنين العجاف لم تتمكن الطغمة الحاكمة في العراق ان تقدم لشعب العراق مكسب واحدا.بل العكس فقد دمروا كل البنية التي عمل عليها الشعب العراقي طيلة السنين والاعوام الماضية . وقدموا له عملاء الاحتلال الطائفين اكثر من مليون قتيل واكثر من مليوني يتيم ونهب مستمر لكل ثروات العراق واصبح العراق مرتعا للعصابات الدولية واجهزة المخابرات العالمية التي تعيث فسادا وقتلا بأبناء العراق .

    اي حرية تلك التي ينادوا بها .اني ادلك عليها وبأمانة لاني خبرتها في العراق وسوريا وبعض دول الخليج وللامانة لاتختلف ان كانت سنية او شيعية (اني اسف لاستعمالي تلك المسميات اضطراريا) انهم ينادون بحرية الفوضى وحرية الفلتان والتخلف وزرع الفتن والمخدرات وكل انواع العنف والقتل والتخريب.تلك الحرية التي يوجهون ويعملون لها.
    ان البعث رغم بعض الممارسات السلبية لكنه حفظ للبنان عدم سقوطه في شرك الاستسلام لاتفاق الاحزاب الطائفية العميلة مع عدو الانسانية الحقيقي اسرائيل وحفظ للبنان شموخه الوطني وقدم خيرة شبابه شهداء لتلك الارض .
    في الختام ..نعم مطلوب العمل على منح الشعب الكثير من المشاركة والمساهمة بشؤون الوطن مع منح الحريات الديمقراطية المسوؤلة والانفتاح اكثر على قوى الشعب كي تتحمل مسؤليتها في الدفاع عن مكتسبات الشعب
    لكن وانت المتابع والعارف ان هذه المرحلة التاريخية التي تمر على المنطقة المطلوب فيها عنق الامة وهي امتداد وتكملة للمخطط الامريكي الصهيوني للسيطرة على المنطقة كلها .وعليه ان كل الحركة الوطنية مطلوب عنقها جميعا ومطلوب منها زيادة الوعي الوطني وتحمل الجميع مسؤلياتهم في الدعوة للتشبث بأرض الوطن والشعب ووحدته ورفض كل الدعوات الطائفية والعنصرية والاقليمية التي تعمل على تمزيق وحدة وتلاحم الشعب ..

    محمد علي / ابو العباس

Working...
X