Announcement

Collapse
No announcement yet.

بحوار الثقافتين أمين معلوف الكاتب اللبناني - الفرنسي من صخرة طانيوس إلى الأكاديمية الفرنسية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بحوار الثقافتين أمين معلوف الكاتب اللبناني - الفرنسي من صخرة طانيوس إلى الأكاديمية الفرنسية

    من صخرة طانيوس إلى الأكاديمية الفرنسية
    أمين معلوف وحوار الثقافتين العربية والأوروبية

    الشارقة - حسام ميرو


    يأتي انتخاب الكاتب اللبناني- الفرنسي أمين معلوف أخيراً في عضوية الأكاديمية الفرنسية من الدورة الأولى بعد محاولتين فاشلتين في 2004 و2007 بمنزلة حدث مهم للثقافة العربية بشكل عام، والثقافة العربية - الأوروبية بشكل خاص، في حال كان من الممكن الحديث عن ثقافة عربية أوروبية نشأت في ظل هجرة الكثير من المثقفين والمبدعين العرب إلى أوروبا، والانخراط في ثقافة المجتمعات التي استقروا فيها، وكتبوا بلغتها، وبقيت - رغماً من ذلك - أعمالهم أمينة في جزء كبير منها للثقافة العربية .

    كان معلوف واحداً ممن أكدوا إمكانية وجود حوار حقيقي بين ثقافتين وذاكرتين ولغتين، حوار فيه الكثير من الندية، ومؤسس على مرجعيات كبيرة لم تفقد رزانتها تحت إغراء الثقافة الجديدة

    وما قاله معلوف عقب انتخابه “إن انتخابي في الأكاديمية الفرنسية رمز بالغ الأهمية للبنان، ولحظة أعيشها بملء جوارحي” يشير إلى أن معلوف يشعر بنصر كبير يفوق النصر الشخصي أو الاحساس بالاعتراف من قبل الآخر بمكانة يستحقها، وإنما بنصر يعود إلى لبنان، ولبنان في ذاكرة معلوف ليس مجرد جغرافيا بقدر ما هو انتماء حضاري ولغوي، وهو انتماء إلى ثقافة عربية تمتد بجذورها إلى تاريخ طويل، وليست روايته “ليون الإفريقي” حول الأندلس سوى دليل ساطع على الخلفية الفكرية والهاجس الإبداعي لكاتب من قماشة أمين معلوف .

    من جهة أخرى فإن معلوف لم يخف اهتمامه بالمكانة المرموقة للأكاديمية الفرنسية التي تمثل رمز الثقافة واللغة الفرنسية، وهي التي أسست عام ،1635 وحول ذلك يقول: “منذ انصرفت الى الأدب، كانت الأكاديمية تنطوي على معنى في نظري، ولم أفكر آنذاك في دخولها، لكن هذه الفكرة ترسخت في ذهني رويداً رويداً”، وهذا الاهتمام يعود إلى أن دخول هذا المحفل هو بمنزلة اعتراف بدور ثقافة المهاجرين في تجديد دماء الثقافة والإبداع في بلد مثل فرنسا، أسهم في النصف الأول من القرن الماضي بدور عالمي في تجديد الأدب، ولا يخفى على أحد الدور الذي قام به المهاجرون إلى فرنسا من شتى بقاع الأرض، الذين كان لهم دور كبير في الحياة الفرنسية على مستوياتها كافة، ولا يمكننا أن ننسى أسماء أدبية كبيرة خاصة من المغرب العربي، مثل كاتب ياسين الذي سجلت إحدى المكتبات العامة في فرنسا باسمه، والشاعر عبداللطيف اللعبي، والروائية آسيا جبار التي سبقت معلوف إلى الأكاديمية الفرنسية عام ،2006 وغيرهم من الأسماء التي أسهمت في الحفاظ على اللغة الفرنسية وانتشارها .

    ويذكر أن أمين معلوف فاز بجائزة غونكور في 1993 عن روايته “صخرة طانيوس”، وجاء دخوله إلى الأكاديمية بحصوله على 17 صوتاً من 24 صوتاً في مقابل ثلاثة أصوات للفيلسوف إيف ميشو . وبذلك فإن معلوف يخلف عالم الأناسة كلود ليفي شتروس الذي توفي في أكتوبر/تشرين الأول 2009 عن 101 عام، وقال معلوف حول حيازته هذا المقعد “إنه مقعد عظيم، مخيف ومحفز، وأقترب منه بتواضع وفرح كبير” .
Working...
X