Announcement

Collapse
No announcement yet.

دراسة الفلك والطب والفلسفة والميكانيكا العربية - بقلم: الدكتور محمود الحمزة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • دراسة الفلك والطب والفلسفة والميكانيكا العربية - بقلم: الدكتور محمود الحمزة

    دراسة الفلك والطب والفلسفة والميكانيكا العربية:
    من تاريخ دراسة العلوم العربية في روسيا وجمهوريات الإتحاد السوفيتي (سابقاً)


    من تاريخ دراسة العلوم العربية في روسيا وجمهوريات الإتحاد السوفيتي (سابقاً)
    بقلم: الدكتور محمود الحمزة

    كبير الباحثين العلميين في معهد تاريخ العلوم والتكنولوجيا (معهد فافيلوف)
    دراسة الفلك والطب والفلسفة والميكانيكا العربية:
    حظي علم الفلك العربي بإهتمام كبير. حيث تحدثنا أعلاه عن البحوث الأولى التي تعود إلى خمسينات القرن العشرين أما المرحلة الجديدة من البحوث في تاريخ الفلك، فترتبط بدراسة وإصدار المؤلفات الفلكية لكبار العلماء العرب: البيروني والفارابي والخوارزمي والفرغاني والطوسي والشيرازي وابن عراق وغيرهم. وساهمت تلك البحوث بكتابة تاريخ الفلك الكروي والجغرافيا الرياضية في المشرق القروسطي سواء منها المسائل الخاصة (تاريخ ظهور مبرهنات وطرق خاصة مثل إسقاط الكرة على المستوى)، أو المسائل العامة لحساب الإحداثيات ووسائط (بارمترات) حركة الأجسام السماوية المرتبطة بتاريخ الطرق الرياضية المستخدمة في الفلك. ودرست أيضاً فهارس (دلائل) النجوم للبيروني والخيام، ومسائل التعافب الزمني وتاريخ التقويم (مامدبيلي، روزنفلد، روجانسكايا، بولغاكوف، أحمدوف، سيرغييفا، ماتفيفسكايا، وغيرهم).

    أما تاريخ الآلات الفلكية فقد أولي اهتماماً جيداً (بولغاكوف، روزنفلد) وخاصة الإسطرلابات ونظرياتها الرياضية (أ.طاغي- زادة). وكرست سلسلة من البحوث لمسائل الميكانيك والفيزياء والكيمياء والطب وفلسفة الطبيعة ومسائل فلسفية بحتة عن العلم العربي. وفي 1962 قام المستشرق السوفيتي المشهور أ.م.بيلينتسكي وعالم فيزياء البلوريات والمختص في علم المعادن غ.غ. ليملين بإجراء بحث رائع "علم المعادن" عند البيروني وكتابه حول الأوزان النوعية، وبذلك فقد وضعا الأساس لسلسلة كاملة من البحوث في هذا الإتجاه.

    ولقد درست مسائل السكون (ابن سينا، ابن قرة) ومسائل الميكانيك بشكل عام في المشرق القروسطي (أحادوف م. و ت.د.ستلروف وغيرهم ) وأنجزت م.م. روجانسكايا في عام 1976 أول دراسة شاملة في هذا المجال (روجانسكايا)، حيث درست أحد الأعمال الأساسية وهو "كتاب ميزان الحكمة" للخازني وكرست روجانسكايا جل دراستها للمسألة الأساسية في علم الحركة في المشرق القروسطي- النموذج الحركي الهندسي لحركة الأجسام السماوية، مثل أسلوب بطليموس وطرق البطليموسيين الجدد.

    وأجريت في الإتحاد السوفيتي أبحاث عن أعمال الرازي و"القانون في الطب" لابن سينا و"علم الصيدلة" للبيروني. واهتم العلماء بالمراسلات العلمية بين البيروني وابن سينا حول مؤلف أرسطو الذي نشره يو.ن.زفادوفسكي. ودرست المؤلفات الفلسفية للفارابي وابن سينا والخيام وابن رشد، وتصنيف العلوم عند الفارابي وابن سينا. كما ظهرت أعمال فيها تعميم في تاريخ الفلسفة في آسيا الوسطى. وكتبت السير العلمية لكل من البيروني (بولغاكوف، روزنفلد، روجانسكايا، سوكولوفسكايا) والخيام (روزنفيلد، يوشكيفتش) والفارابي (قبيسوف) وغيرهم.

    وبذلت جهوداً ضخمة في الإتحاد السوفياتي لنشر أعمال كبار العلماء العرب، ففي 1954- 1960 أصدر معهد الاستشراق في طشقند "قانون الطب" لابن سينا في خمسة مجلدات أما في عام 1957- 1976 صدرت سبعة مجلدات "الأعمال المختارة" للبيروني: "تعاقب الزمن"، "الهند"، "جيوديزيا"، "علم الصيدلة"، "القانون المسعودي في جزئين" و"علم النجوم" وكان ذلك بناء على مبادرة من المؤرخ الكبير وعالم الآثار في آسيا الوسطى س.ب. تولستوف. وقام بترجمة "تعاقب الزمن" المستعرب السوفيتي الكبير م.أ. سالييه وهو نفسه الذي ترجم قصص "ألف ليلة وليلة". أما مترجم "جيوديزيا" وأحد مترجمي "القانون المسعودي" فهو تلميذ كراتشكوفسكي المستعرب السوفيتي الشهير بولغاكوف الذي أصدر لأول مرة النص الكامل "للجيوديزيا" باللغة العربية. وفي موسكو نشر "علم المعادن" ورسالة في الوتر للبيروني. وصدرت في طشقند المراسلات العلمية بين البيروني وابن سينا وكذلك "المخطوطات الجبرية" للخوارزمي و"كتاب الأسرار" للرازي. أما في باكو فقد نشر المخطوط المثلثي للطوسي.

    وقام معهد الفلسفة والقانون التابع لأكاديمية العلوم الكازاخية (ألما-آتا) بنشر خمسة مجلدات من مؤلفات الفارابي: المخطوطات الفلسفية والرياضية والإجتماعية وفي الأخلاق ومخطوطاته في المنطق وشروحاته حول "المجسطي" لبطليموس. وطبعت في موسكو "رسائل الخيام" ومخطوطات الكاشي الرياضية وعدد من مخطوطات ابن قرة وابن الهيثم والطوسي وأولغ بك وصدرت مؤلفات ابن قرة عام 1984 وكتاب ميزان الحكمة "للخازني" مع تعليقات مفصلة عام 1983 وصدرت مخطوطات للبيروني و"المناظر" لابن الهيثم وغيرهم.

    كلمة أخيرة:

    أعطي في فترة العهد السوفيتي اهتمام واسع لإعداد المختصين الشباب في مجال الإستعراب في موسكو وفي مدن أخرى من الإتحاد السوفيتي معظمهم في موسكو وآسيا الوسطى والقوقاز. أما الآن فتعاني مدرسة الإستعراب العلمي في روسيا من صعوبات وعقبات كثيرة يأتي في مقدمتها شحة المخصصات المالية للبحث العلمي وعدم تشجيع الجهات العليا المسؤولة لهذه الأبحاث لأسباب مختلفة لا يمكننا التوقف عندها في هذا البحث.

    ولا يمكنني أخيراً إلا أن اضيف أن من واجبنا كعرب ومسلمين أن نمد يد التعاون والدعم المادي والمعنوي لهؤلاء العلماء الروس الذين ربطوا حياتهم ومصيرهم وقضوا أجمل سنوات عمرهم مع المخطوطات العربية سواء بالقيام بترجمتها أم دراستها ونشرها وقد قالوا كلمة منصفة وعادلة بحق تراثنا وكل ذلك يستحق منا كل الاحترام والتقدير لهم.
Working...
X