Announcement

Collapse
No announcement yet.

في حياة المرأة!.. أين ( المطالعة ) غذاء الأدمغة والعقول واكسير تطور الأفكار والمعرفة - دارين صالح

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • في حياة المرأة!.. أين ( المطالعة ) غذاء الأدمغة والعقول واكسير تطور الأفكار والمعرفة - دارين صالح

    المطالعة... أين هي في حياة المرأة!
    غذاء الأدمغة والعقول واكسير تطور الأفكار والمعرفة....

    دارين صالح - الوطن
    إنها المطالعة التي تكاد تصبح عادة وهواية مفقودة، تأخذ طريقها في دروب الزوال والنسيان. وعلى الرغم من أن أجدادنا منحوا الكتاب جل اهتمامهم وكانوا مولعين بجمع الكتب وإنشاء المكاتب كمكتبة الحكمة التي جمعت ما يقارب مليون كتاب، منسوخة بخط اليد، إلا أنه وللأسف لم يعد الجيل الجديد يهتم بالكتاب وخاصة بعد انتشار التكنولوجيا الحديثة وشبكة الإنترنت.

    سئل سقراط يوما: كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب:أسأله: كم كتاباً تقرأ؟ وماذا تقرأ؟ فبالمطالعة تعرف أقدار الرجال والنساء.. فأين هذه العادة والهواية في عالم النساء؟

    قليلات القراءة

    يوجد عدد غير قليل من النساء لا يهتمن بالمطالعة في مجتمعاتنا الشرقية وخاصة بالبيئات الاجتماعية المنغلقة التي تترعرع فيها الفتاة ضمن عائلات لا تهتم أساسا بتثقيفها، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع هذه الهواية في العالم الأنثوي الشرقي إذا ما قورن بالعالم الأنثوي الغربي، وذلك يرجع إلى طريقة التربية منذ الطفولة وأسلوب توجيه اهتمام الطفلات.
    إلا أنه ومع الانفتاح على العوالم الأخرى بفضل انتشار تكنولوجيا المعلومات والإنترنت والفضائيات باتت بعض النساء اليوم أكثر وعيا وإدراكا لدورهن في المجتمع فأصبحن أكثر اهتماما وشغفا لاكتشاف أنفسهن ومحيطهن من خلال القراءة والمطالعة بهدف التعرف على ماضيهن وحاضرهن وليجدن إجابات عن تساؤلاتهن تساعدهن على تأسيس مستقبلهن وإشباع فضولهن فتعدن تقييم موضعهن في الفضاء الاجتماعي في إطار علاقتهن بالآخر على المستويين الخاص والعام.
    جيهان 30 عاماً فنانة تشكيلية.. تحدثت عن القراءة بشكل عام وعن قراءاتها فيما يخص عملها الفني وقالت: بحكم عملي بالفن التشكيلي كان لابد لي من الاطلاع على المدارس الفنية في العالم وطبعاً هذا الاطلاع لا يمكن أن يتحقق إلا بالقراءة والبحث وهنا برز تعلقي بالكتاب، ولكي أبتعد عن الرتابة في المواضيع قسمت قراءاتي إلى نوعين الأول مرتبط بمجال عملي الفني والثاني له علاقة بالأدب العربي والعالمي.
    وتحدثت جيهان عن شخصيات وأسماء مهمة في عالم الأدب وبينت أنها متأثرة جداً بغابرييل غارسيا ماركيز إضافة إلى شغفها بروايات نجيب محفوظ.. وبيّنت جيهان مشكلة يعاني منها القراء ألا وهي مسألة الوقت بالقول: رغم ضيق الوقت ووتيرة الحياة المتسارعة إلا أنني أحاول أن أجد وقتاً كي أمارس هوايتي المفضلة..
    راية 25عاماً خريجة حقوق وتعمل في إحدى المؤسسات الحكومية.. تطرقت إلى الموضوع ذاته الذي تحدثت عنه جيهان وهو موضوع القراءة ضمن مجال الاختصاص.. فقالت: نحن في المجتمعات العربية بشكل عام ومنذ أن نبدأ دراستنا الجامعية ينصب جل اهتمامنا على كل ما من شأنه أن يوسع معلوماتنا وخبراتنا في مجال اختصاصنا الدراسي، وهنا يبرز وللأسف ابتعادنا عن القراءة والبحث في المجالات الأخرى، فأنا أقرأ الكتب القانونية وكل ما له علاقة بالقانون والجرائم لجميع أنواعها، حتى فيما يتعلق بقراءة الصحف اليومية فإنني وبمجرد أن أفتح الصحيفة أتجه باهتمامي لقراءة الزوايا القانونية ولكن هذا لا يعني أبداً أنني لا أقرأ في مجالات أخرى إلا أن الأولوية تكون دائماً لاختصاصي ولكن كثيراً ما أحتاج إلى الخروج من هذا الجو فأتحول إلى قراءة كتب متنوعة منها ما يعنى بعلوم الفضاء والفلك إضافة إلى قراءتي للشعر من حين إلى آخر.

    أي كتب يقرأن؟

    تتنوع الأهداف والغايات التي تقرأ من أجلها المرأة أو التي تدفعها لاقتناء كتاب معين دون آخر وهذا ينبع من اهتمامات وتوجهات كل واحدة منهن!
    فعادة ما تهتم المرأة بمواضيع الأسرة والأمومة والأبراج والمواضيع الاجتماعية التي تمس حياتها أو تلك التي تثير انتباهها وفضولها.
    أجرت المؤسسة الفرنسية للإحصاء (ENSEE) مؤخراً استقصاء فوجدت أن النساء يفضلن البرامج الثقافية في التلفزيون وفي الصحافة المكتوبة.
    كما تفضل النساء قراءة الروايات، وخاصة روايات المشاعر والكتب الكلاسيكية مهما كان مستواهن التعليمي أو وضعهن ومنصبهن في العمل.
    أما الرجال فيفضلون قراءة الشرائط المصورة والكتب العلمية والتقنية، وخاصة كتب الرياضة في حين السيدات لا يفضلن هذا النوع من الكتب وعددهن أقل بأربع مرات مقارنة مع الرجال الذين يفضلون الكتب الرياضية، وترتفع نسبة قراءتهن المقالات الثقافية في الصحافة عن نسب الرجال، ونجد النتائج نفسها في تحقيق حديث أجرته مجلة العلوم الإنسانية الفرنسية، التي استنتجت أن كل سبع نساء من أصل عشر يقرأن الروايات، وأن عددهن مرتفع منذ المرحلة الثانوية ويفضلن روايات القرن التاسع عشر النفسية أو كتب الشهادات في حين يفضل الشباب روايات المغامرة.

    النساء يطالعن أكثر من الرجال

    أشارت عدة دراسات في الوطن العربي إلى أن نسبة النساء اللواتي يطالعن تفوق نسبة الرجال بـ7.51٪.
    كما أنه ووفق مؤشر شراء الكتب وكمية الكتب المقروءة والاشتراك في المكتبات، فإن النساء سابقات على الرجال في القراءة.... فالنساء يمثلن ثلثي المشتركين في المكتبات.
    كما ترتفع نسبة الأمهات اللواتي يرتدن المكتبات بصحبة أطفالهن مؤكدات نقل قيمهن الثقافية لأولادهن.
    منال 40 عاماً.. حين بدأنا حديثنا مع منال أكدت أنها لا تقرأ الكتاب بل عبرت عن نهمها للقراءة بالقول: أنا آكـُل الكتاب.. ورغم أن تعبير منال لا يخلو من الدعابة إلا أنه صورة إيجابية ومبشرة فيما يخص موضوع القراءة.. منال تحدثت عن قراءتها لكل أنواع الكتب دون استثناء بالقول: أنا لا أقرأ في مجال بعينه، فكل ما يقع بين يدي أطالعه، وأصدقك القول: متعتي الحقيقية في قراءة الكتب سواء منها العلمي أو الأدبي وحتى المجلات، وعندي مكتبة استطعت خلال السنوات الماضية أن أجمع فيها من الكتب ما لا يقل عن ألف وثمانمئة كتاب بمختلف الاختصاصات: الأدبي والسياسي والخيال العلمي والجغرافيا والتاريخ والكتب الدينية حتى إن مكتبتي تحوي مجموعة عن فن الطبخ.. منال متزوجة ولديها طفلان أحدهما في المرحلة الإعدادية والثاني في المرحلة الابتدائية.. يقرأ ولداها الكتب في أوقات الفراغ... وكثيراً ما أزود أصدقائي بكتب كل حسب حاجته ولكن بشرط إعادة الكتاب في مدة محددة.
    جيداء 33 عاماً صحفية أوضحت أن طبيعة عملها تتطلب دائماً القراءة والمتابعة لملاحقة الأحداث أولاً بأول، وقالت: عملي كصحفية يتطلب مني المتابعة الدائمة وبحكم طبيعة عملي المواكبة لمتطلبات العصر فإن أدوات العمل لدي مرتبطة كثيراً بالتكنولوجيا كالإنترنت والكمبيوتر ويقول كثيرون إن هناك الكثير من المعلومات يمكن استقاؤها من الإنترنت وهذا ما يناسبني تماماً إلا أنني أرى أن لا شيء يغني عن ملمس الورق وحالة التآلف مع الكتاب الورقي.. وأضافت جيداء: إن الكتب السياسية والتاريخية هي من أولويات قراءتها إضافة إلى الكتب التي تعنى بعلم الطاقة وقدرات الإنسان الكامنة.



Working...
X