Announcement

Collapse
No announcement yet.

الأديبة ( هدى فاخوري سالم يعقوب فاخوري ) القاصة والكاتبة الإردنية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الأديبة ( هدى فاخوري سالم يعقوب فاخوري ) القاصة والكاتبة الإردنية

    هدى فاخوري

    ولدت هدى فاخوري سالم يعقوب فاخوري في السلط عام 1945، حصلت على بكالوريوس طب وجراحة الفم والأسنان من جامعة القاهرة عام 1969، وتعمل منذ تخرجها في طبيبة مجال تخصصها، وهي عضو نقابة أطباء الأسنان، وعضو رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب العرب، وعضو المؤتمر الشعبي للمجابهة وحماية الوطن، وعضو المؤتمر القومي العربي، وشاركت في فعاليات ثقافية ونقابية ونسائية داخل المملكة وخارجها.

    مؤلفاتها:

    1. قصة الأسنان (علوم) (د.ن)، عمان، 1980.
    2. انطباعات في التجربة الانتخابية ومقالات أخرى (مقالات) (د.ن)، عمان، 1990.
    3. السنونية وقصص أخرى (للأطفال) (د.ن) عمانن 1994.
    4. صديقتي شجرة اللوز (للأطفال) (د.ن)، عمان، 1996.
    5. أيام صبا الباسمة (للأطفال) (د.ن)، عمان، 1999.
    6. اللؤلؤة دانه (للأطفال) (د.ن)، عمان، 2002.

    يوميات كابوسية
    د.هدى فاخوري
    الكابوس الأول:

    حلم ليلة صيف. الأفعى تخرج من حجرها، تتسلق الحائط حتى ارتفاع شجرة حور، تقفز من رأس الشجرة إلى شباك النور، تنجح في خرق قانون الجاذبية الأرضي، وتزحف في ثنايا الأغطية، تقضم زهرة الفل المصورة في الغطاء فتتحول الزهرة إلى نسيج سام في فم الأفعى.
    يستيقظ الطفل صباحاً، يجد الأفعى مكورة بلا حراك. يمسكها من ذيلها ويدور بها عدة دورات ويقذف بها في الهواء.
    تتفتت الأفعى وتتلاشى في سماء القرية. ويصيح أطفال الحضانة في اليوم التالي أن هذه الأفعى بالذات كانت تحضر إليهم ليلاً في أحلامهم. والفخر لزهرة الفل التي أنقذتهم من حلم ليلة صيف مرعب.
    الكابوس الثاني:
    سيارة دفن الموتى تدور في الحارات والشوارع، يسمع الناس صوت الموسيقى الصاخبة التي تطلقها تلك السيارة.
    يقول الصبي الذي ينادي بين الناس: نحن نستبدل موتاكم بأطفال أنابيب حديثي التكون، ما علكيم إلا زراعتهم في حوض الاستحمام البلاستيكي، وسينتج عندكم إنسان يشبيه الميت الذي نستلمه للتو.
    هرعت المرأة التي تخطت عمر الصبا، تريد أن تستوقف السيارة لتسلمهم زوجها الذي بدأ يستسلم لرغبة الموت، لتأخذ بديلاً عنه طفلا ًيكمل مشوار الموت بحياة سرمدية، في تلك الهنيهة كانت سيارة دفن الموتى قد تخطت الأفق باتجاه عقرب الساعة الخامسة والعشرين فأدركت تلك الشقية أن عليها أن تنتظر دورة حياة أخرى كاملة.
    الكابوس الثالث:
    قفز الرجل من علم لعله يصل إلى بيت السناء مبكراً، كانت القفزة فوق كومة من حلقات مطاطية ذات خواص ارتدادية.
    ارتد الرجل إلى مكان أعلى، وأعاد القفز باتجاه بيت الحب، وكانت الردة إلى مكان أعلى، وفي المرة الثانية رغب في القفز باتجاه بيت الحرية، وسقط في حفرة عميقة سحيقة امتصت قدرته على الارتداد بأي اتجاه، وعندما أحس بالخديعة، أمسك بالعصا ونهض راغباً في المشي باتجاه الريح، إلا أن الريح كانت عاتية، فتوقف في منتصف الطريق متكئاً على عكازه بانتظار أن تهدأ الريح ويعاود القفز باتجاه الحياة.
    الكابوس الرابع:
    أكوام من البرتقال ذي اللون البرتقالي تعكس أشعة الشمس وتعطي الأفق لوناً برتقالياً مفرحاً.
    تقدمت من الكوم أرغب في حبة برتقال ناضجة، أمسكت بها فإذا هي مصنوعة من البلاستيك. ضغطتها بشدة تمهيداً لقذفها بعيداً فإذا بعصير البرتقال الطازج ينز بين أصابعي. لحست طرف إصبعي وتذوقت طعم البرتقال الشعي البارد، تعجبت! كيف ينبت البرتقال البلاستيكي ويعطي عصيراً شهياً؟
    نظرت خلف الكوم فوجدت فوهة معدنية تقذف بحبات البرتقال البلاستيكية.
    لحظتئذ أدركت أنه لا حاجة بعد الآن لزراعة شجر البرتقال. فالآلهة الجهنمية ستصنع لنا عصيراً شهياً، ولكنه بعد عصر ذلك اليوم لاحظت أن أصابعي قد احترقت وأصبح لونها كلون الصدأ.
    تأوهت وقلت: ماذا جرى لأمعائي. هل أصبحت منخلاً أم غربالاً؟ وفي صبيحة اليوم التالي، جمعت أطفال الحقل وأغلقنا فوهة المدفع الذي ينتج ذلك البرتقال البلاستيكي.
    الكابوس الخامس:
    أكوام القمامة تشكل جبلاً أسود اللون على أطراف المدينة، يذهب الأطفال للتكسب من جبل القمامة.
    يلعب الأطفال بالقطع البلاستيكية التي يقذفها أطفال الأغنياء بعد أن يفككوا الدمى غالية الثمن في اليوم الأول أمسك بأحدى الساقين. وفي اليوم الثاني وجد الرأس الإقرع، وفيما بعد استطاع أن يميز جذع اللعبة بذراع واحدة.
    جمع الدمية وبدأ ينقش لها عيوناً ويرسم ذراع آخر على طرف الجسد.
    بعد أيام سبعة أخذ يداعب الجسد بأطراف أصابعه ويحلم أن تتحول دميته الجميلة إلى طفلة في مثل عمره ليلعب معها لعبة "الاستغماية".
    نام وهو يحلم. في الصباح نهضت دميته وداعبت شعره الجميل وقال له: لقد تحقق حلمك وها أنا هنا من أجلك..
    أمسك بيد الطفلة وذهبا سوية لجبل القمامة الأسود. عندما شاهدت الطفلة موطنها قفزت فرحة، وغاصت في جبل القمامة تتنفس عبير مسقط رأسها.
    عاد الطفل حزيناً إلى منزله يلوم نفسه على إضاعة شقيقته بين أكوام القمامة السوداء.
    الكابوس السادس:
    قرر الرسام أن يرسم لجارته الحسناء صورة.
    وضع كل حبة في الرسم، جميلة هي جارته وفاتنة هي صورة الجارة.
    ابتسمت له الجارة فزاد سحر الصورة، وفي اليوم العاشر عبست الجارة عندما شعرت أن حريتها قد قيدتها صورة معلقة على الجدار. أمسك الرسام بالريشة ورسم كشرة الجارة الجميلة، وفي اليوم الخامس عشر أشاحت الجارة بوجهها عندما لمحت الرسام يختلس النظر إليها وهي تهم بالخروج، أمسك الرسام بالفرشاة وبدأ يمحو غمازتي وجه الجارة الصبوح.
    في اليوم المائة كانت الصورة قد أصبحت بقايا صورة إذا عمل الرسام فرشاته القاسية في طمس جمال السيدة الباهر.
    في اليوم الأول بعد المائة رغبت الجارة في رؤية الصورة المعلقة على جدار الجيران، وعندما أبصرت بعينها كيف يراها جارها العاشق السابق. هربت من الحي إلى الصحراء، ونصبت خيمتها بعيداً عن أعين الجيران لأنها لا ترغب في أن يراها الناس على حقيقتها.
    الكابوس السابع:
    أمام الدار الأنيقة وضعت السيدة جرة الماء لتسقي عطشى السبيل. مر اليوم الأول والثاني... والعاشر ولم يمر من جانب الدار الأنيقة عطشاناً.
    وفي اليوم الحادي عشر مرّ سرب عصافير وحط على أطراف الجرة يلتمس بعض الماء، حاول العصفور الأول الوصول إلى الماء في الزير ولم يستطع بل ريقه، وحاول العصفور الثاني أيضاً وفشل.
    ولما أدركت العصافير أن الماء أمامها ولم تستطع الوصول إليه حاولت كسر الجرة بالدق عليها بأرجلها. وفجأة فتح باب الدار وظهرت المرأة، انتاب المرأة الفزع لرؤيتها العصافير هائجة تحاول كسر الجرة.
    حاولت أن تمد يدها لتغرف ماء من الجرة، نقرت العصافير يدها ونزفت دماءاً سوداء.. حاولت المرأة الهرب إلى داخل الدار لحقتها العصافير العطشى وبدأت تمص الدم من يد المرأة.
    في المساء، بدأت العصافير رحلة الانتقام فهي لا تزال عشطى. بدأت العصافير تزقزق بكشل جماعي، أصبح اللحن قوياً، ارتفعت نغمة الزقزقة، نهضت المرأة مذعورة، إنه صوت زقزقة العصافير، صرخت المرأة، لم يسمع صراخها أحد، ظلت المرأة تصيح والعصافير تزقزق لحن الحرمان.
    فجأة سقطت المرأة مغشياً عليها فقد صرعتها زقزقة العصافير وجرمتها نعمة الحياة.
    الكابوس الثامن:
    لبست المرأة فستاناً مسلوخاً من جلد النمر وحذاء من جلد التمساح وغطت أكتافها بمعطفاً من فراء الدب وعلى رأسها طاقية من فراء الثعلب تعلوها ريشة من النعام.
    دلفت المرأة إلى غابة القوة.. سألتها الشجرة الأولى: ما اسمك أيها الحيوان الغريب؟ بهتت المرأة فأجاب النمر إنها جزء مني وقال التمساح إنها تستخدم جلدي للسير، وانتفض الدب محتجاً إن هذا المخلوق يتدثر بي فهو دب. أما الثعلب فقد ابتسم وقال: أنا العقل المدبر. فهذا الحيوان يسير بطاقيتي، أما ريشة النعام فقد صمتت فليس لها دور في حياة هذا الحيوان المهجن.
    وبعد الخطوة العاشرة داخل غابة القوة وجدت المرأة نفسها وجهاً لوجه أمام الأسد فبدأت تهتز داخل فراء الدب فنهرها النمر قائلاً: أفصحي عن نفسك فأنت في الحقيقة نمر فلا تأبهي زمجرة الأسد. مر الأسد بالقرب من الدب النمر الثعلب التمساح فلفتت نظره ريشة النعام خطفها م رأس المرأة الحيوان فهي لا تناسب الدب النمر الثعلب التمساح.
Working...
X