Announcement

Collapse
No announcement yet.

عروس جبل الشيخ عرنة الأبيض شتاءً والينابيع العذبة صيفاً

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • عروس جبل الشيخ عرنة الأبيض شتاءً والينابيع العذبة صيفاً

    عرنة عروس جبل الشيخ ترتدي
    الأبيض شتاءً وتتزين بالتفاح والكرز
    والينابيع العذبة صيفاً



    دمشق - سانا
    يلي تحب الصيفية وقاصد بسط وكيفية تعا تفرج عاعرنة هالعروس المجلية.. هو أشهر بيت زجل يتغنى بما أبدعه الخالق من جمال وسحر في عرنة.
    وتقع عرنة جنوب مدينة دمشق وعلى مسافة 55 كم في جبل الشيخ تشمخ قرية عرنة عروس جبل الشيخ بطبيعتها الخلابة وبساتينها المثمرة وينابيعها المتدفقة وأهلها الطيبين.
    دخلت هذه القرية الجميلة العام الماضي إلى مجموعة القرى السياحية في ريف دمشق نظراً لما تتمتع به من مناخ معتدل صيفاً ينشده الناس هرباً من حرارة المدن وبارد شتاء حيث يفترشها الأبيض معظم فصل الشتاء فتختزن في جوفها الينابيع الدائمة والعيون الموسمية ويستمتع الزوار باللعب بالثلج والتزحلق.

    وترتفع عرنة بحدود 1700 م عن سطح البحر ويوجد فيها 365 نبعاً على مدار السنة بعضها جف وبعضها الآخر مازال يغذي الأراضي الزراعية والبيوت كما يروي السيد جهاد كبول رئيس بلدية القرية.
    وأضاف السيد كبول ان الطبيعة الساحرة التي تتمتع بها عرنة حيث فيها الأشجار المثمرة بأنواعها والماء العذب والجبال والغابات والثلوج في الشتاء والتي تحتضن السفوح القريبة حتى أواخر الربيع اضافة الى ارتفاعها وقربها من دمشق جعلت منها إحدى القرى السياحية التي يقصدها الناس للتمتع بهوائها العليل والهدوء منذ عشرات السنين.
    وفيما يخص الخدمات يقول السيد كبول أن القرية مخدمة من البنية التحتية من طرقات وكهرباء ومياه كما يوجد فيها عدة مقاصف منها مقصف تابع لبلدية القرية وهي جميعها تلبي احتياجات الزائرين من الأكل الطيب والجلسة الرائعة حيث تحيطها الأشجار والجبال رداول المياه التي تشق الجبل فتمر بتلك الأماكن فيسمع الزائر صوت جريان المياه مع تغريد العصافير في تناغم ساحر .
    وحول أنواع الأشجار المثمرة التي تشتهر بها عرنة يتحدث السيد كبول عن أن القرية تتمتع بكثرتها وفي مقدمتها التفاح الذي يقترن بإسمها وهو أفضل أنواع التفاح في سورية ومن ثم الكرز إضافة إلى الخوخ والدراق والعنب والإجاص والتوت لافتاً إلى أن عرنة المورد الأول لسوق الفاكهة في سورية.
    وعن أهل عرنة يقول السيد كبول أن المتواجدين في القرية على مدار العام يعملون بالزراعة ويتسمون بالطيبة والكرم وحسن الضيافة وهم يعيشون كأسرة واحدة في مزيج رائع من التلاحم الشعبي والتآخي الديني في بيوت تتميز بأنها متلاصقة وقريبة من بعضها تعزز الألفة بين الجميع.
    ويمضي السيد كبول فيقول ان أغلبية اهالي عرنة يتقنون فن الزجل وهو الغناء الشعبي المحبب لديهم الذي توارثه الأبناء عبر الآباء والأجداد كما يملك البعض موهبة كتابة الشعر المستوحى من جمال الطبيعة مشيراً إلى أن القرية تقيم في كل عام مهرجاناً للزجل كما تتم توجيه دعوات إلى شعراء زجل من سورية ولبنان أمثال موسى زغيب وزغلول الدامور وغيرهم للقيام بمباراة في الشعر إلا أنه هذا العام بسبب الظروف التي تمر بها سورية وحداداً على أرواح الشهداء فإن القرية لم تنظم هذا العام مهرجاناً للزجل كالمعتاد.
    ويعرب السيد كبول عن أمله في أن يتم تفعيل عرنة على صعيد السياحة الداخلية بشكل أكبر وان يتواصل أبناؤها مع جميع السوريين عن طريق الترويج السياحي الجيد حيث في الماضي كانت تستقطب القرية أعدادا كبيرة من السواح يصل الى حدود 5000 سائح أما اليوم فالأعداد أقل نظراً لكون الكثير من الناس يذهبون إلى البحر أو إلى مناطق اصطياف أخرى ولا يعلمون بوجود عرنة ومثيلاتها من القرى الموجودة جنوب دمشق والتي تتميز بالإضافة إلى سحر طبيعتها بأن أسعارها مناسبة للجميع.
    بدوره قال السيد جريس سمعان وهو من أهالي عرنة إنه في الماضي كانت الزراعة تعتمد على الحبوب إلا أن السكان تنبهوا إلى أن مناخ القرية وخاصة هطول الثلوج والأمطار لايناسب هذا النوع من الزراعة ما دفعهم إلى التحول إلى زراعة الأشجار المثمرة التي بدأت في الستينيات وأعطت مردوداً جيداً لأهل القرية وضاعفت من دخلهم .
    وأضاف السيد جريس أن الطبيعة الساحرة ووفرة المياه دفع العديد من أهل عرنة إلى الهجرة العكسية والعودة إلى القرية واستثمار الأراضي بإستخدام وسائل الري الحديثة كالري بالتنقيط.
    وأشار السيد جريس إلى أن القرية تفتقر إلى الاستثمار السياحي وخاصة في فصل الشتاء مشدداً على أهمية استثمار الثلوج بشكل مفيد لإقامة منشآت للتمتع بشتى أنواع الرياضة الشتوية وإقامة تليفريك إضافة إلى بناء المزيد من المنشآت السياحية والفنادق والمطاعم وخاصة أن القرية تخلو من وجود أي فندق سياحي أسوة بمناطق مماثلة من سورية .
    وتختلف الآراء حول تسمية هذه القرية التي تمتلك كل المقومات السياحية فأحدها يقول أن التسمية تعود إلى العرين أي المنطقة المرتفعة فيما يقول رأي آخر أن أراضيها كانت في الماضي عبارة عن مستنقعات وعند تحرك المياه بفعل الرياح تصبح مايسمى عرنات والبعض يقول أن التسمية تعود إلى الطائر الفرفر الذي كان يتنقل بين ينابيع القرية أما البعض الآخر فيقول أن التسمية تعود إلى قبيلة الحور الآرامية التي سكنت السفوح الجنوبية الشرقية لجبل الشيخ لكثرة المياه حيث مايزال حتى الآن السكان يطلقون أسماء آرامية على بعض الأماكن المتواجدة فيها.
    ويوجد في القرية بعض الآثار القديمة ومنها قصر شبيب التبعي على قمة جبل الشيخ كما عثرت البعثات الأثرية على قطع نقدية ونانية تعود الى زمن حكم الاسكندر المقدوني الكبير.
    وتقول الأساطير القديمة أن أحد السلاطين القدماء مرض بشدة فوصف له الحكماء العيش في الطبيعة للتخلص من آلامه فتوجه إلى عرنة فاستقبله أهلها بحفاوة كبيرة وكان يمضي كل يوم في نبع مختلف حتى أمضى عاماً كاملاً أي 365 يوماً وهو عدد ينابيع عرنة التي كانت موجودة في ذلك الزمن.
    مي عثمان
Working...
X