Announcement

Collapse
No announcement yet.

العلاقات السورية ـ التركية.. بين الغدر التركي والحلم السوري !

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • العلاقات السورية ـ التركية.. بين الغدر التركي والحلم السوري !

    لم تكد دمشق تنهي لقاءها التشاوري الذي يمهد لحوار وطني شامل حتى سارعت تركيا الى عقد ما سمته - مؤتمر رابطة العلماء المسلمين لنصرة ودعم الشعب السوري - وكأن ( الجارة ) تركيا لا تريد لسورية الدولة والشعب أن تنعم بالهدوء ولو ليوم واحد وهي التي كانت قد بدأت بالتآمر على - قلب العروبة - منذ الثاني عشر من نيسان عندما رعت لقاء بين كل من فيلتمان ورياض الشقفة المرشد العام للإخوان المسلمين وبمشاركة قطرية و»إسرائيلية» في فندق مرمرة على مضيق البوسفور ليتبعه وزير خارجيتها احمد داود اوغلو برفض نظرية المؤامرة الخارجية التي تحدث عنها الرئيس بشار الأسد في مجلس الشعب ! ليأتي نفيه بمثابة الهروب إلى الأمام بعد افتضاح المؤتمر المذكور ومن ثم ليعقبه المؤتمر الصحافي الذي عقده المراقب العام للإخوان المسلمين في اسطنبول محمد رياض الشقفة ومن ثم مؤتمر أنطاليا الذي حضرته عصابة من القتلة والمجرمين والمتعاملين مع «إسرائيل» والذين طالبوا من خلاله بإسقاط النظام دون ترك أي مجال للحوار!
    وكان أردوغان قد استمر في إطلاق تصريحاته الوقحة، التي كان يطلقها بين الحين والآخر، حتى أنه لم يوفر فيها الجيش السوري الذي يعتبر جامعا ورمزا لكل السوريين ! والكل يذكر أنه عندما نجح أردوغان في الانتخابات، أعلن أن نجاحه هو نجاح للشام وبيروت .. الخ , للوهلة الأولى من سمع أردوغان في حينها ظن أننا نعيش في القرن التاسع عشر أو بدايات القرن العشرين. لكن وجود التقنيات الحديثة من فضائيات وانترنت وغيرها جعلنا ندرك أن الرجل هو من يعيش في عصور غابرة خارج الزمن والتاريخ وأن ذكره للشام وبيروت ذكّر العرب كلهم بإعدام شهداء السادس من أيار من قبل جده جمال باشا السفاح في ساحات دمشق وبيروت ليترافق ذكره لهاتين المدينتين مع مجزرة جسر الشغور التي نفذتها العصابات الإرهابية بسلاح تركي، وبشكل لم يسبق لسورية أن شهدته في تاريخها اللهم إلا على يد الدولة العثمانية نفسها أثناء احتلالها للبلاد العربية عام 1516 أي قبل ما يقرب الخمسمئة عام !
    كلام أردوغان عن دمشق وبيروت ترافق أيضاً مع كشف العديد من المصادر في حينها أن تركيا جهزت الخيم والمعسكرات منذ بداية الأحداث، لا بل أعلنت أنها ستقيم منطقة عازلة، ولعل وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ كان صادقا عندما قال إنه اتفق مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوعان على العمل معاً لاستصدار قرار في مجلس الأمن الدولي حول سورية. ما يدل على أن الغرب مصمم على تنفيذ مخططه انطلاقا من تركيا وهذا ما يؤكد حقيقة ثابتة وهي أن تركيا دولة عضو في حلف شمال الأطلسي الداعم الكبير لـ «إسرائيل» وليتأكد أن «بعبعة» أردوغان في دافوس وأثناء الاعتداء على قافلة الحرية ومن ثم الاحتجاج على إهانة السفير التركي في «إسرائيل» لم تكن إلا جعجعة بلا طحين ما دامت تركيا دولة تقيم تحالفا استراتيجيا مع الكيان الصهيوني وتحتضن القواعد الأميركية وتلهث خلف الاتحاد الأوروبي من أجل مناقشة انضمامها إليه، وليس الانضمام ذاته ما يعني أن تركيا المتورطة في ليبيا والحليفة لـ «إسرائيل» والمنفذة لأوامر الحلف الأطلسي لن تكون سوى رأس حربة ضد العرب ولن يكون أردوغان سوى الفزاعة التي يستخدمها الغرب ضد سورية والعرب متى أرادوا باعتباره قائداً للدولة الإسلامية المنضوية بكاملها تحت جناح الغرب و»إسرائيل !»
    ومن هنا تأتي خطورة تورط تركيا في هذا المشروع باعتبارها البلد المسلم الجار لسورية والتي حاول الرئيس بشار الأسد جاهدا نقلها من موقع المتحالف مع «إسرائيل» والغرب إلى موقع الرحى في تكتل إسلامي جديد تكون فيه العلاقة بين البلدين علاقة استراتيجية، فكان الرد وللأسف قاسيا ومؤلما فالاستراتيجيات وللأسف لن ترى النور إلا إذا ولدت من رحم دوائر صهيونية !
    ربما يستغرب البعض كيف أن القيادة السورية تعاملت مع تصريحات المسؤولين الأتراك منذ بداية الأحداث بهدوء تام على الرغم من التصريحات النارية لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داوود أوغلو؟!
    السبب برأي العارفين في الأمر يعود إلى أن سورية تنتظر لتخرج من أزمتها عندها سيكون لكل حادث حديث حيث سيفرز حينها بين الصديق الصدوق والصديق الذي يترك صديقه لأول هزة يتعرض لها، بعد أن كانت هذه العلاقات توصف بالاستراتيجية على الصعيد السياسي والاقتصادي .
    والسؤال ماذا لو فعلت سورية مع المعارضة التركية وخصوصا الكردية ممثلة بحزب العمال الكردستاني، ما فعلته تركيا في أنطاليا واسطنبول وعقدت مؤتمرات في مدن سورية و دعمته بالمال والسلاح؟ وخالفت ( اتفاق أضنة 1998) الذي عقد بين الدولتين كما فعل القادة الأتراك، هل كان أردوغان وطاقمه سيسكتون؟ لكن يبدو أن سورية اختارت أن تقابل سلاح الغدر التركي بالحلم والحكمة حتى يحين الوقت المناسب وعندئذ لا ينفع الندم لمن غدر وتآمر !!


    نقلا عن موقع شوكو ماكو
    لن اقول كل ما افكر به00 لكنني حتما سافكر في كل ما ساقوله
Working...
X