Tweet
المدرب الجيد هو مدير جيد
السلوك الإيجابي نحو نفسك واللاعبين
أهم من القابلية والاستعداد
فجر إبراهيم - الوطن
إن عمل المدرب لا ينحصر بالمستطيل الأخضر فقط، بل هنالك محاور أخرى كثيرة يجب أن يقوم بها حتى يكون عمله متكاملاً وبذلك تكون إمكانية التطوير جيدة ومن هذه الأعمال تنظيم اللاعبين.السلوك الإيجابي نحو نفسك واللاعبين
أهم من القابلية والاستعداد
فجر إبراهيم - الوطن
الدوافع وأسلوب التدريب
أول سؤال يجب أن تطرحه على نفسك كمدرب: لماذا اتجه هذا الفرد نحو كرة القدم؟ وماذا يمتلك من الخبرة؟
وما أفضل أسلوب تدريبي يمكن أن يستجيب له؟
إذا استطعت كمدرب الإجابة بشكل دقيق عن هذه الأسئلة فبإمكانك أن تخطط للعمل بشكل دقيق وتصل لهدفك بخطوات واثقة.
المعاملة العادلة للاعبين
هنالك فروق كبيرة بين معاملة اللاعبين بشكل عادل، ومعاملتهم جميعهم بالمستوى نفسه!!
إن بالتعامل مع اللاعبين لا يوجد ما يدعى استثناء وخاصة بالقواعد المسموحة داخل الفريق وكمدرب يجب أن تعلم خلال التدريب والمباريات أنك تتعامل مع لاعبين وليس أشخاصاً.
الموهبة الفردية
إذا كان جميع اللاعبين في الفريق موهوبين، فماذا يعني ذلك؟
يعني أنه يجب إيجاد ضوابط لهم وإلا تصبح الأمور خارجة عن السيطرة.
يجب أن تعلم من سيشارك في المباراة لفترة قصيرة ومن سيشارك لفترة طويلة.
يجب الاستفادة من هؤلاء الموهوبين داخل الفريق جيداً، لأن بذلك تتحقق الاستفادة داخل الملعب.
التواصل
يجب التأسيس على أن الفريق هو للجميع وإن الفريق للفريق نفسه، لكن يجب أن يعلم اللاعبون أنه هنالك شيئاً متوقعاً من قبلك نحوهم سواء كان في التدريب أو المباراة.. والتواصل بين المدرب واللاعبين يختلف من مدرب لآخر ومن فريق لآخر والمهم في عملية التواصل أن تكون ردود الفعل إيجابية من قبل اللاعبين لرسائل المدرب لهم سواء في التدريب أو المباراة.
كما أن التعامل الأخلاقي والسلوك بين المدرب واللاعبين أساس في عملية التواصل وللتشجيع دور كبير أيضاً.
والأهم من ذلك كله في عملية التواصل هو التركيز على الأهداف وخاصة على الصعيد الفردي والذي من خلاله يستطيع الفريق تطوير العمل الجماعي وكل ذلك يجب أن يكون بشكل مباشر للاعبين إفرادياً.
التوعية الفردية
تذكر كمدرب أنك الشخص المهم بالنسبة للفريق، أوجد الوقت للتحدث مع اللاعبين ولو لفترة قصيرة ولكل لاعب على حدة، وعند القيام بذلك فإن النظر عامل مهم بحيث يكون نظرك مركزاً على عين اللاعب وبذلك يشعر اللاعب بصدقيتك نحوه.
التنظيم
هنالك أمور تنظيمية داخل الفريق يجب القيام بها بشكل حازم ودقيق منها:
1- قائد الفريق: الاختيار النهائي له يجب أن يكون من قبل المدرب، فالتصويت من قبل اللاعبين يمكن أن يعطي مؤشراً من قبل اللاعبين، لكن نسبة 51% يجب أن تكون لمصلحتك كمدرب.
2- تطوير مهارة القيادة: يجب تدريب اللاعبين على القيادة من خلال دروس خاصة، فمثلاً يمكن وضع اللاعبين في قاعة المحاضرات ثم يقومون بإلقاء المحاضرات على بعضهم بعضاً، وبذلك يمكن للمدرب أن يطور من العمل القيادي لهم، فهذا الجانب من المسؤوليات المهمة للمدرب نحو لاعبيه.
3- اللاعب المتطلب «غير المنضبط»: يجب كبح جماح مثل هؤلاء اللاعبين وذلك من خلال ضوابط صارمة، وذلك من خلال تسجيل جميع الأفعال الإيجابية والسلبية لهم ضمن وثائق والقيام بمحاسبتهم من خلالها، كما أن هذه الوثائق دليل وحجة عندما نقوم باستبعاد أحد من هؤلاء اللاعبين.
4- تقييم الزمن: وذلك بمعرفة الزمن الذي يقضيه اللاعب في التدريب مقارنة مع الزمن الذي يقضيه بالراحة وعندما تكون نسبة الراحة أكثر من العمل في التدريب، فالأفضل إبعاد اللاعب عن الفريق لأنه عنصر سلبي.
5- سلوك القبول وعدمه: أن السمعة غير الجيدة للاعب هو حكم أولي على اللاعب لذلك إبعاد هؤلاء عن الفريق يقوي من الفريق فالروابط داخل الفريق مهمة جداً، وحتى لو امتلك الفريق القوة وكانت روابطه ضعيفة فإن الفشل حليفه.
مع كل ما سبق فإن المدرب الناضج هو القادر على تقليل الفوارق بين اللاعبين وذلك من خلال استغلال كل ما يمتلكه هو واللاعبون من إيجابيات.
إدارة الفريق
هنالك قواعد وأهداف يجب أن يمتلكها الفريق ويجب السير نحوها، لكن للوصول إليها نحتاج إلى عمل كبير وأمور كثيرة يجب اتباعها منها:
1- العدالة: ويجب احترام الجميع داخل الفريق وكذلك بناء الثقة بينهم، كما يجب على الجميع احترام الاختلافات فيما بينهم وعلى المدرب أن يتعامل مع الجميع على هذه الأسس وأن يكون هو محور الجميع.
2- قائد الفريق: يجب أن يكون شخصاً قادراً على القيادة والمتابعة كما يجب أن يتمتع بالولاء والإرادة والقدرة على حل المشكلات وأن يكون مثالاً ومتابعاً لقواعد العمل داخل الفريق.
3- الأهداف: الأهداف الفردية والجماعية يجب أن يكون مخطط لها سواء أكانت مهارية أو تكتيكية أو بدنية وغيره، ويجب أن تكون هذه الأهداف ذات قيمه ومعروفة سابقاً.
4- السلوك: يجب أن يتمتع اللاعبون بسلوك جيد وأن يكونوا بعيدين عن السهر وشرب الكحول وكل ما من شأنه تأخير العملية التدريبية وإلحاق الضرر بهم.
5- التخطيط: بحيث يتضمن المسابقات والتدريبات والرحلات والعطل وكل ما يتعلق باللاعبين والفريق ومراجعة كل ما سبق على الأقل ثلاث مرات سنوياً ومعرفة مدى الوصول من الأهداف.
6- الإصابات: وذلك من خلال الاهتمام والعناية باللاعبين المصابين وإعادة تأهيلهم بشكل مثالي وبأسرع وقت ممكن وذلك من قبل المتخصصين كي يتمكن المدرب من التركيز على تحضير باقي اللاعبين.
7- الدروس النظرية: تلعب الدروس النظرية دوراً هاماً في بناء الفريق والارتقاء بثقافته فالمدرب الناجح هو القادر على إخراج هذه الدروس بشكل جيد واختيار مواضيعها بما يتناسب مع الحدث وعملية التطوير.
8- التعامل النفسي: أن العامل الهام في التدريب الذهني هو أن يكون موجهاً وبطريقة واحدة بحيث يستطيع اللاعبون السيطرة على ردود أفعالهم، وكذلك القدرة على التعامل مع مختلف ظروف المباراة وكذلك التعامل مع الحكام داخل المباراة.
تنظيم الموسم الكروي
على المدرب أن يزود لاعبيه في الفترة الانتقالية بين موسمين كرويين ببرنامج تدريبي خاص لهذه المرحلة المهمة جداً والتي هي أساس مرحلة التحضير وأن يذكرهم من خلالها بأهداف المرحلة القادمة.
كما أنه على اللاعبين معرفة أن هذه المرحلة هي مرحلة تأسيس مهمة جداً لمراحل طويلة قادمة، أما فيما يتعلق بأساسيات العمل خلال الموسم الكروي فعلى المدرب أن يرسم خطوط العمل بشكل واضح وأن يراعي ما يلي:
1- التدريب: محتوياته يجب أن تكون مركزة على احتياجات اللاعبين، ويجب عدم إهمال أهمية الأدوات المساعدة في التدريب وكذلك الصالات والملاعب.
ويجب الانتباه إلى أن العملية المهمة في التدريب هي الاستخدام الإيجابي للمساعدين.
2- قبل المباراة: تحضير قائمة اللاعبين المشاركين فيها وقائمة التجهيزات بشكل كامل ويجب معرفة أن الإحماء قبل المباراة هو من أهم المراحل.
3- بين الشوطين: وقت مهم جداً للمدرب واللاعبين وفيه تحصل تغيرات كثيرة على جميع الأصعدة، لكن تجنب جرح المشاعر وتذكير تحفيز اللاعبين.
4- بعد المباراة: التدريبات الترويحية مهمة جداً في نفس يوم المباراة وإن لم يكن بالاستطاعة فلتكن باليوم الذي يلي المباراة، بالإضافة إلى الدرس النظري وتقييم المباراة.
5- جدول المباريات، الكفاح من أجل التوازن بين المباريات التي يستطيع الفريق الفوز بها وبين المباريات التي نتيجتها بنسبة 50% وكذلك المباريات التي يحتاج فيها الفريق إلى تحد كبير مع الخصم لإحراز نتيجة جيدة، لكن حاول إلا تخسر أبداً، واستخدم المساعدين في مراقبة الفريق الخصم قبل اللعب معه، ولا تنس استخدام الفيديو لمشاهدة الخصم الذي تريد اللعب ضده.
عليك كمدرب أن تكافح من أجل تطوير اللاعبين كما يجب أن تتمتع بالسلوك القويم والتوجه الإيجابي نحو نفسك أولاً ومن ثم نحو اللاعبين.
إن سلوكك الإيجابي نحو نفسك واللاعبين هو أهم من القابلية والاستعداد.
المدرب الجيد هو الذي يتقن عمله.
المدرب الجيد هو الذي يؤسس لحالة أن وقت اللعب تكون العلاقة فيه مع اللاعبين مختلفة عن الوقت خارج اللعب.