Announcement

Collapse
No announcement yet.

عاشت المغنيةإيمي واينهاوس سريعاً وماتت باكراً

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • عاشت المغنيةإيمي واينهاوس سريعاً وماتت باكراً

    إيمي واينهاوس.. عاشت سريعاً وماتت باكراً
    • زياد عبدالله



    أغنيات ونيهاوس تنتمي إلى العصر الذهبي للموسيقى الغربية. غيتي
    كان متوقعاً كما فيلم بنهاية حزينة، كل الأحداث والمؤشرات تقود إلى تلك النهاية، إنها من أولئك المغنيات اللواتي يأتين هذا العالم فترة وجيزة، بضع أغنيات رائعة يتردد صداها في العالم يحفظها الملايين ثم تمضي، مغنون أو مغنيات دون أن يتجاوزوا الـ27 من العمر، والحديث بالتأكيد عن ايمي واينهاوس التي توفيت السبت الماضي، ولم تتجاوز ذلك العمر الذي اصبح على ارتباط وثيق بأسماء كبيرة في عالم الموسيقى الغربية، أو أساطير تلك الموسيقى، مثلما هي الحال مع جيمي هندريكس وجانيس جوبلين وجيم موريسون، وقد ماتوا جميعاً في السابعة والعشرين من العمر، وتحت وطأة الإدمان، وجميعهم بجرعات زائدة من الكوكايين.
    على الرغم من عدم إعلان سبب وفاة واينهاوس، فإن السبب على الأرجح، ونقول على الأرجح لئلا نقول بالتأكيد، هو جرعة زائدة أيضاً، فهي التي كان يحاصرها الإدمان من كل جانب، إدمان على المخدرات والكحول، وعلى شيء من تدمير ممنهج للذات، ومترافق مع أغان لها أن تكون حزينة على الدوام، قادمة من ستينات القرن الماضي، فالموسيقى والأغاني التي قدمتها تحمل ملامح من الجاز والبلوز، ولها أن تكون أغاني «صول» بامتياز، مع نزوع تمردي تجاه كل شيء، بدءاً من مظهرها وثيابها التي تنتمي أيضاً إلى الستينات، مع حضور للأبيض والأسود في «كليبات» أغانيها.
    كاريزما خاصة ومجنونة، ويمكن للكحل الذي تمضي به بأكثر من الرموش، أن يشكل ما يشبه المثلث الذي يؤطر العين، وحياتها التي تنتقل فيها من فندق إلى آخر، بينما تلك الفنادق تتشكى منها كونها تعود وبرفقتها كلاب شاردة تلتقطها من الشارع وتعود بها.
    ايمي واينهاوس تحمل كل تلك الصفات الأسطورية التي كانت تحيط بالمغنين، بعيداً عن ما يتسيد المشهد حالياً، وعلى اتساق مع أغانيها التي تنتمي إلى العصر الذهبي للموسيقى الغربية، أي الستينات، حيث علينا أن نسمع Rehab لنتأكد من أن هذا الترميم لن يحصل، بينما تقول لنا في أغنية أخرى «الحب هو الفشل»، أو في أشهر أغانيها Back To Black حين يمسي السواد مصيراً أو كما تقول في تلك الأغنية سلم تترك وقتاً للندم...لقد عدت إلى ما تعرفه، بعيدا جدا عن ما عشناه... نقول وداعا بالكلمات فقط، مت مئات المرات ، أنت عد إليها، أما أنا فأعود إلينا..». مقاطع متشظية من تلك الأغنية، التي جعلت من عشاقها يعودون إلى الأسود أيضاً، وفي تتبع سينمائي لحياة وينهاوس فإن كثيراً ما يطفو سيناريو فيلم له أن يضيء تلك الشخصيات التي لا تتأقلم وهذه الحياة وتجد في الهرب إلى عالم الهلوسة ملاذاً سرعان ما يمسي لعنة، لكن للمفارقة فإن أعظم من صنعوا موسيقى كانوا كذلك، ولعلي لم أشاهد فيلماً روائياً عن الأسماء السابقة الذكر، باستثناء فيلم أوليفر ستون عن جيم موريسون The Doors اسم الفريق الموسيقي الذي كان مغنيه موريسون وقد جسد شخصيته فال كيلمر.
    بينما جانيس جوبلين التي قُدمت أفلام عنها لكنها لم تلق أي نجاح يذكر، فإن مخرجاً كبيراً هو البرازيلي فرناندو ميراليس في صدد تصوير فيلم عنها وستجسد شخصيتها العجيبة ايمي آدامز، ولعل مخرجاً بحجم ميرالس يدفعنا لأن نعد أنفسنا بفيلم مميز.
    لعل أفلاماً روائية عن اساطير مثل تلك لها أن تمضي بنا إلى تدمير الذات للخلوص إلى جمال خالص، أو امتلاك ناصية الحلم بهذا الجمال الخاص والسعي إليه بالاستعانة بكل ما هو مدمر، والاصطدام بحقيقة مرة بأن الجمال محدد وسريع العطب ومدة استخلاصه وجيزة جداً، كما لو أنه من الأشياء التي لا تمتلك مدة صلاحية لقصرها، بحيث يخرج الجمال ومعه لعنات كثيرة، كما لحياة واينهاوس أن تخبرنا، والتي سيكون بانتظارها فيلم، لا لشيء إلا لأنها محتكمة على كامل عتاد الأسطورة وقد عاشت سريعاً وماتت باكرا.
Working...
X