Announcement

Collapse
No announcement yet.

حي القنوات من أرقى مناطق دمشق والأغنى بالمباني التاريخية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • حي القنوات من أرقى مناطق دمشق والأغنى بالمباني التاريخية

    مشروع لتأهيل حي القنوات
    أرقى مناطق دمشق خارج السور والأغنى بالمباني التاريخية



    دمشق - سانا

    مي عثمان
    في الطرف الغربي من دمشق القديمة يقع حي القنوات يحده من الشمال شارع النصر والذي كان يسمى سابقا بـحكر السماق ومن الجنوب حي باب سريجة ومن الغرب شارع خالد بن الوليد ويمر بمحاذاته شرقا الطريق السلطاني وهو طريق الحج الذي يصل إلى الميدان والبوابة.
    ويعتبر المؤرخون حي القنوات من أكبر أحياء دمشق القديمة التي تقع خارج السور فيما يصنفه البعض الآخر بأنه الأغنى بالمباني التاريخية وخاصة القصور والبيوت التقليدية الكبيرة.
    ودخل حي القنوات في عام 1983 إلى لائحة التراث العمراني لمدينة دمشق من أجل حمايته من جهة ولأهمية المنطقة كمعلم تاريخي تراثي دمشقي شاهد على حقب تاريخية وموئل الأسر الدمشقية العريقة.
    ونظرا للأهمية الكبيرة لهذا الحي كونه يعتبر خزان مياه دمشق لكثرة السبل فيه فإن محافظة دمشق ومديرية الآثار العامة تعملان على تنفيذ دراسة خاصة لمشروع تأهيل منطقة القنوات بما فيها المسجلة أثريا التي سكنها الدمشقيون في القديم بعدما ضاقت بهم حارات دمشق القديمة داخل السور. يهدف المشروع بعد تنفيذه إلى إحياء وتأهيل كامل المنطقة معماريا وسكانيا بما يتناسب مع حاجات السكان الذين يسكنون فيها خاصة كونها من أولى المناطق التي شهدت وجود حنفيات المياه داخل بيوتها والتي كانت ذات أشكال تراثية.
    وتتميز منطقة القنوات كما يقول الحاج محمد العجلوني أحد سكان الحي بكبر مساحتها وتعدد حاراتها التي تتميز بطابع معماري جميل يعتمد الأقواس التزيينية والأرضيات المرصوفة بحجر اللبون الأزرق والأسود.
    كما تتميز بأنها مازالت حتى الآن تضم العديد من المباني التاريخية التي تعود للعصور الأيوبية والمملوكية والعثمانية ومنها جامع العجلوني وجامع التعديل وجامع زاوية الهنود وجامع الشابكلية.
    أما من أهم قصور هذا الحي الدمشقي العريق فهو بيت الزعيم الوطني فخري البارودي الذي تحول إلى ملتقى أدبي وسياسي وثقافي في النصف الأول من القرن العشرين.

    اشتهر الحي في وقتنا الحاضر بوجود السوق المسقوف كسوق الحميدية ومدحت باشا كما يتميز بأنه سوق الثريات الرئيسي في دمشق حيث يحتوي على أنواع لا تحصى منها كالقديم والتراثي والمصنع بشكل يدوي أو تلك الجديدة المستوردة من الخارج فيقصده الناس من كافة أنحاء المدينة ليرى هذا التمازج الجميل بين التراث والحضارة.
    ويشعر زوار المباني الأثرية الموجودة ضمن الحي بأنهم ينتمون إلى كل زاوية أو بيت أو أي مكان فيها وهم يقومون خلال زيارة أي معلم من معالمه باستنشاق عبق التاريخ وأصالة الماضي.
    وتقوم مديرية الآثار باستمرار بعمليات ترميم للمنازل الدمشقية داخل الحي حرصا على هذا الإرث الحضاري الذي يعتبر من كنوز سورية الغنية بفنون العمارة الدمشقية كالباروك الذي يعتبر غنيا بعناصر زخرفية مدموجة وموحدة بعضها مع بعض مع عدم ترك فراغات ومساحات غير مشغولة عليها.
    أخذ حي القنوات اسمه من أحد فروع نهر بردى الذي يتفرع من ناحية الشادروان حيث يخترق هذا النهر الحي وتسيل مياهه ضمن قناة رومانية محمولة على قناطر حجرية لكي يتم من خلاله سقاية المدينة القديمة حيث لا تزال هذه القناطر ظاهرة للعيان وخاصة عند مسجد العجلوني.
    ويعود نشوء حي القنوات إلى العهد المملوكي ومن ثم توسع هذا الحي في العهد العثماني بشكلٍ كبير بعدما توجهت إليه كبرى العائلات الدمشقية والتركية نظرا لقربه من المباني الحكومية الهامة في المدينة.

Working...
X