Announcement

Collapse
No announcement yet.

في حوار واسيني الأعرج مع زبيدة الخواثري

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • في حوار واسيني الأعرج مع زبيدة الخواثري

    واسيني الاعرج في حوار مع زبيدة الخواثري






    واسيني الأعرج روائي جزائري المشهور، وأديب كبير له وزنه في العالم العربي، يجر خلفه تاريخا إبداعيا وإنسانيا كبيرا، ينتصر لقضايا الإنسان في كل ما يصدر عنه، تمثل تجربة الشباب العربي الباحث عن الحرية والحق في الحياة والتعبير من خلال الكلمة المفعمة بروح الأمل والتمرد التي تطبع مساره المتميز.



    استفيدوا من درسي تونس ومصر والنار المشتعلة في البيوت المجاورة يمكن تفاديها
    أنا رجل أشتغل في الثقافة ولدي أسئلة من بينها : هل مصير الحضارات أن تتقاتل ، أي هل صراع وصدام الحضارات هو القاعدة ، أم الحوار؟
    لفظ استثنائي لا نطلقه على أي كان فالرئيس الأمريكي الأسبق “بوش” ليس استثنائي لأنه دمر بلاد وشعب
    هل يمكن أن تتحدث لنا عن جديدك ؟
    أنهيت السنة الماضية رواية نشرت ، ووزعت في بيروت ، و أشتغل حاليا على نص جديد اخترت له عنوانا مبدئيا يمكن أن يتغير هو” أصابع لوليتا ” وأصلها انجليزية، بيت القصيد فيها قصة طفلة عنيدة عمرها 14 سنة تنتقم،بعد سنوات، من أمها عن طريق ربط علاقة مع زوج أمها ، و فيه يتم تصوير حالة تمزق المجتمع الأمريكي،التي حولتها لحالة إبداع ضمن عمل روائي ، وهي علاقة رجل عمره60 سنة مع فتاة في العشرين ، والقصة تطرح معنى الحب ، الكراهية والتناقضات وكيف تخلق الرغبة في الحياة وفي نهاية الرواية الفعل الحقيقي هو خارج الحياة ،وهو وجود إرهابيين يريدون قتل الرجل من خلال هذه الفتاة ، لكن ما حصل هو أن القصة استطاعت رسم مجموعة من القيم حيث استيقظت الفتاة لتقتل نفسها عوض أن تسمح بقتله.
    يجمع النقاد أن مدرسة واسيني الأعرج هي تجريبية فما هو وجه الاختلاف بينها وبين المدارس الروائية الكلاسيكية ؟
    كلمة تجريبية كلمة معقدة أسميها فعل روائي مناقض لما هو موجود غايته الخروج من المألوف، فالرواية تتخطى ما هو موجود لما هو أبعد ، والمدرسة الكلاسيكية بأوروبا تكتسي نوع من السوريالية أمثال فلوبير وغيره ممن أسسوا نموذج يشكل مدرسة تبقى صفة التجريب فيها مسؤولية كبيرة .

    هل يمكن اعتبار رواية الأمير عبد القادر رواية تاريخية ؟
    رواية الأمير عبد القادري هي رحلة أدبية دخلت من خلالها للرواية التاريخية وضمن هذا النوع الأدبي لا أعيد إنتاج ما أنجزه جورجي زيدان أو أكسر النمط لوجود اختلاف بيننا ، فعند زيدان كانت أهدافها تعليمية من خلال قصة عاطفية يتم حشوها بالتاريخ ، لكن ذلك كان فاشلا لأن المادة التاريخية أهملت، لكن بالنسبة لي أعدت قراءة التاريخ للإجابة على أسئلة معاصرة من خلال الأمير عبد القادر المسلم الصوفي في مقابل شخصية مسيحية وهي أول قص جاء للجزائر سنة 1836 والقدر جمعهما وخلق محاورة بينهما على مستوى رفيع.

    فإلى أي حد يمكن للرواية أن تؤرخ للواقع العربي؟
    أنا رجل أشتغل في الثقافة ولدي أسئلة من بينها : هل مصير الحضارات أن تتقاتل ، أي هل صراع وصدام الحضارات هو القاعدة ، أم الحوار؟ وفي هذا السياق أرى أن الحق ينتصر بين الأفراد أي أن هناك لحظات فيها حوار يصنعه أناس استثنائيون ، ولفظ استثنائي لا نطلقه على أي كان فالرئيس الأمريكي الأسبق “بوش” ليس استثنائي لأنه دمر بلاد وشعب ، لكن الاستثنائية لا تكمن في ذلك وإنما في تعزيز الأهداف الإنسانية النبيلة.
    هل وصل الكاتب العربي إلى جرأة الكتابة عن السيرة الذاتية ؟
    هو أمر فيه نقاش، والسيرة الذاتية نوع يتقاطع مع الرواية ولديها تشكيلات مختلفة من الحيل الأدبية ويمكن لأي إنسان عبر الحيلة تمرير ما يريد، إذا كان الأمر يتعلق بحيلة أدبية فيكون فيه إشارات تحيل لما هو ذاتي ، فالأديب يكتب نص يجمع بين الأدب والرواية ، و في السيرة الذاتية الكاتب يحكي طفولته لكن حين يحكي إشارات عاطفية ، و إنسانية ، و جنسية ومنها أيضا إشارات حول كيف يكتشف علاقته بجسمه فكلها إشارات تبقى في المعطى العام عادية لكن في المعطى الثقافي الإسلامي والمرجعية المرتبطة بالتقاليد يظل القبول بمثل هذه الأمور أمرا في منتهى الصعوبة .

    هل رواية طوق الياسمين جزء من تاريخ وعالم واسيني الأعرج ، وهل هي بداية نحو كتابة سيرة ذاتية أخرى؟
    طوق الياسمين رواية دمشقية تتكلم عن حقبة معينة جاءت على أنقاض رواية سابقة تتحدث عن حياة طلبة في دمشق والعلاقات والصراعات بين المجموعات الطلابية ، والأحداث هي منجز روائي أكثر من كونها سيرة ذاتية نؤرخ لمرحلة ولشباب وأتكلم عن لعبة سيرة ذاتية لشخص افتراضي وأحكي كأن القصة واقعية.هناك حكاية عن المرض وإصابتي بالقلب ، وعلاقتي بابنتي وهي كلها حقيقة لكن مسار القصة يحكي عن الكاتب وعلاقته بصديقته ، وهناك صراع بين الشخصية الواقعية الافتراضية .
    ما رأيك في الثورات العربية في كل من تونس ومصر وغيرها، وهل يمكن لهذه الثورات أن تؤثر إيجابا على مستقبل العالم العربي ؟
    يمكن القول بأنه وراء هذه الثورات تتخفى فكرة عدم الثقة في الأحزاب السياسية والمحيط بشكل عام، مما أدى بالشباب للبحث عن وسائل أخرى ، وهم لهم رؤية واضحة حول الظلم والفساد فبحثوا عن وسائل جديدة للتعبير منها الفيسبوك وتويتر وغيرها من المواقع الاجتماعية التي لا تعبر عن عزلة فردية بقدر ما هي مجال للحرية المطلقة مثلا أنا أحاور زبيدة ، و زبيدة تحاورني في مجال من الحرية ، والسرية ، فبعيدا عن الايديلوجيات دخل الشباب في نمط آخر ووسيط آخر دمر الايديلوجيات ومفاهيم التواصل السابقة مما أعطى نتائج مهمة ، وما يحدث يدفع للتساؤل حول ما يحدث في مصر وتونس هل الإشكالية فقط هي إسقاط النظام ؟ لذلك فالرهان المطروح هو بالأساس حول كيفية تسيير الدولة عن طريق أشخاص لهم خبرة واسعة ، وانطلاقا من هذه المسألة يمكن تحديد النجاح أو الإخفاق و الخسارة والحد الأدنى في كل هذه المعطيات هو وجود دستور وأعتقد أن هناك نوع من الوعي عند هؤلاء الشباب ، و أفترض أن يكون الدستور خاليا من كل الحسابات العرقية والجنسية وغيرها ، وأن يكون فيه نوع من التساوي بين المسلم والمسيحي، والقانون يحاسبنا كمواطنين وليس لأي اعتبارات أخرى. باختصار فالدساتير المضبوطة بمفردها يمكن أن تكون وثيقة تابثة تحقق الثورة من خلالها وجودها ودونها يظل الخوف مشروعا.
    إذن هناك أفق ؟
    طبعا هناك أفق ايجابي إذا تم التنازل عن الايديلوجيات فحسابات السياسيين مختلفة لكن هل الأحزاب الدينية القوية المقموعة طيلة سنوات هل عندها أناس متبصرين يقدمون المصلحة العليا على المصالح الفردية الضيقة ؟و إذا حصل ذلك ، أي إعطاء الأسبقية للمواطنة والابتعاد عن الانقلابات يمكن للمجتمعات العربية أن تسير بعيدا ، وبالعكس بدءا من هذه اللحظة التي أسميها الجمهورية الثانية تتم القطيعة مع التقاليد السابقة والبؤس والفشل والإخفاق.
    استوقفني سؤال جميل في روايتك ” ضمير الغائب ” وفي الفصل الأول من الرواية يقول السؤال : ” ما معنى أن يكون الإنسان مجنونا في وطن يعتقد كل أناسه أنهم عقلاء ؟ وما معنى أن تكون عاقلا في وسط لا يدري أنه مجنون ؟
    إن هذا الأمر لا يتوقف عند روايتي وحدها ، وإنما هو سؤال الكتابة نفسها، الكاتب يكتب لمجتمع فيه نسبة كبيرة من الأمية ، ونسبة تلقي محدودة ، ومحدودة أكثر بالنسبة للتلقي الأدبي ، ويجب أن يكون هناك قدر من الجنون حتى تفكر أن هناك من سيقرأ لك.
    ماذا تشكل لك رواية اسمها زينب الأعوج، هل كتبت هذه الرواية أم أنك لم تستجمع شتات الحرف بعد؟
    هي حقيقة وزينب صديقة قبل أن تكون زوجة. ففي مصطلح الزواج هناك شيء من التملك لكن الصداقة التي بيننا هي أعمق حتى من الزواج فالصداقة تضمن استمرار العلاقة لأن فيها هامش من الحركة ، والشخص الآخر مستقل عنك ، وهو عمل الإنسان يجتهد ويجاهد فيه حسب قوته والصداقة فيها تفاهم وقبول للاختلاف و للآخر.
    ماذا يمكن أن تقوله للقادة العرب في ظل التغييرات الأخيرة ؟
    استفيدوا من درسي تونس ومصر والنار المشتعلة في البيوت المجاورة يمكن تفاديها من خلال حرية الصحافة، وعبر إرساء الحق في المواطنة، والتعبير، والمساواة بين الناس ، وحق الإنسان في دستور يحميه . وهناك معطيات يجب الانتباه إليها، وما يحدث في ليبيا شيء مدمر ولكن يجب التدخل بشكل سلمي قبل فوات الأوان .
Working...
X