Announcement

Collapse
No announcement yet.

في دراسة ميدانية مشاكل زواج الشباب الجامعي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • في دراسة ميدانية مشاكل زواج الشباب الجامعي

    مشاكل زواج الشباب الجامعي
    في دراسة ميدانية


    دمشق - سانا
    في دراسة ميدانية أجراها الدكتور جلال السناد الأستاذ في كلية التربية جامعة دمشق على عينة من طلبة الجامعة تبين أن أهم خمس مشكلات تواجه مستقبل الشباب الزواجي مرتبة ترتيبا تنازليا حسب مدى شيوعها هي الاعتقاد بأن الزواج قسمة ونصيب تليها أزمة السكن وغلاء الإيجار وارتفاع تكاليف المعيشة والحياة وحالة الأسرة الاجتماعية وغلاء المهور أما ترتيب هذه المشكلات وفقا لوجهة نظر الطالبات فهو أزمة السكن وغلاء الايجار وارتفاع تكاليف المعيشة والحياة وعدم رغبة الزوجة بالسكن مع أهل الزوج ومسؤولية الفتى أو الفتاة في تربية الاخوة والاعتقاد بأن الزواج قسمة ونصيب.
    وللوقوف على مشاكل زواج عند الشباب الجامعي استطلعت نشرة سانا الشبابية آراء عدد منهم حيث أكد مؤيد طالب سنة رابعة حقوق أن أزمة السكن وغلاء إيجار المنازل وارتفاع تكاليف معيشة الحياة أسبابا رئيسة لتأخر سن الزواج مضيفا أن الموضوع لا يقتصر فقط على الزواج لأننا كشباب أكثر ما نفكر فيه مرحلة ما بعد الزواج المتمثلة بتأمين حياة كريمة للعائلة وتأمين حاجيات ومستلزمات الأولاد وتدريسهم وتنشئتهم تنشئة سليمة وتنمية مواهبهم وكل ذلك يجعلنا نتأخر في الإقدام على هذه الخطوة المهمة.
    أما الشاب يامن طالب سنة ثانية علوم فيقول إن وفاة والده جعلته يعيد النظر في هذه المسألة بعد تخرجه من الجامعة كونه أصبح المعيل الوحيد لعائلته بعد والده ويقع على عاتقه تدريس أخوته الأصغر منه سنا وتأمين معيشتهم وحاجاتهم.
    الشاب مازن طالب دراسات عليا يقول إن شريكة حياته موجودة لكن العائق الكبير رفض شريكته السكن مع أهله مؤكدا أن وضعه المادي حاليا لا يسمح له بشراء منزل وبالتالي فإن مسألة الزواج بالنسبة له مؤجلة.
    بدورها تؤكد رانيا طالبة هندسة أن مستوى الدخل المنخفض للشباب يعد مشكلة حقيقية تواجه الشباب المقبلون على الزواج خاصة أن معظمهم لا يملك القدرة المادية على شراء منزل ما يجعلهم يعتمدون على القروض السكنية طويلة الأمد وبذلك يرهن أغلب مرتبه لسداد القرض ناهيك عن الحاجات الأخرى المترتبة عليه.
    أما رحاب طالبة هندسة مدنية تتفق مع ما ذكرته رانيا وتضيف إن مسألة غلاء المهور والمغالاة بمتطلبات الزواج من قبل أهل الفتاة يعد أيضا من أهم عوامل تأخر الشباب عن الزواج لافتة إلى أن قريبة لها من عائلة ميسورة الحال كانت مخطوبة لشاب متوسط الدخل لكن الطلبات المتزايدة التي لم يستطع الشاب تحملها جعله يقدم على فسخ الخطبة.
    ويرى الدكتور السناد أن موضوع الأسرة ووظائفها وقيمها ومشكلاتها وتكوينها يحتل مكانا هاما في الدراسات الاجتماعية والتربوية ولتشكيل الأسرة لابد من الزواج الذي هو علاقة مشروعة بين الرجل والمرأة يتم وفق أوضاع يقرها المجتمع وفي حدود يرسمها ويعينها ويفرض على الأفراد الالتزام بها مضيفا أن الزواج هو الدعامة والركيزة الأولى لتأسيس الأسرة وتحقيق الأمومة والأبوة وصناعة الأجيال.
    ولفت السناد إلى أن الزواج المبكر والذي كان السمة الأبرز في هذا الموضوع سابقا تعرض في الآونة الأخيرة إلى تغيرات اقتصادية واجتماعية وحضارية وأنتج بدلا عنها ظاهرة تأخر سن الزواج أو العزوية لدى الشباب موضحا أن هذه التغيرات أثرت كثيرا في المفاهيم والمواقف وسمحت ببروز قيمة الحرية ودعمها واستمرارها في السلوك والفعل والتصرف لدرجة أصبح الزواج أو العزوف عنه وتأجيله أمرا يخص الفرد وعاطفته وأهدافه وميوله وطموحاته واتجاهاته وقيمه ولا يشاركه أحد في اتخاذ قراره هذا.
    وقال السناد إن من ينظر الآن إلى المجتمع السوري يلاحظ بوضوح انتشار ظاهرة تأخر سن الزواج في صفوف الشباب وخاصة الجامعي منه بشكل ملفت للنظر من حيث تناميها وارتفاع معدلاتها الأمر الذي خلق مشكلة تعاني منها كل أسرة انعكست على شكل ظواهر سلبية وخطيرة في الفرد والاسرة والمجتمع وأصابت منظومة القيم المجتمعية كلجوء بعض الشباب إلى تكوين علاقات عاطفية غير واضحة المعالم معتمدة على الجوانب الرومانسية وحالات التمني والاحلام البعيدة عن الواقع.
    ويضيف السناد إن بعض القيم الاسرية الضاغطة المتمثلة في المظهرية الاجتماعية والتقليد والمحاكاة التى اعترت النسق الاجتماعي والثقافي والقيمي في الآونة الأخيرة أثرت بشكل واضح في ظاهرة تأخر سن الزواج كالمغالاة فى المهر والتباهى بقيمة الشبكة والمؤخر والمقدم والمفاخرة بالترف في جهاز العروس والمباهاة في إقامة الأفراح في فنادق خاصة يضاف إلى ذلك ارتقاء المرأة علميا وثقافيا وفكريا فضلا عن الوظيفة وتأمين المقتضيات المادية منها جعلها تفكر بأن ذلك يجعلها أكثر أمنا واستقرارا وبالتالي تأجيل الزواج وعرقلته بحجة البحث عن مواصفات في الشريك تتعلق بالجمال والمال والوظيفة والانتماء الاجتماعى.
    ويؤكد السناد أن جميع هذه الظروف الضاغطة معززة بالعادات والتقاليد الاجتماعية صعدت أرقام تأخر سن الزواج بين الشباب الجامعي وجعلتهم يعزفون عنه ويفكرون ببدائل غير مشروعة الأمر الذي يقتضي البحث في أسباب ظاهرة تأخر سن الزواج وتحديد مدى تفاعل وتواصل هؤلاء الشباب مع هذه الظاهرة من حيث كونهم مهتمين بها أو غير مبالين لها ودراسة النتائج السلبية المترتبة على عملية تأخر سن الزواج وانعكاساتها على الفرد والاسرة والمجتمع.
    ودعا السناد إلى ضرورة قيام وسائل الاعلام بتفعيل التواصل بين الجمعيات والمنظمات والجهات الرسمية والاهلية التى تهتم بمؤسسة الزواج والقيام بحملة توعية عن طريق المحاضرات والندوات واللقاءات وإشاعة ثقافة الزواج كمؤسسة شرعية اجتماعية تربوية للحد من المغالاة بالمهور وعدم البذخ والمباهاة فى التأثيث المنزلى والملابس والكماليات والسيارة وتعريف الشباب وأهاليهم بمخاطر التأخر فى سن الزواج الصحية والاجتماعية والانسانية وتأثيرها السلبي في الفرد والأسرة والمجتمع.
    ووجه بضرورة الاهتمام بإنشاء مراكز للإرشاد النفسي والزواجي والأسري في الجامعات السورية الامر الذي يسهم فى معالجة مشكلات طلبة الجامعات المتعلقة بالزواج وتكوين الاسرة ومساهمة الدولة في التخفيف من أعباء الزواج بتقديم العديد من الخدمات الاجتماعية والمادية كتنظيم عملية الزواج الجماعى التى تقوم بها وزارت الدولة ومؤسساتها ومنظماتها الحكومية والاهلية وتقديم يد العون للمتزوجين ومساعدتهم فى تأمين متطلبات تكوين الاسرة بالتقسيط ودعم مشاريع بناء الوحدات السكنية الشعبية والشبابية للمتزوجين الجدد وبأسعار مخفضة حسب التكلفة.
    تقرير: رشا محفوض- فادى أحمد

Working...
X