Announcement

Collapse
No announcement yet.

مقومات متميزة السياحة العلاجية ومشاريع استثمارية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • مقومات متميزة السياحة العلاجية ومشاريع استثمارية

    السياحة العلاجية
    مقومات متميزة ومشاريع استثمارية
    تعد بتحقيق قفزات نوعية في هذا المجال



    دمشق - سانا
    تمتلك سورية على امتداد رقعتها الجغرافية العديد من مؤهلات السياحة العلاجية من حيث احتوائها على مجموعة من ينابيع المياه المعدنية الكبريتية الحارة التي يمكن استثمارها ووضعها على خارطة الاستثمار السياحي علاوة على ماتوفره الغابات الكثيفة والمناطق الجبلية من مصحات حقيقية توفر الراحة النفسية في ظل الضغوط التي تفرضها طبيعة الحياة المعاصرة.
    وتشكل السياحة العلاجية إحدى أهداف زيارة السياح لسورية حيث بلغت نسبة السياح القادمين إلى سورية للعلاج 5 بالمئة من اجمالي عدد السياح وهم من جنسيات مختلفة أردنية- لبنانية- عراقية- خليجية- مغتربين.
    وتسعى وزارة السياحة ضمن خططها المستقبلية للاستفادة بالشكل الأمثل من مقومات هذا النوع الذي يتميز باستقطابه السياح والزوار طوال فصول السنة ما يميزه عن غيره من مجالات الجذب السياحي من خلال انشائها وتأهيلها للعديد من مراكز الاستشفاء والمواقع السياحية والبحث عن مناطق أخرى جديدة وطرح بعض مواقع الينابيع الكبريتية للاستثمار في ملتقيات الاستثمار السياحي.
    وتقول بانة تميم مديرة التسويق السياحي في وزارة السياحة إن خطة الوزارة في مجال السياحة العلاجية للأعوام القادمة تتركز بشكل أساسي على التوسع في بناء المنشآت السياحية في مختلف المحافظات إضافة إلى تنشيط سياحة الموءتمرات والاستجمام من خلال إقامة المجمعات التجارية والمدن الترفيهية بالاعتماد والاستفادة من المقومات السياحية الموجودة في سورية وهي المياه المعدنية الكبريتية الحارة والبيئة والتضاريس المتباينة من سهل وجبل وصحراء وساحل إضافة إلى وجود عدد كبير من مشاهير الأطباء السوريين المقيمين والمغتربين.
    وأشارت تميم إلى امتلاك سورية لمجموعة من ينابيع المياه المعدنية والكبريتية التي يمكن استثمارها للسياحة العلاجية ومنها حمامات الشيخ عيسى في إدلب وحمامات أبو رباح التابعة لناحية القريتين بحمص ونبع أفقا وحمام الملكة زنوبيا في تدمر وحمامات النبع المكبرت في منطقة الضمير قرب دمشق ونبع الدريكيش الذي يرتفع حوالي 500 متر عن سطح البحر إضافة إلى نبع بقين الذي يقع على ارتفاع 1350 متراً عن سطح البحر والشواطئ السورية.
    وبينت مديرة التسويق السياحي أن هناك بعض المواقع التي تم استثمارها واصبحت مركزا للاستقطاب السياحي منها منتجع نبع الحياة الواقع على بعد 45 كم جنوب دمشق في قرية جباب التابعة لمحافظة درعا والذي تم اكتشافه أثناء الرحلة الفضائية السورية السوفييتية وكذلك ينابيع رأس العين وهي مجموعة من ينابيع المياه الكبريتية والمعدنية في مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة وتبلغ درجة حرارة المياه فيها 27 درجة مئوية.
    وتبين وزارة السياحة أنه بالمقارنة مع الينابيع الموجودة في سورية تعتبر مدينة رأس العين مصدراً نادرا لمياه معدنية نادرة الوجود في المنطقة كما أثبتت تحاليل وزارة الصحة أن المياه الكبريتية الموجودة في رأس العين تصلح لعلاج الكثير من الأمراض الجلدية والرئوية.
    وأضافت تميم ان وزارة السياحة تحرص على المشاركة في المؤتمرات والمعارض العالمية المتخصصة بالسياحة العلاجية للاطلاع على تجارب الدول الرائدة في هذا المجال والاستفادة منها في تطوير مواقع السياحة العلاجية في سورية.
    وقالت تميم.. ان الوزارة تسعى من خلال هذه المشاركات للترويج السياحي لأهم مواقع السياحة العلاجية في سورية وشرح أهميتها والجدوى الاقتصادية من استثمارها مبينة ان امتلاك سورية للعديد من مقومات الجذب السياحي نتيجة للغنى والتنوع في بيئاتها يؤهل قطاع السياحة لتحقيق عائدات مجزية اذا استثمرت جميع هذه المقومات بالشكل الامثل.
    ولفتت مديرة التسويق السياحي الى عرض بعض المواقع المذكورة سابقا وغيرها وخاصة تلك التي تتوفر فيها الشروط اللازمة لمشاريع مجمعات طبية أومنتجعات صحية علاجية وترفيهية في ملتقى سوق الاستثمار السياحي السادس وهي موقع كهف نبع أفقا في تدمر وأرض المنشآت الرياضية في الحمدانية بحلب وموقع صليب التركمان رقم 1 باللاذقية ومشروع حمامات الشيخ عيسى في محافظة إدلب.
    وعن المشروعات التي تم طرحها في ملتقى سوق الاستثمار السياحي السادس بين رامز بربهان المكلف تسيير امور مديرية سياحة اللاذقية أن مشروع موقع صليب التركمان رقم 1 يعود لملكية وزارة السياحة والمديرية العامة للموانئ وان البرنامج الاستثماري له يشتمل على فندق اقامة من سوية ثلاث نجوم يتسع لـ 150 سريراً مع متتماته الخدمية والترفيهية بكلفة ملياري ليرة لافتاً إلى وجود مواقع أخرى مطروحة للاستثمار متضمنة انشاء مراكز للسياحة العلاجية مثل منطقة جنوب الصنوبر في القطاعين الجنوبي والشمالي.
    وفيما يتعلق بمشروع موقع كهف نبع أفقا المتوضع ضمن المنطقة الأثرية بتدمر قال المهندس علي حسين مدير سياحة حمص ان ملكية المشروع المطروح للاستثمار بصيغة بي أو تي لمدة 10 سنوات تعود للمديرية العامة للآثار والمتاحف وتبلغ كلفته التقديرية 30 مليون ليرة.
    ويتألف البرنامج الاستثماري للمشروع من إعادة تأهيل الكهف ومحاوره ومواقع الاستحمام وتأمين الخدمات الصحية والأدواش وغرف تغيير الملابس وأماكن الاستراحة والزيارة واستطلاع الكهف والمظاهر الجيولوجية فيه.
    واضاف حسين ان الموقع يتميز بقربه من الكثير من المواقع الأثرية المهمة في البادية كخان الحلابات وقصر السكري والبخراء والبازويرة وكهف الدوارة وجرف العجلة إضافة إلى عدد من المحميات الطبيعية كمحمية التليلة وسد وادي الأبيض وأبو رجمين ومنتجع وآبار العباسية للمياه الكبيريتية.
    وبين مدير سياحة حمص ان الكهف يأخذ شكل قاعة عرضها الوسطي يتراوح بين 2-6 أمتار بينما يبلغ طولها 52 متراً وعمقها 6 أمتار وبعمق وسطي 5ر1 متر للحوض ذي القعر غير المنتظم موضحا ان الكهف يتألف من محور رئيسي طويل يمتد باتجاه شمال شرق وجنوب غرب ونفق مواز له تتفرع عنهما تشعبات صغيرة يبلغ طولها مع محور الكهف حوالي 850 متراً لافتاً إلى أن درجة حرارة مياه النبع المعدنية الكبريتية ثابتة اذ تبلغ 33 درجة مئوية.
    وبشأن مشروع حمامات الشيخ عيسى بادلب أوضح محمد ميمون فجر مدير السياحة بالمحافظة ان الموقع المطروح للاستثمار يمتد على مساحة 27 كيلومتراً مربعا وتعود ملكيته لوزارة السياحة لافتاً إلى الأهمية السياحية للموقع من حيث استقطابه للكثير من الزوار نظراً لطبيعته الجبلية ومرور نهر العاصي به إضافة إلى وجود المياه المعدنية فيه.
    وتتوضع حمامات الشيخ عيسى على الضفة الغربية لنهر العاصي الذي يفصله عن قرى الجبل الوسطاني ويحده غربا كتلة جبلية لقرية الحمامة وهناك عدة طرق تؤدي إلى المنطقة منها طريق من قرية الحمامة وآخر من قرية القنية كما توجد دراسة لتنفيذ جسر في الحمام من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية لنهر العاصي لتسهيل الوصول الى الموقع.
    وقال ميمون إن النبع ينبثق من الحجر الكلسي الباليوجيني وتتجمع مياهه في بركتين ذواتي سقفين حجريين مضيفا ان درجة حرارة مياهه تتراوح بين 35 و40 درجة مئوية.
    وعن الأهمية الطبية لمياه الحمامات قال الدكتور بشير زلط اختصاصي الأمراض الجلدية ان مياه الحمامات تستخدم في الشفاء من بعض الأمراض الجلدية والتي وثقتها كلية الطب بجامعة حلب منها الأكزيما الدهنية وقشرة الرأس والنخالية المبرقشة.
    وقالت كندة شرابي رئيسة قسم الاستثمار في مديرية سياحة حلب ان البرنامج الاستثماري للمشروع يتكون من اقامة مركز علاجي صحي متكامل يضم مركزاً للعلاج النقاهي والعلاج الفيزيائي ومطعماً صحياً ومسابح وحمامات جاكوزي وقسما للساونا والبخار والمساج وحماما تركيا وصالات مساج ومعالجة صحية إضافة إلى قسم التجميل والعناية بالبشرة والرشاقة وبركة السباحة العلاجية وصالة الأجهزة الرياضية والمعالجة الميكانيكية الساكنة.
    وأشارت إلى ان الموقع يتضمن أيضا اقامة فندق سوية 4 نجوم بسعة لا تقل عن 200 سرير مع فعاليات خدمية وترفيهية متممة ومطعم وكافتيريا وتراسات صيفية وفعاليات ترفيهية ورياضية وتجارية وترفيهية متممة مبينة أن صيغة استثمار المشروع بطريقة بي أو تي ولمدة 40 سنة في حين تقدر الكلفة الاجمالية للمشروع بنحو 782 مليون ليرة.
    بدوره بين الدكتور سليمان مشقوق مدير المشافي في وزارة الصحة ان عمل الوزارة في اطار السياحة العلاجية يرتكز بشكل أساسي على تطوير المشافي من خلال تطبيق معايير الجودة والحصول على الاعتمادية لافتاً إلى سعي الوزراة حاليا لدراسة واقع المياه المعدنية والكبريتية في سورية للتعرف على امكانية الاشراف على مثل هذه المواقع والتعاون مع وزارة السياحة بهذا الخصوص وتنظيم تقديم الخدمات الصحية في مراكز السياحة العلاجية بهدف تقديم الخدمة الأفضل للسياح والمرضى.
    وأضاف أن المشاريع المطروحة للسياحة العلاجية وتلك القائمة حاليا عبارة عن استثمارات خاصة قائمة اساسا على انشاء مجمعات سياحية متعددة الأغراض تتضمن اقامة مراكز للسياحة العلاجية فيها مبينا انه لا يوجد حاليا أي اشراف لوزارة الصحة على مثل هذه المراكز المنتشرة في بعض مواقع ينابيع المياه المعدنية والكبريتية.
    وأشار سليمان إلى أن قانون تنظيم المشافي الخاصة اشتمل على امكانية اشراف وزارة الصحة على اقامة مدن طبية تحتوي مراكز للاستجمام والسياحة العلاجية وغيرها من المنشات التي يمكن ان توجد في المنتجعات السياحية المتكاملة.
    وعن دور المياه الكبريتية في الشفاء من بعض الأمراض قال الدكتور اسعد السعد اختصاصي بالطب الفيزيائي في مديرية المشافي ان الابحاث التي تشير الى فعالية الحمامات الكبريتية الحرارية لعلاج أمراض الجهاز العضلي الهيكلي والامراض الروماتيزمية والجلدية لاتزال قليلة حتى الآن.
    وأضاف السعد ان التأثيرات الملطفة والمسكنة للآلام والمضادة للالتهابات ترجع الى تأثير دفء المياه الذي يزداد بفعل كبريت الهيدروجين الأمر الذي يمكن رؤيته بوضوح في احمرار الجلد لافتاً إلى دور الاستحمام بالمياه الكبريتية في استرخاء العضلات واكساب الانسجة الرابطة المرونة واتساع الأوعية الدموية وزيادة نبضات القلب وإلى ضرورة احتواء المياه المعدنية على حد أدنى من الكبريت مقداره غرام في كل ليتر من الماء.
    وبين السعد ان الاستحمام بالمياه الكبريتية يجب ان يستمر ما بين عشر إلى عشرين دقيقة في مياه تتراوح درجة حرارتها بين 37 و39 درجة مئوية مشيراً إلى الأمراض التي يوصي باستعمال حمامات المياه الكبريتية فيها كالتهاب العظام المفصلي المزمن والتهاب العظام والمفاصل الروماتزمي والالتهاب الليفي العضلي والنقرس المزمن وأمراض الجهاز التنفسي مثل الجيوب الانفية والربو إضافة إلى بعض الأمراض الجلدية مثل الصدفية والاكزيما المزمنة وحب الشباب.
    وأشار السعد إلى ان الدراسات التي اجريت على مجموعة من مرضى التهاب المفاصل الرثياني المزمن اظهرت تحسنا في الأعراض السريرية اليبوسية الصباحية والتورم والفبضة ونشاطات الحياة اليومية وتقييم المريض لشدة المرض وذلك مقارنة بمجموعة الشواهد التي لم تتلق أي علاج بواسطة المياه الكبريتية لكن في الطرف الآخر لم يتبين حدوث أي تحسن في العلامات المخبرية أو الشعاعية كما لم تسجل اى حالة للأعراض الجانبية لاستخدام المياه الكبريتية.
    اذا لا بد من تحديد نقاط القوة والضعف في مقومات السياحة العلاجية في سورية وتوفير البنى التحتية اللازمة لها وتحديد الفئات المستهدفة منها واعتماد اساليب جديدة في الاعلان عن مواقع السياحة العلاجية وايجاد آليات مناسبة تكفل تعاون وزارتي السياحة والصحة بالترويج لهذا النوع من السياحة ووضع مراكز السياحة العلاجية تحت الاشراف والرقابة باعتبار ان هذا النوع قادر على جلب السياح على مدار فصول السنة ما يشكل مصدرا أساسيا من مصادر تنشيط الحركة السياحية بشكل عام ودعم الاقتصاد الوطني.
Working...
X