Announcement

Collapse
No announcement yet.

بمعرض دمشق الدولي الصناعات التراثية ترف من الفن والجمال وقبلة زائري

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بمعرض دمشق الدولي الصناعات التراثية ترف من الفن والجمال وقبلة زائري

    الصناعات التراثية
    ترف من الفن والجمال وقبلة زائري
    معرض دمشق الدولي


    دمشق - سانا
    أكثر من أربعين حرفة يحتضنها جناح الصناعات اليدوية في معرض دمشق الدولي تعكس المخزون الثقافي للحرف التقليدية التي اشتهرت بها سورية عبر تاريخها الطويل تراثا غنيا بمفرداته الإبداعية.
    ويحتاج زائر الجناح إلى فائض من الوقت ليتمتع بكل هذه الفنون من صناعة الحرير والموازيك والمفروشات والحقائب والنحاس والزجاج المعشق والفخار وحتى بيت الشعر وتربية الخيول العربية.
    وقال رضوان سيف مدير جناح الصناعات اليدوية لوكالة سانا إن جناح الصناعات اليدوية العريقة يعكس تراث الوطن الذي يعتز به كل مواطن مشيراً إلى أن الجناح ينقسم إلى كتلتين الأولى تضم 34 منصة عرض والثانية 40 منصة يتوسطهما عرض مكشوف حيث يمكن للزائر مشاهدة صناعة الزجاج والفخار والخبز والبوظة العربية مباشرة والتعرف على أسرار هذه الصناعات مشيراً إلى دخول صناعات يدوية جديدة كالبيت الخشبي واللوحات المكونة من حصى البحر.

    وأشار سيف إلى حرص إدارة المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية على عدم تكليف المشاركين أي نفقات وان يكون الجناح مجانيا للعارضين مع الخدمات دعما للصناعيين والحرفيين والمحافظة على هذا الموروث التقليدي.
    ويشكل الجناح الذي اخذ هيئة الأسواق القديمة بطرازه المعماري بصمة إبداعية لحضارة وتراث سورية الذي تشكل عبر مئات السنين على أيدي أجيال من الحرفيين الموهوبين توارثها الآباء عن الأجداد فأنتجوا أعمالا وصناعات تقليدية تتفرد بخصوصيتها الفنية وجمالياتها.
    ايز تلمساني الذي ورث إبداعات الزجاج المعشق المزخرف عن والده وعلمها لأولاده قال إن دمشق التي اشتهرت بهذا الفن منحته طابعا وروحا خاصة من خلال طريقة القالب إضافة إلى الحفر حيث تستعمل القطعة خارجيا وداخليا تتحمل العوامل الطبيعية من رياح ومطر وحرارة ما اكسبها ميزة جعلتها ذات متانة وعمر طويل مضيفاً إن المهنة حافظت على أصالتها مع دخول استعمالات أخرى إضافة إلى النوافذ كالأسقف المستعارة واللوحات الجدارية والإنارة وقطع الزينة.
    وأشار تلمساني إلى أن معرض دمشق الدولي يشكل نافذة لتعريف الناس بهذه المهن واقتناء منتجاتها.

    بدوره يحيى نعسان من بلدة ارمناز في محافظة إدلب يعمل في صناعة الفخار والزخرفة والتعتيق قال إن عائلته توارثت المهنة التي ارتبطت بحياة الناس في مراحل قديمة إلا أن الحنين إليها ما زال قائما وإن كانت وظيفتها اليوم اقتصرت على الديكور مضيفاً إن ما يجعله حريصا على هذه الحرفة إقبال الناس الشديد عليها وكأنهم يريدون الاحتفاظ بالماضي من خلالها مشيراً إلى أن إدارة المعرض توفر لهم كل المتطلبات لممارسة صناعة الفخار بصورة حية أمام زوار المعرض.
    السيدة يسرى عيد التي تصنع الحرير الطبيعي قدمت من قرية دير ماما التابعة لمدينة مصياف في حماة حيث مزارع تربية دودة القز قالت إنها تسعى للمحافظة على هذه المهنة النادرة والأقدم في تاريخ الصناعات اليدوية التي عملت بها أسرتها منذ أن كانت طفلة صغيرة مشيرة إنه عبر معمل بسيط يتم سحب الخيط من شرنقة دودة القز وعلى مغزل يدوي تغزل قبل حياكتها على النول لتتحول إلى أقمشة يصنع منه المناديل التراثية المطرزة التي ترتديها النساء في ريف حماة وطرطوس واللاذقية مشيرة إلى دور المعرض في تعريف الناس بصناعة الحرير الطبيعي والترويج لهذه الحرفة وحمايتها من الاندثار.
    وفي جناح الصناعات اليدوية يمكن للزائر مقابلة الفنان صلاح ريحاوي شيخ المشاركين في دورات المعرض الذي لم يتغيب عن المشاركة في دورات المعرض منذ أول دورة قبل 58 عاما ويوثق بلوحاته الفنية لتاريخ دمشق سياسيا واجتماعيا وقال ريحاوي إنه يرسم الدمشقيات من حواري المدينة القديمة والعادات المتوارثة في الأعراس وغيرها والمناظر الطبيعية التي تجسد دمشق في فترات زمنية متباعدة.

    وأشار ريحاوي 76 عاماً الذي حصد الكثير من الميداليات ونقل المهنة إلى أبنائه إلى دور المعرض في المحافظة على المهن اليدوية وتعزيز الثقة لدى أصحاب هذه الحرف بقيمة ما يبدعونه ودعمهم معنويا وتوفير لهم كل الإمكانيات للمشاركة في العرض والتواصل مع الناس.
    ولا يمكن عبور السوق دون المرور ببائع شراب التمر الهندي متحفزا ببزته التقليدية والإبريق النحاسي لتقديم الضيافة بكل بشاشة لزائري الجناح وتذوق طعم الشراب الذي يذكرنا بقرب حلول شهر رمضان المبارك الذي لا تكاد تخلو مائدة إفطار منه.
    وقال إبراهيم تركماني أبو حسان الذي يقوم بأعداد وبيع التمر الهندي منذ 25 سنة انه جال في معارض دولية عدة للتعريف بالمنتج الدمشقي العريق كان آخرها معرض اكسبو شنغهاي 2010 مشيراً إلى أن معرض دمشق الدولي بمثابة الأم الحاضنة لأصحاب الصناعات اليدوية وحمايتها من الزوال.
    ومن المهن اليدوية الحديثة تشكيل لوحات فنية من حصى البحر وقال ميسر صابوني انه تحول من الرسم إلى هذا الفن بعد أن استهواه حصى الشاطئ بألوانه الطبيعة التي تقارب فن الفسيفساء لكن أسميتها فسيفساء بحرية لأنها تضم حصى البحر مشيراً إلى مشاركاته في معارض عربية وأجنبية لاقت إعجاب الكثيرين.
    وقال صابوني الذي بدا بعرض لوحاته قبل أربع سنوات إن مكونات اللوحة تنحصر بالحصى البحري ومواد لاصقة والبوليتان لإضفاء اللون الطبيعي للحجر مشيراً إلى انه يعمل منذ سنة ونصف على لوحة جدارية يعتزم إدخالها بموسوعة غينيس تصل إلى 50 متراً مربعاً وتزن ثلاثة طن.
    فرج العباس الذي قدم من مدينة السلمية للتعريف ببيت الشعر الخاص بمحافظتي حمص وحماة قال انه يحرص على هذا التراث القديم بإنتاج البسط والخيم بمقاسات مختلفة مشيرا إلى أن المعرض يقدم كل التسهيلات للعارضين إضافة إلى كونه نافذة للانتشار داخلياً وخارجياً.
    ويمكن لمن فاته رؤية الجمال والخيول مشاهدتها عن قرب وحتى امتطائها في معرض دمشق الدولي باعتبار تربيتها جزءا من التراث وقال حسن بلال صاحب مزرعة للخيول والجمال يشارك في المعرض منذ عام 2008 إن وجود الجمل والخيل في المعرض يدخل البهجة والفرح لقلوب الناس ولاسيما الأطفال الذين يرغبون في ركوبها.
    ويشاهد زائرو الجناح أقدم المهن التراثية التي ما زالت تحافظ على وجودها بفضل أيد مهرة عاشقة لهذه الفنون وقلوب مخلصة لتراثها الوطني ولم يخف العديد من الزوار ممن ازدحمت بهم أقسام الجناح دهشتهم بروعة ما شاهدوه من فنون سورية شتى اتفقت الآراء حولها بمدى جماليتها تنظيما وعرضا وإبداعا وقال باسل عبد الحليم إن الجناح ينطوي على تحف بغاية الجمال والتميز.
    وأضاف إن ما آثار فضوله صناعة الفخار والزجاج بالطريقة التقليدية منذ آلاف السنين وقال هاني زحلوق الذي قدم من مدينة محردة في محافظة حماة إن الأقسام بالمجمل مميزة وتحتاج إلى وقت طويل من الزائر للتمتع بمشاهدة كل حرفة على حدة مشيراً إلى أن ما لفت انتباهه طاولات الزهر من الموزاييك وكراسي الخيزران وصانع الزجاج أمام تنور النار.
    وقالت روعة التي قدمت إلى الجناح مع أفراد أسرتها إن الجناح باختصار جميل جدا بكل تفاصيله ومكوناته لافتة إلى أنها استمتعت بمشاهدة صانع الفخار وهو يحول بأصابعه الطين إلى أداة للاستخدام فيما قال عيسى صالح ان الجناح ممتاز من كل النواحي ويعود سر جمال هذه الفنون كونها صنعت بطريقة يدوية وأدوات بسيطة بعيدا عن كل التقنيات فهي تجسد التراث وتربط الحاضر بالماضي.
Working...
X