Announcement

Collapse
No announcement yet.

للأخطل الحمصي - قصيدة الخِيَار ( أَخِي في اللهِ هَلْ شاهَدْتَ يَوْم ) - المحامي منير العباس

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • للأخطل الحمصي - قصيدة الخِيَار ( أَخِي في اللهِ هَلْ شاهَدْتَ يَوْم ) - المحامي منير العباس



    قصيدة الخِيَار للأخطل الحمصي


    أَخِي في اللهِ هَلْ شاهَدْتَ يَوْم
    زَعِيْماً في تَواضُعِهِ مُهَابا ؟
    يَرُدُّ على الْمُسِيءِ بِحُسنِ قَوْلٍ
    وَيُبْدِعُ صَمْتُهُ الْغَرِدُ الْجَوَاب
    تَيَمَّنَ بالْحُسَيْنِ غَدَاةَ زَكَّى
    دُعَاءً طَاهِراً كانَ المُجَاب
    فَأَضْحى السَّيْفُ تَقْهَرُهُ دِمَاءٌ
    تَجَرَّعَ كُلَّ خِزْيٍ ثُمَّ ذَاب
    فَفَرَّ المُجْرِمُونَ إلى أَمَامٍ
    وَظَنُّوا مَوْتَهُمْ يَكْفِيْ عِقَاب
    وَلَكِنْ بِئْسَ مَا فَعَلوا وَظَنُّو
    فَنَصْرُ اللهِ يُنْصِفُهُمْ حِسَاب
    فَمَنْ مِنْهُمْ تَمَادَى فِي رِهَانٍ
    عَلَى الأَعْدَاءِِ جَزَّ لَهُمْ رِقَاب
    وَيَعْفُوْ عَنْ فَصِيْلٍ كَانَ طُعْم
    إِذا عَنْ فِعْلِهِ الْمَشْؤومِ تَاب
    بِحِزْبٍ صَانَهُ الرَّحْمنُ حَتَّى
    تَمَلَّكَ مِنْ ذُرَا الْمَجْدِ الرِّكَاب
    وَحِلْفٍ صَامِدٍ مَا زَالََ يَبْنِي
    يُنيْرُ بِظُلْمَةِ الْقَوْمِ الشِّهَاب
    وَيَعْصِرُ مِنْ سَنَابِلِهِ نَبِيْذ
    لِيَسْقِي ظَامِئََ الْقَوْمِ الشَّرَاب
    وَلَكِنْ يَا أَخِيْ مَا نَفْعُ هَذَ
    وَفِيْ " لُبْنَانَ " بَعْضٌ لا يُحَابَى ؟
    تَفَاخَرَ وَالْعَدُوُّ يَفِرُّ خِزْي
    وَأَنْكَرَ نَصْرَ " لُبْنَانٍ " وَعَابَ
    فَوَا أَسَفِيْ على " لُبْنَانَ " إمَّ
    مَرَرْتَ بِهِ لَكَمْ تَلْقَى عُجَاب
    فَفِيْهِ الأُخْوَةُ الأَعْدَاءُ وَافَوْ
    عَلى عَجَلٍ لِيَجْتَرُّوا اللُّعَاب
    يَنَابِيْعُ الْعُرُوْبَةِ فِيْ ثَرَاهُمْ
    وَهُمْ عَطْشَى يَمُجُّوْنَ السَّراب
    لَكَمْ زَعَمُوا بِأَنَّ الضَّعْفَ نَصْرٌ
    وَأَنَّ الْحَمْلَ يَفْتَرِسُ الذِّئَاب
    تَعَامَوْا عَنْ رِجَالاتٍ عِظَامٍ
    تَفَاخَرَ فِيْهُمُ التَّارِيْخُ طَاب
    مَسِيْحِيُّوْنَ ، إِسْلامٌ ، كِرَامٌ
    ضَمِيْرُ الْعُرْبِ يَحْمِلُهُمْ حِجَاب
    وَمَا ذَكَرُوْا مِنَ التَّارِيْخِ إل
    مَعَارِكَ لِلطَّوَائِفِ واضْطِرَاب
    سِوَىْ نَفْرٍ مِنَ الأَحْرَارِ أَمْضَى
    يُجَنِّبُ شَعْبَهُ الْحُرَّ احْتِرَاب
    فَفِيْ " لُبْنَانَ " مِنْ فِرَقٍ ثَلاثٌ
    مِنِ التَّارِيْخِ قَدْ وَقَفُوا غِلاب
    فَبَعْضٌ يَسْكُبُ التَّارِيْخَ آه
    لِيَبْكِيْ مِنْ غَوَابِرِهِ الشَّبَاب
    وَبَعْضٌ يُحْضِرُ التَّارِيْخَ ثَأْر
    لِيُهْدِيْ خَصْمَهُ الْماضِيْ حِرَاب
    وَبَعْضٌ يَقْرَأُ التَّارِيْخََ عِلْم
    لِيَعْلَمَ أَيْنَ أَخْطَأَ أَوْ أَصَاب
    فَرِيْقٌ مِنْهُمُ أَوْفَىْ بِعَهْدٍ
    لِشَعْبٍ بَاتَ مِنْ حَرْبٍ يَبَاب
    يَصُوْنُ تُرَابَ " لُبْنَانٍ " وَيُهْدِيْ
    ثِمَارَ النَّصْرِ " لُبْنَانَ " احْتِسَاب
    يُقَدِّمُ لِلشَّهَادَةِ خَيْرَ شِبْلٍ
    فَلا طَعْناً يَخَافُ وَلا ضِرَاب
    يَمُدُّ لِخَصْمِهِ فِي الْفِكْرِ كَفَّ
    فَيَلْقَى مِخْلَباً مِنْهُ وَنَابَ
    فَرِيْقٌ آخَرٌ يَخْتَالُ فَخْر
    بِأَمْرَكَةٍ وَصَهْيَنَةٍ فَآب
    إلى مَرْضَاةِ سَادَتِهِ جِهَار
    لِيَمْلأَ مِنْ سُمُومِهُمُ الْقِرَاب
    يُصَمُّ بِسَمْعِهِ عَنْ صَوْتِ شَعْبٍ
    وَيُغْلِقُ دُوْنَهُ بَاباً .. وَبَاب
    فَهَيَّا يَا أَخِي حَدِّدْ خِيَار
    وَلا تَرْكَبْ إلى خَطَأٍ عُبَاب
    نُسُوْرُ الْعُرْبِ تَشْمَخُ فِيْ إِبَاءٍ
    فَوَافِيْهِمْ وَلا تَتْبَعْ غُرَاب
    هُنَا فِي عُصْبَةِ الأَحْرَارِ تَلْقَى
    عَرِيْنَ الْعِزِّ وَافَى وَاسْتَجَاب
    وَتَلْقَى عِنْدَ غَيْرِهِمُ الرَّزَاي
    وَتَقْضِي الْعُمْرَ ذُلاَّ وَانْتِحَاب
    وَيَنْفِرُ عَنْكَ خُلاَّنٌ وَصَحْبٌ
    وَتَخْجَلُ أَنْ تَرَى ماما وباب
    أُكَرِّرُ : يَا أخِيْ حَدِّدْ خِيَار
    وَفَكِّرْ تَهْتَدِ الرَّأيَ الصَّوَاب
    فَمَنْ فِي رَأْسِهِ عَقْلٌ سَلِيْمٌ
    سَمَا لِلْمَجْدِ وَاعْتَمَرَ السَّحَاب
    وَمَنْ فِيْ رَأْسِهِ عَفَنٌ سَقِيْمٌ
    تَعَفَّنَ كَيْفَمَا لَبِسَ الثِّيَاب


    المحامي منير العباس - حمص
    موقع اف ام سورية
Working...
X