Announcement

Collapse
No announcement yet.

كم عملاً بعت ... كم سعر لوحتك؟!

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • كم عملاً بعت ... كم سعر لوحتك؟!

    العدد 5 ... تشكيل
    كم سعر لوحتك؟!


    تعين حادثة سرقة لوحتين للفنان«محمود حماد» من قاعة «رضا سعيد» في جامعة دمشق نقطة بين تاريخين مفصليين في الحركة التشكيلية السورية. وهي بمعنى ما وليدة بدء تغيّر كبير في النظرة للفن التشكيلي السوري نظراً للغرض المادي البحت الذي طغى على ما عداه في حادثة حزينة في تفاصيلها كهذه.
    نذكر، نحن المخضرمين، الحوارات التي كانت تُجرى قبل عقدين من الزمن عند أي حدث تشكيلي، كافتتاح المعرض السنوي أو المعارض الشخصية أو الجماعية، وكيف كان الاهتمام وقتها منصباً على تفاصيل فنية وتقنية تخص المواد المستخدمة في العمل، والأبعاد الفنية على صعيد التكوين وبراعة الأداء والابتكار والألوان، وكانت نقاشات حميمة وصاخبة تجري بين الفنانين، غايتها تجويد الأداء وتصويب الأخطاء وصراع الأفكار من أجل البحث الفني وعلاقة الفن بالثقافة والتلاقح بين الفنون المحلية والعالمية.
    الآن، يبدو أننا انتهينا من حقبة استمرت سنوات طويلة، كان سؤالها الأول وأحياناً الوحيد:«كم عملاً بعت»، وانتقلنا إلى حقبة أخرى جديدة عنوان سؤالها الأول وأحياناً الوحيد «كم سعر لوحتك» ويتحدد بناء على الإجابة عن هذا السؤال شكل هامتك وطولك ولون عينيك وشعرك وحجم الكاريزما التي تنبعث منك وجدوى وجودك.
    من المؤكد أن الفن التشكيلي يمتلك بالإضافة إلى قدرته التمثيلية الثقافية بعداً ينتمي للسوق، وأن قيم السوق التالي ستطاله، وهذا أمر جرى الاتفاق على أنه لعنة تقع في باب الأمر الواقع لا سبيل لتجنبها، ولكن أن يسري منطق السوق هذا فتشعر أثناء الحوارات المفترض أنها فنية، وتجري بين فنانين ومثقفين بأنك تجلس في مكتب عقاري، فهذا أمر يجب أن يكون من الأمور المخجلة التي يستحسن أن تجري في الخفاء بعيداً، لا سيما عن أعين الحساد!
    عصام درويش
    [email protected]

Working...
X