Announcement

Collapse
No announcement yet.

هل يلتزم الناقد بنظرية نقدية أو أدبية واحدة أم تكون تحولات الناقد

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • هل يلتزم الناقد بنظرية نقدية أو أدبية واحدة أم تكون تحولات الناقد




    إضاءات
    جابر أحمد عصفور

    تحولات الناقد
    هل من الضروري أن يلتزم الناقد بنظرية نقدية أو أدبية واحدة طوال عمره، تكون ملازمة له في كل مراحله العمرية والعملية؟ أعتقد أن دراسة تاريخ العديد من النقاد في العالم العربي أو غير العربي تؤكد حتمية تحولات الناقد، خصوصا إذا كان منطويا على مرونة عقلية، لا تجعل منه عبدا لنظرية أو مذهب أو تيار. وما أذكره من تأمل تاريخي النقدي هو أنني بدأت بنظرية التعبير التي كانت ملازمة للاتجاهات الرومانسية، فكنت أبحث في النصوص الأدبية عن أصداء شخصية أصحابها، وأتأمل صدقها في التعبير عن مشاعرهم، مؤمناً أن العمل الأدبي الصادق في التعبير عن شخصية صاحبه لابد أن يحدث تأثيرا موازيا في مشاعر القارئ الذي يتجاوب وجدانيا مع المبدع في درجة من التعاطف أو التقمص أو حتى العدوى.
    وعندما أغوتني النظريات الموضوعية، آمنت معها أن الأدب ليس تعبيراً عن انفعال فردي وإنما هو فرار من الانفعال، وأن العمل الأدبي يستقل عن صاحبه كما تختلف الشجرة عن البذرة، ولا سبيل إلى تقييم الأعمال الأدبية إلا في ذاتها، وحسب قوانينها الخاصة، أو الذاتية أو المحاثية، فالعمل الأدبي ليس له أصل خارجي أو داخلي نقارنه به، وأنه كيان مستقل في ذاته لا يعبر عن شيء داخلي عند صاحبه، ولا يحاكي شيئاً خارجه، وإنما هو مواز رمزي أو معادل موضوعي.
    الغريب أنني خلال تحولي ما بين النظريات “الذاتية والنظريات الموضوعية”، وقعت في غواية النقد الاجتماعي، وبهرتني فكرة أن العمل الأدبي انعكاس لموقف اجتماعي، هو موقف طبقي بالضرورة، وأن هذا العمل لا يمكن فهمه بعيدا عن الصراع الاجتماعي الذي ينغمس فيه صاحبه التزاما، وينعكس على عمله الأدبي وظيفة. وشغلتني طويلاً تطورات النقد الاجتماعي إلى أن وصلت إلى البنيوية التوليدية وكتبت عنها، وقمت بتطبيقها في مجالات اهتمامي أكثر من مرة، وقد قادتني البنيوية التوليدية إلى البنيوية الشكلية، على طريقة الضد يظهر حسنه الضد، وحدث في داخلي نوع من الصراع بين البنيوية الشكلية والتوليدية، بل حاولت التوفيق بينهما إلى حين.
    ويبدو أنني، ومن خلال حواري وممارستي على كل هذه المذاهب، وصلت أخيراً إلى ما حسبت أنه مرفأ أخير، وهو النقد الثقافي الذي لا يزال أكثر شمولاً، وأكثر قدرة على استيعاب مزايا النظريات السابقة وهكذا يصعب إقناعي أن الناقد يلتزم بمنهج واحد من بدايته إلى نهايته، فهذا لا يحدث إلا في العقول المتصلبة التي ترفض التغير، ولا تقبل المرونة.

  • #2
    رد: هل يلتزم الناقد بنظرية نقدية أو أدبية واحدة أم تكون تحولات الناقد

    فكرة هامة جدا تم طرحها هنا ...

    من المؤكد أن التغيير ضروري طالما أنه يتم وفقا لدراسات معينة

    فمن غير المقبول أن يتقولب الناقد في نظرية ما و يرفض ما يتم طرحه من نظريات جديدة...

    يسعد مساكي...

    Comment

    Working...
    X