Tweet
بريق جديد لدرة الجنوب المغربي
مراكش إستراحة نجوم العالم
مراكش ــ د.ب.أ
مراكش تستعيد سحرها الذي يربط الشرق بالغرب. د.ب.أ
تمتاز مدينة مراكش منذ القدم بالثراء والفخامة عبر تاريخها الممتد لآلاف السنين. ويرجع ثرائها إلى كونها نقطة النهاية لسيارات الكارافان الآتية من مدينة تمبكتو المالية وإفريقيا الوسطى فيما مضى، كما أنها اعتبرت، ولسنوات طويلة، استراحة لكبار نجوم العالم. أما فخامتها فتتبدى في قصورها ذات الطابع الموريسكي التي تنطق بالأبهة. وبعدما انطفأ وهجها في العصر الحديث، بدأت «درة الجنوب» منذ بضع سنوات في الازدهار مجدداً واستعادة بريقها. وبهبوب رياح استعادة أمجاد الماضي مع برنامج الاستثمار الملكي تسير المدينة بخطى ثابتة في طريقها لتكون العاصمة الفنية والثقافية للمغرب بلا منازع.
ويوماً بعد يوم يشعر السياح من صغار السن والموسرين بانجذاب شديد إلى مدينة مراكش المزدهرة. ويُعد فندق «المامونية» الفاخر مثالاً حياً على ذلك، إذ استجاب الفندق لحركة الازدهار التي تشهدها البلاد وأجرى أعمال تطوير وتجديد على مدار ثلاث سنوات، من أجل مواءمة أحدث سبل الراحة ذات التقنيات الحديثة مع فنون الأرابيسك السكنية البديعة. وفي ثوبه الجديد يشتهر فندق «المامونية» الذي يعود تاريخ بنائه إلى الثلاثينات من القرن الماضي بأنه «فندق المشاهير رقم واحد»، وموقع تصوير الأفلام السينمائية، فالمخرج العالمي الشهير هيتشكوك أخرج هنا مشاهد من رائعته «الرجل الذي عرف أكثر من اللازم»، من بطولة دوريس داي وجيمس ستيوارت، كما صور هنا المخرج أوليفر ستون مشاهد من فيلمه «ألكسندر». وإضافة إلى ذلك تم هنا تصوير مشاهد من الفيلم الشهير «الجنس والمدينة 2»، من بطولة النجمة سارة جيسيكا باركر. ومن ناحية أخرى جاء إلى هنا الكثير من مشاهير هوليوود ليستجموا مثل ريتشارد جير وجوينيث بالترو وجينيفر أنستون وأنجيلينا جولي وبراد بيت وإلتون جون، وكذلك المغني الأوبرالي الشهير أندريا بوتشيللي. وعلى ما يبدو مازال الفندق مُحصناً من عبث السياح من العوام الوافدين على مراكش. ويتردد أن سلسلة المطاعم الأميركية الشهيرة ماكدونالدز حاولت في العام الماضي هباءً شراء المقهى القديم De France Caf الكائن بميدان المشعوذين الذي أدرجته اليونيسكو على قائمة التراث العالمي.
ويأمل الملك محمد السادس أن يعم هذا الازدهار جميع أرجاء المملكة المغربية في القريب العاجل. ففي إطار برنامج لتشجيع الاستثمارات يُقدر بالمليارات يهدف إلى تحديث البلاد يتيح الملك الفرصة للمستثمرين الأجانب لشراء الأراضي بأسعار مناسبة.
وأسهمت فرص الاستثمار الواعدة في إحداث ازدهار عمراني كبير، إذ تم إنشاء الكثير من الفيلات الراقية والفنادق الفاخرة. ويأتي الممولون الأجانب من فرنسا والهند والسعودية وروسيا وموناكو. وفي الوقت الحالي تجرى أعمال إنشاء مجموعة أخرى من فنادق الخمس نجوم والوحدات السكنية الفخمة المخصصة للمليونيرات على قدم وساق. وسيشهد أيضاً فندق «بالميراي» مراكش أعمال توسعة ليضم المزيد من المنتجعات السياحية الجديدة وملاعب الغولف. وقد تم افتتاح فندق «رويال منصور» الجديد مطلع يونيو الماضي والذي يصل سعر الجناح فيه إلى 2200 يورو (نحو 2700 دولار أميركي) في الليلة الواحدة.
ويرى المدير العام لفندق «المامونية»، ديديه بيكو، أن التنافس بين الكثير من الفنادق يُعد أمراً جيداً. وبالنظر إلى الازدهار الحالي لا يستبعد بيكو أن تكون هناك طاقات تشغيلية زائدة على الحاجة في قطاع الفنادق الفاخرة أيضاً في غضون سنوات عدة.
ويقول المدير الفرنسي الجنسية «ليس السؤال فقط هو كيف يتم شغل فنادق الخمس نجوم بالكامل، بل أيضاً يتم طرح التساؤل من أين يمكن الإتيان بالأيدي العاملة».
ويشير ديديه إلى أن حركة السياحة الوافدة إلى مراكش سجلت في العام الماضي انخفاضاً كبيراً في عدد السياح مقارنة بعام ،2008 ويعزو ديديه السبب في ذلك إلى «الأزمة الاقتصادية العالمية».
وأضاف أن هذه الأزمة المالية تسببت في عرض بعض الفنادق الصغيرة في المدينة للبيع. وصحيح أنه تم تشييد طرق سريعة جديدة، كما تم إنشاء مطار جديد بمراكش، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل حقاً مراكش مستعدة جيداً لاستقبال السياحة على نطاق جماهيري واسع، التي يرى ديديه أن فندقاً فاخراً مثل «المامونية» لا يكون بالطبع هو المكان المناسب لها؟ فحينئذ تكون صورة الحركة السياحية وكذلك صورة المدينة ككل على المحك.
مراكش إستراحة نجوم العالم
مراكش ــ د.ب.أ
مراكش تستعيد سحرها الذي يربط الشرق بالغرب. د.ب.أتمتاز مدينة مراكش منذ القدم بالثراء والفخامة عبر تاريخها الممتد لآلاف السنين. ويرجع ثرائها إلى كونها نقطة النهاية لسيارات الكارافان الآتية من مدينة تمبكتو المالية وإفريقيا الوسطى فيما مضى، كما أنها اعتبرت، ولسنوات طويلة، استراحة لكبار نجوم العالم. أما فخامتها فتتبدى في قصورها ذات الطابع الموريسكي التي تنطق بالأبهة. وبعدما انطفأ وهجها في العصر الحديث، بدأت «درة الجنوب» منذ بضع سنوات في الازدهار مجدداً واستعادة بريقها. وبهبوب رياح استعادة أمجاد الماضي مع برنامج الاستثمار الملكي تسير المدينة بخطى ثابتة في طريقها لتكون العاصمة الفنية والثقافية للمغرب بلا منازع.
ويوماً بعد يوم يشعر السياح من صغار السن والموسرين بانجذاب شديد إلى مدينة مراكش المزدهرة. ويُعد فندق «المامونية» الفاخر مثالاً حياً على ذلك، إذ استجاب الفندق لحركة الازدهار التي تشهدها البلاد وأجرى أعمال تطوير وتجديد على مدار ثلاث سنوات، من أجل مواءمة أحدث سبل الراحة ذات التقنيات الحديثة مع فنون الأرابيسك السكنية البديعة. وفي ثوبه الجديد يشتهر فندق «المامونية» الذي يعود تاريخ بنائه إلى الثلاثينات من القرن الماضي بأنه «فندق المشاهير رقم واحد»، وموقع تصوير الأفلام السينمائية، فالمخرج العالمي الشهير هيتشكوك أخرج هنا مشاهد من رائعته «الرجل الذي عرف أكثر من اللازم»، من بطولة دوريس داي وجيمس ستيوارت، كما صور هنا المخرج أوليفر ستون مشاهد من فيلمه «ألكسندر». وإضافة إلى ذلك تم هنا تصوير مشاهد من الفيلم الشهير «الجنس والمدينة 2»، من بطولة النجمة سارة جيسيكا باركر. ومن ناحية أخرى جاء إلى هنا الكثير من مشاهير هوليوود ليستجموا مثل ريتشارد جير وجوينيث بالترو وجينيفر أنستون وأنجيلينا جولي وبراد بيت وإلتون جون، وكذلك المغني الأوبرالي الشهير أندريا بوتشيللي. وعلى ما يبدو مازال الفندق مُحصناً من عبث السياح من العوام الوافدين على مراكش. ويتردد أن سلسلة المطاعم الأميركية الشهيرة ماكدونالدز حاولت في العام الماضي هباءً شراء المقهى القديم De France Caf الكائن بميدان المشعوذين الذي أدرجته اليونيسكو على قائمة التراث العالمي.
ويأمل الملك محمد السادس أن يعم هذا الازدهار جميع أرجاء المملكة المغربية في القريب العاجل. ففي إطار برنامج لتشجيع الاستثمارات يُقدر بالمليارات يهدف إلى تحديث البلاد يتيح الملك الفرصة للمستثمرين الأجانب لشراء الأراضي بأسعار مناسبة.
وأسهمت فرص الاستثمار الواعدة في إحداث ازدهار عمراني كبير، إذ تم إنشاء الكثير من الفيلات الراقية والفنادق الفاخرة. ويأتي الممولون الأجانب من فرنسا والهند والسعودية وروسيا وموناكو. وفي الوقت الحالي تجرى أعمال إنشاء مجموعة أخرى من فنادق الخمس نجوم والوحدات السكنية الفخمة المخصصة للمليونيرات على قدم وساق. وسيشهد أيضاً فندق «بالميراي» مراكش أعمال توسعة ليضم المزيد من المنتجعات السياحية الجديدة وملاعب الغولف. وقد تم افتتاح فندق «رويال منصور» الجديد مطلع يونيو الماضي والذي يصل سعر الجناح فيه إلى 2200 يورو (نحو 2700 دولار أميركي) في الليلة الواحدة.
ويرى المدير العام لفندق «المامونية»، ديديه بيكو، أن التنافس بين الكثير من الفنادق يُعد أمراً جيداً. وبالنظر إلى الازدهار الحالي لا يستبعد بيكو أن تكون هناك طاقات تشغيلية زائدة على الحاجة في قطاع الفنادق الفاخرة أيضاً في غضون سنوات عدة.
ويقول المدير الفرنسي الجنسية «ليس السؤال فقط هو كيف يتم شغل فنادق الخمس نجوم بالكامل، بل أيضاً يتم طرح التساؤل من أين يمكن الإتيان بالأيدي العاملة».
ويشير ديديه إلى أن حركة السياحة الوافدة إلى مراكش سجلت في العام الماضي انخفاضاً كبيراً في عدد السياح مقارنة بعام ،2008 ويعزو ديديه السبب في ذلك إلى «الأزمة الاقتصادية العالمية».
وأضاف أن هذه الأزمة المالية تسببت في عرض بعض الفنادق الصغيرة في المدينة للبيع. وصحيح أنه تم تشييد طرق سريعة جديدة، كما تم إنشاء مطار جديد بمراكش، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل حقاً مراكش مستعدة جيداً لاستقبال السياحة على نطاق جماهيري واسع، التي يرى ديديه أن فندقاً فاخراً مثل «المامونية» لا يكون بالطبع هو المكان المناسب لها؟ فحينئذ تكون صورة الحركة السياحية وكذلك صورة المدينة ككل على المحك.