Announcement

Collapse
No announcement yet.

خلف قناع الترجمة رواية عزازيل ليوسف زيدان

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • خلف قناع الترجمة رواية عزازيل ليوسف زيدان

    حيلة «عزازيل»: يوسف زيدان تخفى

    وراء قناع المترجم لنبش التاريخ و «رقوقه»



    وأحدث مثال لدينا على هذا السلوك الإبداعي الموارب المتمترس خلف قناع الترجمة هو رواية “عزازيل” ليوسف زيدان التي صدرت سنة 2008 فأثارت لغطاً لم ينته بعد، ولا سيما في الأوساط القبطية في مصر وخارجها. أول ما نطالعه في الرواية هو “مقدمة المترجم” المؤرخة بتاريخ 4 أبريل 2004 التي يقول في فقرتها الافتتاحية: “يضم هذا الكتاب الذي أوصيت أن ينشر بعد وفاتي، ترجمة أمينة قدر المستطاع لمجموعة اللفائف (الرقوق) التي اكتشفت قبل عشر سنوات بالخرائب الأثرية الحافلة، الواقعة إلى جهة الشمال الغربي من مدينة حلب السورية.....” ثم يختتم تلك الفقرة بقوله: “وقد وصلتنا هذه الرقوق بما عليها من كتابات سريانية قديمة (آرامية) في حالة جيدة، نادراً ما نجد مثيلاً لها، مع أنها كتبت في النصف الأول من القرن الخامس الميلادي، وتحديداً: قبل خمس وخمسين وخمسمائة وألف، من سنين هذا الزمان”.
    ثم يشرع “المترجم بإعطاء وصف مفصل نوعاً ما للظروف التي قادت إلى اكتشاف هذه الرقوق التي كتبها راهب مصري يدعى هيبا، كما يتحدث عن جودة هذه الرقوق (ما أسهم سلامتها كل هذه القرون)، والحبر الذي كتبت فيه، ونوع الخط (الأسطر نجيلي) المستخدم في الكتابة، والصندوق الخشبي المحكم الإغلاق والمحلى بالزخارف النحاسية الدقيقة الذي أودع فيه هيبا “ما دونه من سيرة عجيبة وتاريخ غير مقصود لوقائع حياته القلة، وتقلبات زمانه المضطرب”. ثم يتحدث عن وجود بعض الحواشي والتعليقات المكتوبة على أطراف الرقوق باللغة العربية بقلم نسخي دقيق في حدود القرن الخامس الهجري على وجه التقدير. وهذه الحواشي والتعليقات كتبها، فيما يظن “المترجم” راهب عربي من أتباع كنيسة الرها التي تتبع المذهب النسطوري، علماً أنه “لم يشأ هذا الراهب المجهول أن يصرح باسمه”. ثم يروي لنا “المترجم”: “وقد أوردت في هوامش ترجمتي، بعضاً من حواشيه وتعليقاته الخطيرة، ولم أورد بعضها الآخر لخطورته البالغة.. وكان آخر ما كتبته هذا الراهب المجهول، على ظهر الرق الأخير: سوف أعيد دفن هذا الكنز، فإن أوان ظهوره لم يأت بعد!”.
    يقول “المترجم” إنه أمضى سبع سنوات في نقل نصوص كنزه هذا من السريانية إلى العربية. لكنه، وبعد فوات الأوان، يقول: “غير أني ندمت على قيامي بترجمة رواية الراهب هيبا هذه، وأشفقت من نشرها في حياتي”. لكن ندمه راجع إلى أسباب شخصية، وإن كانت غير مقنعة، “خاصة وقد حط بي عمري في أرض الوهن، وآل زماني إلى خط الزوال”. كذلك يتحدث “المترجم” عن منهجه في الترجمة، وتقسيمه للعمل إلى فصول متفاوتة الطول تبعاً للرقوق، كما يشكر “العلامة الجليل، كبير الرهبان بدير السريان بقبرص”، (هكذا من دون تسميته بالاسم رغم أنه الوحيد الذي يشكره في هذه المقدمة!) “لما أبداه من ملاحظات مهمة على ترجمتي، وتصويبات لبعض التعبيرات الكنسية القديمة التي لم تكن لي ألفة بها”.



Working...
X