Announcement

Collapse
No announcement yet.

صورة.....

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • صورة.....

    صورة.....

    وحده.. في ركنه القصيّ كان يعشقهم...!

    وجوههم مازالت فتيّة...وعروقهم تنبضُ بالحياة وبالحنين الى شيئٍ ما مجهول...!نظراتهم الحالمة -خلف غبش الضباب الرذاذي- تتعلّق بعدسة الكاميرا الضيّقة لتلتقط لهم صورةً لصمتهم..كانوا متلفّعين بالضباب الهادئ..والشتاءُ الثلجيّ من حولهم يزيد أجسادهم ألتصاقاً ليشعروا بالدفء الحميمْ...
    مالذي كان يفكر به هؤلاء وهم يستعدون لألتقاط صورةٍ تذكارية,قد تكون معيناً لهم في برد أيامهم القادمة...!!! لربما أسئلةٌ كثيرة كان تتشابك في أذهانهم وهم يحملقون في العدسةِ الزّجاجية...! أسئلةٌ كثيرةٌ كانت بحجم أعمارهم وبحجم طموحاتهم البريئة...! ياترى كيف سيتفرقون في يومٍ من الأيام..!؟ وكيف سينظرون الى اقدامهم وهي تمشي الى مفترق الطرقات..!؟ كيف سيتجمدون بتفكّرْ في أماكنهم في لحظة من اللحظات الهاربة وشريط الذكريات الدافئة يكرّ دون توقف..! كيف سيحكّون جبينهم الغضّ بأصابعهم النحيلة وهم يحاولون استراق النظر الى الخلف في محاولة لأن ينقش كلّ واحدٍ منهم في ذاكرته صورةً أخيرةً لهياكلهم الحزينة وهم يستعدون للرحيل...!!؟ وسؤال واحدٌ كان يطغى على كلّ الأسئلة و يدور كدوّامةٍ في خلدهم...ياترى هل سنلتقي...!!؟؟؟

    الزمنُ يتوقف لبرهةٍ..والكلّ مستعدٌّ عند مفرق طريقه و في جعبته حفنةٌ من الزبيب وحقيبةٌ من الذكرياتْ ,الكلّ متوفّزٌ وأقدامهم تتحفّز للقفز وكسر صمتِ البدايات في طرقهم الضبابية..وحدهاعدسةُ الكاميرا الباردة تتنقلُ و تدور وهي ترقبُ المشهد من كل جانب..وحدها صرخة البدء كانت تُشعل المكان ..وحدها كانت الكاميرا تدور بسرعة وزر الألتقاط يطقطق بجنون هائل ليلتقط صورهم وهم يقفزون قفزةً واحدة في لحظةٍ لم يتفقوا عليها من قبلْ...!!؟؟ تناثرت صورهم الرمادية بعد ان لفظتها الكاميرا المتعبة وتهادت على الرصيف البعيد وهي تهبط بهدوء صامت مع ندف الثلج الطرية...!؟ كانت العدسة قد رسمت لهم هياكلاً تطيرُ في الفراغ ووجوهاً تتلفّت الى الخلف بحزن...!!!؟

    سلمان حسين
    أيلول 2011


  • #2
    رد: صورة.....

    كم هي قاسية تلك اللحظة التي تكتشف فيها سيدي أن من تحمل في قلبك ذكراه ليس سوى حلما رماديا

    عشعش في داخلك لفترة و تلاشى فجأة و من دون مبررات ....

    يسعد مساك أستاذ سلمان....حنا الحسون...

    Comment


    • #3
      رد: صورة.....

      كانوا يعتقدون بأنهم يمتطون خيوط الشفق
      يغتالون اللون الأخضر في كل المسافات
      كانوا سمفونية تتراقص فوق اشجار البلوط
      ولحن يعتصر حباً من عروق الحياة
      كانوا ينتظرون أن يقف الزمان عند عدستهم الصغيرة
      فيسبقوه بحزمة من الاعوام
      لا يعلموا أننا كنا هناك قبل ولادتهم او ربما بعد، أو ربما بعد القبل بقليل
      ولكن حرارة احلامنا كانت أكثر اشتعالاً من ثلوجهم
      فرمتنا على حافة ومصير
      وعلمتنا ان نسرق الزمان ونسبقه لأننا إن لم نفعل فعل
      الراقي حنا الحسون
      في موطن اللهفة وفي جغرافية الامنيات
      لا تقف على الحياد
      لأن عقارب الساعة لم ولن تتوقف يوماً
      أضعف فأناديك ..
      فأزداد ضعفاً فأخفيك !!!

      Comment


      • #4
        رد: صورة.....

        حنا الحسون
        هي الذكرى تمتطي رغائبا وتشدنا نحو عوالمها الندية
        جاذبيتها تلك القوية الشديدة لا ترحم
        وحبل ودها يضغط ويضغط
        على الفكر والروح والنفس
        هي الذكرى مزيح من حنين وآسى
        مزيج من فرح وحزن
        مزيج من شروق وغروب
        هي الذكرى

        حنا الحسون
        تمضي بحروفك نحو فضاء لا نهاية لبهائه
        كل القبعات ترفع للحسون حنا
        قيمة المرء ما يحسنه

        Comment


        • #5
          رد: صورة.....

          Originally posted by rudaina View Post
          كم هي قاسية تلك اللحظة التي تكتشف فيها سيدي أن من تحمل في قلبك ذكراه ليس سوى حلما رماديا

          عشعش في داخلك لفترة و تلاشى فجأة و من دون مبررات ....

          يسعد مساك أستاذ سلمان....حنا الحسون...
          كم هي قاسية تلك الحياة بكلّ ابعادها الهلامية....نعيش على فتات الذاكرة,ونلوكها على خاصرة الزمن المتعب....شكرا لمرورك العذب سيدتي ردينة...يسعد مساكي وكل أوقاتك

          Comment


          • #6
            رد: صورة.....

            Originally posted by ياسمين الشام View Post
            كانوا يعتقدون بأنهم يمتطون خيوط الشفق
            يغتالون اللون الأخضر في كل المسافات
            كانوا سمفونية تتراقص فوق اشجار البلوط
            ولحن يعتصر حباً من عروق الحياة
            كانوا ينتظرون أن يقف الزمان عند عدستهم الصغيرة
            فيسبقوه بحزمة من الاعوام
            لا يعلموا أننا كنا هناك قبل ولادتهم او ربما بعد، أو ربما بعد القبل بقليل
            ولكن حرارة احلامنا كانت أكثر اشتعالاً من ثلوجهم
            فرمتنا على حافة ومصير
            وعلمتنا ان نسرق الزمان ونسبقه لأننا إن لم نفعل فعل
            الراقي حنا الحسون
            في موطن اللهفة وفي جغرافية الامنيات
            لا تقف على الحياد
            لأن عقارب الساعة لم ولن تتوقف يوماً
            بعد ان أستشعروا لذّة خليط الدهشة والخوف وهم ينطلقون الى تلك العوالم المجهولة , كانت الأحلام ترتسم لهم وتتكدس كمزهرية كريستالية خلف المنعطفات الناعسة...الكلّ تائه ... والكلّ كان يقلّب في ذهنه خططاً لتفادي لعبة الليل والهاوية....الكلّ كان يركض... يتدحرج.. ويزحف...يراوغ...ويهادن..يساوم...يصفق...وينكسر...ال كل كان يعوي...و يرقص... يدور ...و يغلي ...و يخمد...وينطفئ...ويتشتت... ويتجمّع..ويتبخر... ويتقطر..ويفور... و يغني ...و يضحك.. ويبكي...ويهذي...!! الكلّ كان يجتر تعبه و هشاشة ذكرياته ويتكئ بهدوءٍ على خاصرة الماء..
            عقارب الساعة لاتكلّ لحظةً عن الدوران,وفلسفةُ الزمن المراوغ تضغط على الأعصاب..! ....النبض يتعالى...العضلات تتوتر....العروق تتفجر...فمازالت في الأحلام طاقة للركض المكابر...!!؟ تاهوا في هذا الزمان المرتجف, والليل يخطّ على أكفهم لوحةً للاحتمالات, تعبوا وهم يدفعون عن كواهلهم صمت هذا التيه.. الكل كان يعاود لذة الأندهاش ويمتطي حصان الوقت... ثمة في المكان رائحة للأمل...هم لايعلمون بأنهم قد خلقوا من أجلهم,وبأن صرخاتهم عندما هبطوا من أرحام أمهاتهم المالحة كانت تكتب في الهواء طريقهم وتلهج بأسماءهم قبل أن يلتقوا.. ...هم لايعلمون بأنهم قد خلقوا من أجل أناس ألتقوهم صدفة على مقعد مهجور في أحد المحطات الهادئة...
            وحده ... في ركنه الصّامت كان يعشقهم....وحده كان يضحك ملئ القلب خلف وجهه الكئيب... وحده كان يستشعر بغبطةٍ أناملها الحريرية وهي تسحبه بهدوء البحيرة الى سفرٍ بعيد...!!!؟
            العذبة ياسمين الشام... نحن من نصنع عقارب الوقت..والحياد موتٌ بالضرورة...كلماتك مكمّلة للنص...وسطورك تتطفح بالحب والجمال وتندلق كشلالٍ ذهبيٍّ من شفة مزهريّةٍ لازوردية...يسعد مساكي.

            Comment


            • #7
              رد: صورة.....

              Originally posted by علاء الدين بشير View Post
              حنا الحسون
              هي الذكرى تمتطي رغائبا وتشدنا نحو عوالمها الندية
              جاذبيتها تلك القوية الشديدة لا ترحم
              وحبل ودها يضغط ويضغط
              على الفكر والروح والنفس
              هي الذكرى مزيح من حنين وآسى
              مزيج من فرح وحزن
              مزيج من شروق وغروب
              هي الذكرى

              حنا الحسون
              تمضي بحروفك نحو فضاء لا نهاية لبهائه
              كل القبعات ترفع للحسون حنا
              ليس النسيان بل الذكريات وحدها هي من تنير لنا طرقاتنا,وهي من تعيننا على اكمال دروبنا الصغيرة....شكرا لك أستاذ علاء على مشاعرك النبيلة وعلى مرورك العذب...يسعد مساك

              Comment

              Working...
              X