Announcement

Collapse
No announcement yet.

مدينة ( إيمار ) 1 من عصر البرونز شرقي مدينة حلب

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • مدينة ( إيمار ) 1 من عصر البرونز شرقي مدينة حلب

    مدينة ( إيمار ) 1 من عصر البرونز شرقي مدينة حلب
    إيمار - إكتشف سوريا




    مدينة من عصر البرونز


    الموقع:
    تقع مدينة إيمار[1] شمال سورية على بعد 90 كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة حلب بجوار بلدة مسكنة الحالية، وهي بلدة ومركز ناحية تابعة لمنطقة منبج[2]. وتتوضع إيمار في موقع استثنائي واستراتيجي هام فوق سهل كلسي على الجانب الغربي لنهر الفرات عند منعطفه الكبير نحو الشرق (الشكل1)، ويأخذ الموقع شكل مستطيل يحده في الشمال والشرق مجرى نهر الفرات وفي الجنوب وادٍ طبيعي يجري بمحاذاة الموقع لينتهي في الفرات. تتركز البقايا الأثرية لإيمار ضمن الجزء الغربي من الموقع الذي غمر بمياه الفرات، بينما يشغل الجزء الشرقي حالياً موقع بارباليسوس «BARBALISSOS» الكلاسيكي وبالس «BALIS» الإسلامية[3] (الشكل2).


    الشكل1: موقع إيمار على خارطة سورية


    قصة الاكتشاف:
    في مطلع العشرينات من القرن العشرين قام الباحثان أرنست هرتزفيلد «Ernst Herzfeld» وفريدريك سار «Fredrick Sarre» بإجراء سبر في موقع مسكنة لمدة قصيرة وذلك للتعرف على طبيعة الموقع ومعرفة فتراته التاريخية. وفي عام 1929م نقبت بعثة أثرية برئاسة جورج سال «George Salle» وأوستاش دو لوري «Eustache de Lorey» في المنطقة الإسلامية من الموقع (بالس) وتم التعرف على المدينة الكلاسيكية والإسلامية، (الشكل3). كان أول من اقترح مطابقة إيمار القديمة بموقع مسكنة الحالي هو جورج دوسان «G.Dossin» بعد أن تم العثور على نصوص من مدينة إبلا يرد ضمنها ذكر لمدينة إيمار، إلا أن المدينة لم يكن قد ثبت وجودها في موقع مسكنة، وبقيت مجهولة إلى حين البدء بحملة إنقاذ آثار الفرات، وتشكلت بعثة من المعهد الفرنسي للدراسات العربية في دمشق
    وذلك عام 1971م واستمرت حتى عام 1976م برئاسة أندريه ريموند«A.RAYMOND» ضمن موقع بالس التي تعود للعصور الإسلامية، وخلال موسم العمل قام فريق آخر يضم محمد رومي وجان دوفور«J.DUFOUR» وآخرون بإجراء مسح أثري للمنطقة خارج أسوار المدينة البيزنطية الإسلامية، وقد تم العثور بين اللقى التي جمعت على كسر فخارية وأجزاء من ألواح طينية تحمل نصوصاً مسمارية تم تأريخها على عصر البرونز الحديث.

    الشكل2: مخطط موقع إيمار


    وقد ذكرت النصوص في مواقع أخرى وخصوصاً ماري وجود مدينة تعرف باسم إيمار تقع على الفرات وكان لها دور هام في العلاقات الاقتصادية بين سورية الشمالية وبلاد الرافدين، وكما ذكرنا سابقا كان عالم المسماريات جورج دوسان قد اقترح أن إيمار التي مر ذكرها في نصوص ماري يجب البحث عنها في موقع مسكنة.

    وبناء على اكتشاف الرقيم المسماري تم تشكيل بعثة لإجراء أسبار برئاسة مارغرون «J.Marguron» وأربعة أعضاء آخرين، وقد حالفهم الحظ في هذه الأسبار، فبعد استمرار العمل لمدة أربعة أيام تم العثور على جرة فخارية احتوت في داخلها على 14 رقيماً مسمارياً كانت موضوعة ضمن أحد الجدران، وأكد هذا الاكتشاف وجود مدينة إيمار التي كانت قد ذكرت ضمن النصوص التي عثر عليها والتي تم تأريخها على المرحلة الأخيرة من عصر البرونز الحديث (1300 ق.م).


    ثم تابعت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية التنقيب في الموقع عام 1991م، ومع استمرار الأعمال لعدة مواسم تمكنت البعثة من الوصول إلى سوية عصر البرونز القديم/الدور الرابع، ومن ثم تم تشكيل بعثة مشتركة سورية-ألمانية لمتابعة الأعمال قامت بتوسيع التنقيب وتعميقه في منطقة كان الأثريون السوريون قد بدؤوا العمل فيها، ليتم الكشف عن بقايا معمارية وأوانٍ فخارية كاملة
    [4] وغيرها من اللقى المؤرخة على عصر البرونز القديم/الدور الرابع.
Working...
X