Announcement

Collapse
No announcement yet.

يجمعهـم الشـعر ( نيـرودا.. طاغـور.. ســيزار ) - لميس علي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • يجمعهـم الشـعر ( نيـرودا.. طاغـور.. ســيزار ) - لميس علي

    نيـرودا.. طاغـور.. ســيزار.. مسـافات فاصلـة.. يجمعهـا الشـعر..!


    لميس علي
    عندما هاجم جنود بينوشيه بيته، مطالبين إياه بالسلاح.. أجابهم: الشعر هوسلاحي الوحيد.

    وبعد اثني عشر يوماً فقط من انتحار صديقه الرئيس سلفادور الليندي إثر انقلاب عسكري قاده بينوشيه عام 1973م، توفي بابلونيرودا نتيجة تأثره بمرضه وبأوضاع بلاده..‏
    تمرّ هذه الأيام ذكرى رحيل نيرودا، التي كانت في الثالث والعشرين من أيلول 1973م.. مقترنةً باحتفال أقامته اليونسكويوم الثالث عشر من الشهر الجاري في مقرها بالعاصمة باريس، تحيي فيه ذكراه مع كل من إيميه سيزار، ورابندرانات طاغور، بندوة عُقدت تحت عنوان (من أجل رؤية عالمية يسودها الانسجام).. في إطار استكمال الحوار ما بين الثقافات.‏
    ولمجرد مطالعة هذه الأسماء الثلاثة.. يمكن اكتشاف ما تحتويه من اختصار لمكونات ثقافية جامعة لثلاث قارات (آسيا – اميركا اللاتينية – افريقيا)..‏
    تباعدٌ مكاني.. قرّبته الكلمة، مسافات فاصلة.. وحّدها الشعر.‏
    هل الوقوف على منصة الشعر يمنح رؤية أكثر استشرافاً.. انفتاحاً.. إدراكاً ومعرفةً.. ؟‏
    هل يكتفي الشاعر بكونه قائد كلمة.. أم أنه يلعب بها ويلاعبها مثيراً ريح الوعي عبرها.. ؟‏
    (نيرودا – طاغور - سيزار) ثلاثي شعري جمع طاقات فنون الكلام، بتلاوين تتنوّع بتنوّع المكان الذي أفرزها..‏
    هل أثرت تلاوينهم البشرية على منتجهم الإبداعي.. ومنحته خصوصية تكاد تجعل له لوناً يشابه أرض منبته، ويتمايز عن غيره من بقاع الأرض الأخرى.. ؟‏
    مهما اغتنت تجارب كل منهم واختلفت عن تجارب الآخر.. يبقى ما يوحّدها ويجعلها ذات خط واحد.. قولهم الشعر.. كمخلوق يحلّ رابعهم.. جاعلاً إياهم يشتركون الوقوف على رقعة إبداعية واحدة.. فكيف تمايزت حيواتهم.. ؟‏
    أعترف أنني قد عشت..‏
    وهوعنوان السيرة الذاتية لبابلو نيرودا. ولد الشاعر التشيلي في قرية بارال عام 1904 م، اسمه الحقيقي نفتالي رييس باسوالتو، والده كان عاملاً في السكة الحديدية، ووالدته كانت مدرسة توفيت وهولم يزل في شهره الثاني.‏
    بدأت موهبته بالظهور قبل أن يتم الخامسة عشرة، وفي سن العشرين كتب قصائد انتشرت في بلاده، وفي كافة أرجاء العالم. سافر إلى سانتياغو لدراسة اللغة الفرنسية، ثم أكمل دراسته في الأدب. عمل سفيراً في الكثير من الدول الأوروبية، وبقي مصرّاً على أن الشيوعية هي الحل الأمثل لمشكلات العالم.‏
    عام 1971 م، فاز بجائزة نوبل واستقبل استقبالاً حاشداً في بلده، كان من بين مستقبليه الرئيس الليندي.‏
    مما قال، في الحقيقة (الحقيقة.. هي أن ليس ثمة حقيقة).‏
    وفي المرأة (.. أهيم في الشوارع دون غذاء، صامتاً جريحاً، باحثاً عن حفيف قدميك السائل في أوردة النهار. قبّليني واحرقيني يا امرأة، فأنا عشت وما متّ إلا من أجل أن تغرق عيناي في مياه عينيك اللامتناهية).‏
    شاعر أسود كبير..‏
    في فترة دخول النازيين إلى باريس، كان أندريه بريتون في جزر المارتنيك. هناك عثر في إحدى جولاته على ديوان إيميه سيزار الأول (دفتر العودة إلى الوطن الأم) أعجب به كل الإعجاب وراح يبحث عن صاحبه الذي وجد فيه مبدعاً حقيقياً.‏
    في تقديم بريتون لإحدى طبعات الديوان يقول (هذا الشاعر الأسود هوالذي يقودنا ويهدي خطانا، هوالذي يقودنا في طريق المجاهل الاستكشافية... وشيئاً فشيئاً من خلال لقاءاتنا المتكررة راح هذا الشخص يفرض نفسه عليّ وكأنه النموذج الأعلى للكرامة الإنسانية. وهذا الديوان الذي مرّ دون أن يشعر به أحد عندما صدر لأول مرة عام 1939 م، هوأكبر ديوان شعري غنائي في عصرنا كله).‏
    سيزار كتب الديوان في باريس بعد أن أنهى دراسته وكان يستعد للعودة إلى الوطن. يقال إنه في تلك الأثناء اعتزل الحياة العامة وانطوى على نفسه بعد أن كان ناشطاً في الحركات التقدمية المضادة للاستعمار والبرجوازية.‏
    وفي أثنائها كان صديقه ليوبولد سنغور الذي لازمه سنوات النضال في باريس، أسسا معاً ما عُرف بحركة الزنوجة. وهي حركة تعلن انتماءها إلى العالم الأفريقي الأسود مشتملةً على كافة الخصائص الثقافية لشعوب أفريقيا السوداء، محاولةً الحفاظ على خصوصية هذا العرق.‏
    وسيزار ولد عام 1913م، في فور دي فرانس، جزر المارتنيك. وصل إلى باريس عام 1931م، وكان الطالب الأسود الوحيد في مدرسة لويس الكبير.‏
    منارة الشرق..‏
    مشرقي، ولد في القسم البنغالي من مدينة كالكوتا عام 1861م، ينحدر من أسرة ساهمت في نهضة البنغال عبر رفد ثقافتهم المحلية بثقافات وفدت إليهم من الغرب، وهوما وفر تعدد مصادر ثقافة طاغور، التي تنوّعت ما بين هندية، بنغالية وانكليزية.‏
    سافر إلى لندن لاستكمال دراسته الجامعية لكنه لم يتمّها وانحصرت الفائدة من سفره بالإطلاع على أدب تلك البلاد.‏
    عُرف عن الشاعر نبذه للتعصب الهندوسي، كما أنه نشط في مجالات إبداعية كثيرة أخرى.‏
Working...
X