غلـــوّي المُـولـّـــه
خافقـي المُــدلـّـه
أصمــى من الغــسق
إعوال الغــــلالة
سؤل الهــــالة
أصمـــى من الأرق
لأراقص الماضي
على عرزال عطشي
وأنا أحتسي حمأة الكلفِ
في زقــــاقٍ دمشقي
على رصيفِ السماء
بعدما أصبحت عروقي
أقنيةً لنقلِ الماء
علها تطفئ حرقة الــدّمـلِ
وأصنعُ من دمي نبيذاً
أخامــرُه في مسرّاتي
مع ثكالى الـــدهر
وجاريات البحـــر
وألوي أضلعي الدخانية
مع شفيـــف الروح
وقد أثقلتني بنات الشوق
مع تراتيل غرام منسية
في تلك الحانة الرملية
ذات الخشــــــــبِ الأحمر
المؤرج بعطـــر الوسنِ
حيث نسيت حقيبة الروح
وكنت قد نقشتُ عليها
بعصا الزمن مأساتي
وضاجعت نادلة الموت
ذات العيون العسلية
والقوام كأقحوانة نائمة
على حصيرة كلماتي
فقتلتني ثلاث مرات
الأولى عندما قبـّـلتها
وشممتها بكــلِّ قــواي
لأعرف أن الحبَّ مواجعٌ
وهي تصرخ
من ناعسة النهايات
والمرة الثانية
عندما انتهيت
ولكنني مازلت
أقبلها متطيراً
غارقاً في سلافتها الوصئة
أبحث عن معطف مهترئ
ألتحف به من برد الملمات
فعرفت أنها ملكي
رغم أنها كانت كالحة
وقد قطفنا العنب الأبيض
من دالية المحظور
والثالثة عندما انتهى كل شيئ
وكأنني كنت في حلم أبيض
هذه هي الحياة يا حبيبتي
فلا تحزني ولا تتنهدي
لما أخاف أن أتكلم
عن شهوتي المنسية
وأنا قد خلقت من مكابدها
ومع ذلك إني أخاف
من المرأة ومن عرافة الطرقات
لأنني عندما أراها بكل مفاتنها
أصبح ضعيفا ضعيفا ضعيف
فلا تحزني يا حلوتي
هذا هو الإنسان
خلق من شهوات الغير
وليس أصمى من الورق
كازانوفا
Comment