Tweet
حضور خافت لروبرت دي نيرو في فيلمه
وأحداث الفيلم أكبر من الزمن الحقيقي
إيهاب التركي
دي نيرو في فيلمه الجديدينتمى فيلم «قاتل من النخبة» (Killer Elite) إلى نوعية أفلام الأكشن سريعة الإيقاع، ولهذا فإن بضاعته الرئيسية هى مشاهد الحركة وإطلاق الرصاص والمطاردات والانفجارات، التى تضع المشاهد فى أجواء مثيرة وعنيفة طوال أحداث الفيلم.
والفيلم يبدأ بعبارة تقول: «مأخوذ عن قصة واقعية»، ولكن الحاصل أن الفيلم تغلب على أحداثه المبالغات غير الواقعية التى تصاحب عادة أفلام الأكشن. بطل الفيلم شخصية خارقة يقتل العشرات منفردا دون أن يصاب بخدش واحد، البطل الرئيسى للفيلم جيسون ستاثام، هو واحد من أهم أبطال أفلام الأكشن الأخيرة، ويجسد فى الفيلم دور رجل العمليات الخاصة المحترف الذى يضطر بعد اعتزاله العمل ضمن قوة مسلحة إنجليزية تسمى «SAS» للعودة إلى العمل لإنقاذ مدربه العجوز روبرت دى نيرو، الذى خطفه شيخ خليجى كرهينة ليجبر ستاثام على تنفيذ عمليات قتل لحسابه، وعلى الجانب الآخر يقف رجل العمليات الخاصة العسكرى كليف أوين، ليمثل الطرف الذى يحاول إفساد مهمة ستاثام.
قصة الفيلم مبنية على العمليات التى قام بها مؤلف القصة رانولف فينس، فى سلطنة عمان، كواحد من أفراد قوة «SAS»، وربما يكون أكثر ما يلفت النظر فى شخصية الشيخ العمانى المحتضر علاقته المضطربة بابنه، الذى لا يكترث حتى بقتل أبيه بوحشية أمام عينيه. الفيلم فى مجمله مسلٍ. الأحداث تنتقل بحيوية بين عدد من الدول المختلفة، سلطنة عمان، والمكسيك، وباريس، ولندن.. مشاهد الأكشن متلاحقة بصورة مدهشة، وربما تكون الحبكة المركبة والملتوية هى الجزء الضعيف فى فيلم لا يحتمل كل هذا الغموض، فقد بدا السيناريو يحاول التذاكى على المشاهد، بينما كان الأكشن المكثف والمهام العديدة المكلف بها أبطال الفيلم وحدها كافية تماما لإبهار المشاهد، وكان السيناريو فى حاجة إلى التركيز على تطور الأحداث، التى كانت تبدو أحيانا مضغوطة عمدا ومختزلة لتكفى زمن الفيلم المحدود، وهذا تسبب فى جعل العلاقة الرومانسية للبطل مثلا مجرد مشاهد مقحمة.
روبرت دى نيرو يقوم فى الفيلم بدور مساعد وشارك فى بعض مشاهد الأكشن، ولكن حضوره كان خافتا.