Announcement

Collapse
No announcement yet.

دمعة على قبر

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • دمعة على قبر

    تحية الإبداع والمحبة





    قصة
    هدية على قبر
    محمود أسد

    أمرُ يدعو للتساؤل .. وأشياءٌُ تبحث عن تفسير لها ... الأطفال في يومٍ حافل بالسعادة ... ابتساماتهم كبستان ، ضحكاتهم تُرقِصُ العصافيرَ والأزهار ... غسَّان يرى بعينيه حركةً وبهجةً .. البيوت مُشَرَّعة ... المحلاتُ تتسابقُ لاستقبال الأطفال والكبار .. عندما استيقظ من نومِهٍ .
    - واستيقظ في هذا اليوم متأخّراً – يسمع صوت المذياع يجتاز الجدران والنوافذ ... يقتحم الضجيج والصمت ... غسَّان ينزل إلى الشارعِ ... أحاديث الأطفالِ تشدُّه ... إنَّه عيدُ الأم ... وعندما قال في نفسه لماذا لم أفكِّرْ فيه كغيري ؟ أكَبِرَ سنِّي أم شيء آخر وقف عائقاً ؟
    دون توقّف أدرك بأنهما ذهبا ضحيةَ حادثٍ سيّارةٍ . تسبَّبَ به سائق أرعنُ وتركاه دون أن يبلغ العاشرة .
    يقول في نفسِهِ : ها أنذا في العشرين من عمري والهموم تُثْقلني بأعبائها . طفلٌ صغيرٌ أيقظ غسَّان من تساؤلاته .
    - غسَّان ماذا أحضَرتَ لأمّكَ من هدايا ؟
    قالها بعفوية وبراءة ...
    - أحضَرْتُ لها فستاناً جميلاً .. ألا تستحِقُّ ذلك ؟ وآخر ينادي :
    - ماهر ... ماهر .. هل فتَحْتَ حصالتك مثلي ؟ سأذهَبُ لشراء هديَّةٍ لأمِّي ...
    وفي زاوية من الشارع أخذت فتاة صغيرة تردِّدُ الأناشيد ، وترفعُ صَوْتَها وتقول لزميلتها : ميساء ... ميساء .. هذه ساعة جميلة لأمّي التي أحبُّها .. هذه الأحاديث البريئة والصور الجميلة أيقظت في نفس غسَّان لواعج الطفولة رغم قصر مرحلتها بل غيابها ...
    الدموع تنحدر على وجنتيه وتحطُّ على طرفي شاربيه وتساءَلَ غسَّان:أين تكونُ أمّي ؟ أين حنان أبي ؟ .. تذكَّرَ الماضي .. التهبَ حُزْنُهُ واشتدَّ ألمُهُ .. وقال : لِمً لَمْ أقدِّمْ لها هديَّة ؟ ! امتدَّ خيالهُ وانتعش من جديد .. تذكَّرَ حنانها ويدها وحديثها ...
    قال : أين أمِّي التي أرضعتني وأشبعتني من قُبَلِها ..
    قادَتـْهُ قدماه إلى مدرسة قريبة .. عاش جوَّ البهجةِ والاحتفال لاحق الأطفالَ . استمتع بهم ... تساءَلَ بينه وبين نفسِهٍ :
    - ما الفرق بين اليتيم الذي لا يجدُ منهلاً وبين الطفل الذي حرم الحنان ولحظات الدفء ؟
    غسَّان يسيرُ على غير هدى .. يقطع بعض الشوارع .. يجتاز المحلات ... يحملُ طاقة وردٍ جميلة .. ها هو في المقبرة .. يسيرُ إليها ، يدفعُهُ حبٌ وشوقٌ دفينان .. بالقرب منه وَجَدَ طفلين وديعين .. على وجهيهما يبدو الحزن وتنسكب الدموع .. في العيون حرقة وسخاء .
    التفتَ غسَّان إليهما .. جفَّفَ الدموعَ .. وزَّع الورْدَ على قبري والديه وقبر أمِّهما .. وعادَ بهما إلى البيت .. وهو يقولُ : هذه حالُ الدنيا ... نموتُ ونعيشُ ونموتُ .....




  • #2
    رد: دمعة على قبر

    صباح الخير
    شكراً للمشاركة
    قصة عرجت على بعض التفاصيل, يغلب عليها الطابع الانشائي, وتحتاج منك للعودة والقراءة, لكنها تجمع عناصر القصة القصيرة كاملة, قلمك واعد ومتألق دوماً صديقي....
    ودمتم بكل مودة واحترام بالغين

    Comment

    Working...
    X