Announcement

Collapse
No announcement yet.

في مكان لا يتخيله أحد السينما العربية محل حفاوة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • في مكان لا يتخيله أحد السينما العربية محل حفاوة



    السينما العربية محل حفاوة في مكان لا يتخيله أحد

    للوصول إلى بلدة كابالبيو التاريخية، تحط في مطار روما، وإذا ما أردت توفير أجرة التاكسي التي ستبلغ 160 يورو، تبحث عمن بعثت بهم إدارة المهرجان لكي ينقلوك إلى تلك البلدة التي لا يعيش فيها أكثر من 700 فرد .
    تنطلق السيارة وتصعد سهوباً طويلة تحيط بها مزارع منبسطة . وبعد نحو ساعة تتبدّل المناظر من حولك: عوض السهول، تدرك أنك صرت في حاضرة جبال مقاطعة توسكاني الشهيرة . أشجار الصنوبر والتين والزيتون وكروم العنب تنتشر فوق مساحات شاسعة . وبعد ثلث ساعة أخرى تدخل البلدة التي لا تزيد مساحتها على ثلاثة شوارع متقاربة تحتوي على اثني عشر مطعماً وحانة، ومصرف، ومحلين لبيع الخضراوات والفاكهة ومحلين آخرين للملابس ومدرسة . أما البيوت ففي داخل هذا المحيط قبل أن تنتشر بين الأحراج . في الليل لا تسمع شيئاً سوى الصمت، إلا إذا قاومت البرد وانتظرت نباح كلب .
    هذا آخر مكان يتصوّر المرء أن يُقام فيه مهرجان . لكن مهرجان كابالبيو داوم الانعقاد فيه لثمانية عشر عاماً، الثلاثة الأخيرة منها تحت إدارة توماسو موتولا، الذي أراد أن يعيد الحياة للفيلم القصير فخصّ هذا المهرجان به .
    والدورة الماضية التي انطلقت في السادس من الشهر الحالي وانتهت بعد خمسة أيام منه قررت التعامل مع السينما العربية الجديدة على أساس أنها هذه السينما أفرزت حتى الآن أعمالاً عن “الربيع العربي”، ولابد أنها ستفرز المزيد من هذه الأفلام . للغاية تم جلب أكثر من خمسة عشر فيلماً بعضها من صنع هواة على الإنترنت، وأقيم مؤتمر حول السينما العربية في زمن الإنترنت وتأثير التكنولوجيا على مسارها الحالي .
    أما الأفلام نفسها، فكانت مجموعة جيّدة من بعض أفضل ما شوهد من السينما القصيرة . أفلام ايطالية ونرويجية وعربية وألمانية من بين أخرى .
    عربياً شاهدنا فيلم عمّار البيك “حاضنة الشمس” الذي كان أحد فيلمين فقط جلبا من مهرجان فانيسيا . الفيلم من أداء المخرج وزوجته وطفلهما ويدور حول عائلة تستعد لشيء ما . التلفزيون حافل بمشاهد المظاهرات المصرية التي عمّت القاهرة مطالبة برحيل الرئيس السابق حسني مبارك، لكننا ندرك بعد حين أن الرجل وزوجته سينخرطان بمظاهرات مماثلة تنطلق في دمشق
    الفيلم الثاني للمخرج الفلسطيني أحمد صالح عنوانه “المنزل”، ويدور حول عائلة تسكن منزلها من أجيال طويلة . فجأة يحل ضيف ثقيل ويطالب بمساحة، ثم يتمدد مطالباً بنصف البيت، ثم يحتل البيت بأسره واضعاً العائلة فوق السطح . لا يحتاج أحد إلى خريطة لكي يعرف أن المخرج يتحدّث عن فلسطين والاحتلال الصهيوني لها متمثّلاً في الكيان “الإسرائيلي” الغاشم .
    فيلم عربي ثالث في المسابقة الرسمية هو “للشمال” وهو لمخرج تونسي اسمه يوسف شبّي يتعامل فيه ومسألة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا . بطل الفيلم متورّط مع عصابة تتاجر بأحلام الراغبين في ركوب الزورق إلى عرض البحر والمجهول، لكنه يدرك أن الزورق لن يقدر علي إتمام المهمّة وسيغرق بركّابه ما يجعله يسعى لإبطال العملية .
    هذا الفيلم فاز بالتنويه، لكن الجائزة الرسمية الوحيدة ذهبت إلى الفيلم السويدي “الوسيط” للمخرج إريك بافينك حول فقدان رجل لأبيه وذكرياته معه .



  • #2
    رد: في مكان لا يتخيله أحد السينما العربية محل حفاوة

    رحلة جميلة آسيا ..و فكرة للمهرجان في هكذا مكان رائعة...

    تسلم ايدك عالموضوع الرائع غاليتي ..

    يسعد أوقاتك...

    Comment

    Working...
    X