Announcement

Collapse
No announcement yet.

النوم ضرورة - حدود النوم - النوم النافع - إعداد المحامي :بسام المعراوي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • النوم ضرورة - حدود النوم - النوم النافع - إعداد المحامي :بسام المعراوي

    النوم النافع
    النوم ضرورة - حدود النوم -
    إعداد المحامي :بسام المعراوي

    و الضرورة الحيوية للنوم تكمن فيما يلي :
    1/ أن النوم يلغي أثر السموم التي تنتج عن الإرهاق العصبي طوال اليوم، و من هما يقول الإمام علي عليه السلام : (( النوم راحة من ألم ((، ( غرر الحكم ) .
    إذ الإنسان و هو يعمل طوال النهار يقوم بعدة عمليات فسيولوجية، تسفر عن توليد سموم مادية كيماوية، و أخرى سموم معنوية – إن صح التعبير – تتمثل في تعب الأعصاب و إرهاقها، و الإنسان بحاجة إلى التخلص من كليهما، وإلا فانه لا يعمر طويلا .
    فلو منع أي إنسان من النوم بأي شكل من الأشكال :
    باستعمال المنبهات، أو باللجوء إلى التعذيب،فأنه لن يشعر بالراحة النفسية، و لا الجسدية، و يصاب بأمراض خطيرة تضع حدا لحياته .
    2/ أن النوم يجدد نشاط الإنسان و قواه، و هذا الأمر مطلوب لكي يعيد التوازن إلى جسده، أرأيت حينما يصيبك النعاس، كيف تتصرف ؟ فلربما تفقد القدرة على التفكير، و التوازن و السيطرة على نفسك،و لربما نمت في مكانك و هذا إنذار بأن جسمك بحاجة إلى الراحة، و هو توافق مع السنة الإلهية التي مفادها إن النوم ليس إلا راحة و سباتا للإنسان .
    يقول الإمام الصادق عليه السلام : ((النوم راحة للجسد )) ميزان الحكمة (ج10،ص258) .
    و يقول الإمام الرضا عليه السلام :((إن النوم سلطان الدماغ و هو سلطان الجسد و قوته))، بحار الأنوار (ج62،ص316).
    و يفهم من حديث الإمام الرضا عليه السلام أن النوم بمثابة الجهاز أو المؤسسة التي وظيفتها الدفاع عن الإنسان، وهذه حكمة بالغة من حكم الباري – جل و علا –

    حدود النوم
    و في الوقت الذي يكون فيه النوم ضرورة حياتية،إلا أنه لن يكون مجديا إلا ضمن حدود معينة، إذ ليس المطلوب كثرة النوم، و ليس من الصحيح القول : نم أطول مدة لكي يرتاح بدنك و أعصابك .
    إن المعول في النوم ليس على كثرته، و إنما على نوعيته، و السؤال الذي يبرز هنا :
    كيف يكون النوم نوما مجديا ؟
    إن النوم المجدي هو النوم الطبيعي الصحي، و يكون النوم طبيعيا و صحيا إذ أدى الغرض منه، و هو نزع السموم المذكورة في البدن، و إعادة النشاط و القوة و الطاقة للإنسان.
    و للحصول على نوم مجدي لا بد من مراعاة عدد ساعات النوم اللازمة .
    و رب سائل يسأل : كم من ساعات النوم يحتاجها الإنسان في اليوم ؟
    و هل هناك إلزام بأن يكون نوم الإنسان ثمان ساعات ؟
    و حيث إن الإنسان بحاجة إلى النوم لتجديد نشاطه و قواه – كما تقدم – فيبدو إن الظرف الزمني المحدد بثمان ساعات لا ينسحب على كل الأفراد، إذ هناك فريق بينهم في المدة اللازمة لتجديد النشاط، فالبعض يحتاج إلى ثمان، و آخر إلى سبع ساعات و ثالث إلى ست ساعات، ورابع إلى خمس ساعات، و لا شك إن سن الإنسان يؤثر في معدل نومه، فالطفل مثلا يحتاج إلى النوم أكثر مما تحتاجه الكبير، و على ما يبدو أن الفترة الزمنية اللازمة من النوم في اليوم تتراوح من ست إلى ثمان ساعات، لا سيما إذا علمنا إن العبرة من النوم ليس بعدد ساعاته، و إنما بالقدر و الكيف الذي يزيل السموم و يعيد إلى الجسم و الجهاز العصبي نشاطه و قوته .
    فقد ينام أمرؤ خمس ساعات، فيستيقظ و هو مفعم بالنشاط و الحيوية و قد ينام آخر عشر ساعات، و يستيقظ و كأنه لم ينم مطلقا، فلا يزال يعاني التعب، و يشعر أنه بحاجة إلى النوم من جديد .

    النوم النافع
    و تجدر الإشارة هنا إلى إن تأثير ساعات ما قبل منتصف الليل للحصول على الراحة أفضل من الساعات التي يليها، كما إن للاسترخاء دور أساسا في تقديم النوم المجدي النافع، إضافته إلى ذلك إن الإنسان يمكنه أن يسترخي – من دون نوم في الوقت الذي يجد نفسه متعبا مرهقا .
    و من الأسباب المؤدية إلى الفشل في النوم، و عدم الوصول إلى الراحة و الطمأنينة و النشاط و الحيوية منه: الأرق، هذا العارض الخطير الذي يترك آثاره الخفية على صحة الإنسان، و الذي كتب عنه الكثيرون من علماء الطب و النفس و الاجتماع و الدين .
    و الأرق ينجم عن سبب بدني أو نفسي، و في كلتي الحالتين يتسبب في قتل النوم و حرمان الإنسان منه، و بالتالي حرمانه من الراحة و الطمأنينة، و الأرق الناتج عن سبب بدني قد يكون بعلة الأمراض التي تصيب جهاز التنفس، أو بعلة ألم الظهر و الرقبة، أو بعلة ألم المعدة و الكبد، و مهمة الأطباء أن يعالجوا الإنسان إذا أصيب بأحد هذه الأمراض لكي يشفى و يتخلص من القلق، و يمكنه آن ينام نوما مريحا .
    و هناك أسباب نفسية للأرق، و هي أخطر من الأسباب البدنية، لأن هذه الأخيرة معروفة، و يمكن تشخيصها بسرعة، بخلاف الأسباب النفسية، و منها القلق و الخوف، فقد يقلق المرء أو يخاف فيصاب بأرق، فلا يمكن من أن ينام .
    و إضافة إلى ذلك فان نمط الحياة و التفكير و أداء العمل يؤثر في النوم و كيفيته، فإذا كان المرء طيلة النهار يسيطر عليه التعب و الإرهاق النفسي و التفكير بموضوع ما في غير موضعه، فأنه يصاب بالأرق في الليل، بل ربما حتى في النهار إذا نام، و من هنا فالمطلوب من الإنسان أن يفكر في أهدافه و عطائه و في معيشته بصورة تعطيه القناعة و الطمأنينة (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ))، لا أن يتكالب على الدنيا و يتصارع عليها .
    إن التعب النفسي، أو الإرهاق و الهم قد يحطم شخصية الإنسان، و من هنا لابد للمرء أن ينظم حياته وفق التعليم و الأسس الصحيحة في كل حقول الحياة كلي يتلافى الإصابة بالأرق أو بمسبباته .
    و من تنظيم الحياة : تنظيم النوم، تنظيم مواعيد الأكل و الدراسة .. الخ .
    كما على المرء أن يتفادى تشتيت طاقته خلال اليوم، لأن من شأن هذا التشتت بسبب الأرق و بالنتيجة خسارة الليل و النهار معا . وعدم الشعور بالراحة لا في الليل و لا في النهار، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بتقلبات المزاج، و التقلبات العاطفية، و الغض، و الحسد، و الضجر، وكلها عوامل نفسية تؤثر نفسيا في حياته، و تضيع الوقت عليه .
    أما النوم الهادئ و المريح، فهو الوسيلة السليمة و الموضوعية لكسب الوقت، و للإنجاز و الإنتاج، و إليك بعض الأمور التي تساعد في الحصول على نوم هادئ، و منظم، و على كسب الوقت :
    1/ مارس الرياضة البدنية، إذ أنها تعمل على تخليص البدن من السموم .
    2/ اجعل ضوء الغرفة التي تنام فيها مناسبا من حيث كمية الهواء و نسبة الرطوبة .
    3/ التهوية الكافية للغرفة .
    4/ الحفاظ على درجة حرارة مناسبة للغرفة .
    5/ الابتعاد عن الضوضاء قدر الإمكان .
    و هكذا فان الخالق – غز و جل – قد أعطى الإنسان نعما كثيرة منها نعمة النوم، حيث ينام الليل أمنا مطمئنا بعيدا عن الأرق فينتظم حينئذ نومه و كلما انتظم نومه، انتظمت أوقاته
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
Working...
X