يسرني أن ألتقي اليوم معك بنبض الحديث الحي والإحساس النقي .. وأنت تتربعين في أعلى منزلة من نفسي ، بعد أن ملكتِ كل مقومات الترابط في أوسع مساحة إنسانية . وكل ما كتبته أو قلته لم يكن إلا تعبيرا عن صدق إحساسي ، فأنا ملتزم بكل كلمة قلتها أو أي حرف دونته . فإن ميزان الود والإخلاص بيننا لن يختل مهما كانت أسباب الخلل فكنت أراك من بعيد . بلغة العقل والتفكير .. أرصد كل حركة بمقياس الرؤيا الروحية . فقد شغلني حبك عن كل فهم أو قصد ، فقد ذهبتُ إلى ابعد الحدود . لأنني لم اعد أرى سواك.. وما عرفت معنى الحب بهذا الشكل من قبل .
ولم يكن صمتي .. تراجعا عن مشاعري .. لكنني عرفت أن حبك قد سمى إلى الصفاء والنقاء والروحانية المطلقة .. وهذا لا يشعر به الإنسان إلا بأسمى درجات الحب .
لقد سحقتِ في نفسي كل ملذات الدنيا الزائلة .. وبدلتِ كل مكامن الإفلات العاطفي وجعلتِ حبي لك غاية روحية خالصة لوجه الله
يا زورق النجاة من برهج الحياة الدنيوية ، ومحطة الراحة في فراغ النفس البشرية ، وشاطئ الأمان عند هبوب العاصفة .
وجدت فيك كل تصريف أحرف الأبجدية من أوصاف عالية ، لك كياني ووجداني وروحي أبذلها أمامك . أنت الخير والبركة .. أنت الأمان والحنان .. ملاك وهبك الله لي ، فكيف أراهن عليك ؟..
أنا لست بالرجل الغامض ، أو الرجل الذي يتستر خلف سطور مبهمة ، كل ما أكتب ريع للجميع ، لكن مشاعري هي ملكي أترجمها بالشكل الذي أراه ، و أصيغها بإحساس المؤدي الصادق ، لتكون صوتي وصورتي على مر الأيام .