Announcement

Collapse
No announcement yet.

الخبير الاستراتيجي امين حطيط ي قراءة للاوضاع

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الخبير الاستراتيجي امين حطيط ي قراءة للاوضاع


    في قراءته لتطورات الأوضاع في سوريا، يرى الخبير الاستراتيجي أمين حطيط أن القوى الغربية والإقليمية المشتركة في مخطط ضرب سوريا، قد انتقلوا إلى المرحلة الثالثة من عدوانهم، بعد أن أفشل السوريون المرحلتين السابقتين، متوقعا، بناء على معطيات موضوعية، انتصارا تحققه سوريا في مواجهة المرحلة الثالثة أيضا. وبحسب حطيط:
    أ‌- يستطيع المراقب لمسار الأحداث أن يتبين بوضوح أن سوريا دخلت في الدفاع عن وحدتها وسيادتها في المرحلة الثالثة من مراحل المواجهة بعد أن تمكنت من النجاح في المرحلتين السابقتين، ويمكن تبين عناصر المرحلة الجديدة ووجوهها بما يلي:
    1) الإعتماد على عمليات الإرهاب والإجرام المنظم الذي يقوم به مسلحون مجندون أو مدعومون من الخارج بالمال والسلاح وأجهزة الإتصال المتطورة، من أجل زعزعة الأمن ومنع الإستقرار الداخلي لإبقاء الجرح السوري مفتوحا حتى تتغير المعادلات الإقليمية والدولية التي عاكست الغرب في الأشهر الأخيرة، ويبدو أن المخطط اختار أهدافا لعمله التخريبي الهدام من بين الكفاءات والمرافق الإنتاجية والمراكز الرسمية.‏
    2) التضييق السياسي على الحكم في سوريا من أجل عزله أولاً، وثانيا فتح الطريق أمام الهيئة التي تشكلت في الخارج برعاية غربية – تركية والمسماة «المجلس الوطني السوري» لتمكين هذه الصنيعة الأجنبية من منازعة النظام في سوريا شرعيته والقفز فوق قوته التمثيلية للشعب السوري الذي يخرج بين الحين والآخر في تظاهرات مليونية ليعبر عن تمسكه بالنظام القائم ودعمه لحركة الإصلاح التي يقودها.‏
    3) تصعيد الضغط الإقتصادي لمحاصرة الشعب السوري الذي خذل الغرب في المرحلتين الاولى والثانية من مراحل الهجوم على سوريا، حيث أنه لم يخرج في تظاهرات كما يريدون ليتكئ عليها الغرب في سعيه لإسقاط النظام، ولم يدخل في فتنة طائفية كما رسم المخطط الغربي، واستمر محتضنا للجيش العربي السوري الذي احتفظ هو بوحدته ولم تزده دماء شهدائه إلا حرصا وعزما على الدفاع عن الوطن والدولة.‏
    4) استبعاد العمل العسكري الخارجي على سوريا راهنا دون إسقاطه كليا من حسابهم (رغم أننا على قناعة بأنه لن يكون أبدا) لأنه في التخلي العلني النهائي عنه ضربة قاصمة توجه لمعنويات «معارضي الخارج» ومجلسهم وهم لازالوا يمنون النفس بمثل هذا التدخل ويسوقونه تحت تسمية «حماية المدنيين».‏
    5) عدم المراهنة على مجلس الأمن الذي خذل الغرب في سعيه لقرارات تتخذ ضد سوريا، دون اسقاط احتمالات النجاح في إصدار بعض القرارات الإنشائية التي قد تمر في بعض الظروف.‏

    ب‌- هذه هي الخطة التي وضعت قيد التنفيذ مباشرة بعد تمكن سوريا من إسقاط أهداف المرحلة الثانية وإفشالها، وفي التنفيذ الآن يمكن رصد السلوكيات التالية:‏
    1) المبادرة الغربية إلى تشكيل هيئة أسميت «المجلس الوطني السوري» والتلويح بإمكانية الإعتراف القريب بها وبشرعية تمثيلها لسوريا.‏
    2) محاولة عرب الخليج وبإملاء أميركي استصدار قرار من الجامعة العربية لتعليق عضوية سوريا في مرحلة أولى ثم تحضير البيئة السياسية الدولية لإحلال «المجلس الوطني» في مقعد سوريا في الجامعة مستقبلاً.‏
    3) محاولة الجامعة العربية وبتأثير أميركي دفع سوريا للسير في طريق ينتهي بنقل السلطة إلى «المجلس الوطني» دونما توقف عند فقدانه للقاعدة الشعبية، وهي قاعدة شبه معدومة.‏
    4) تكرار الغرب مقولة «فقد الرئيس شرعيته» من أجل الغرس في الذهن العام أن هناك فراغاً في السلطة في سوريا يستوجب العمل على ملئه، ويصرون على هذه المقولة رغم أنهم يعرفون أنهم ليسوا هم من يحدد لسوريا شرعية رئيسها ومؤسساتها وأن السوريين وحدهم يمنحون الشرعية لرئيس دولتهم أو يسقطونها.‏
    5) شن الحرب النفسية ضد سوريا وقد كان فيها مؤخراً الإفراط في إظهار انتصار الغرب في ليبيا والتركيز على عملية قتل القذافي، لمحاولة الربط بين سوريا وليبيا من أجل ضرب معنويات السوريين ورفع معنويات المعارضة ما يمكنها من الإستمرار.‏
    6) التمسك بالدور القطري في اي نشاط او عمل تقوم به جامعة الدول العربية باتجاه سوريا، لأن قطر وهي أحد الأذرع التنفيذية للخطة ستعمل وبتكليف أميركي، على منع أي حوار جدي يفضي إلى الإصلاحات التي يريدها الشعب ويبقي النظام القائم في مواقع قوته.‏

    وبعد هذا العرض نطرح السؤال هل سينجح الغرب في خطته المعتمدة للمرحلة الثالثة هذه ؟‏

    ج. بداية لا بد من القول بأن خطة الغرب هذه هي الفرصة الأخيرة له في عمليته الهجومية ولذلك سيحرص على أمرين: الأول حشد كل ما يمكن من أجل النجاح، والثاني الإبتعاد إلى الخلف قليلا حتى لا يتحمل مسؤولية الفشل إن وقع, ومن أجل ذلك سيكون اتكاؤه على أدوات سورية وقوى إقليمية أكبر من عمله المباشر، ولكن نجاحه سيكون رهنا بالعوامل التالية:‏
    1) نجاح ما أسمي «المجلس الوطني السوري» في انتزاع اعتراف دولي به كقوة سورية ذات وزن تمثيلي للشعب السوري.‏
    2) نجاح الجامعة العربية في حجز كرسي للمجلس الإنتقالي على «طاولة الشرعية السورية» وأن يكون ندا للنظام في الحوار، رغم أن من فيه صرحوا بأن الحوار الوحيد الذي يقبلون به هو الحوار حول استلامهم السلطة.‏
    3) استمرار أعمال الإرهاب في سوريا ونجاح الإرهابيين في زعزعة الامن والاستقرار وتوسيع دائرة عملهم.‏
    4) فشل أو تعثر عملية الإصلاح التي يقودها النظام لإظهار عدم صدقيته، ما قد يعطي حجة للآخرين في عملهم ضده.‏

    د: في تحليل للبيئة السياسية والإستراتيجية القائمة نجد أن الفشل سيكون بانتظار الغرب هنا كما فشل في المرحلتن السابقتين للأسباب التالية:‏
    1) لن يكون سهلا أمام أي دولة أجنبية الاعتراف بهيئة جمع أعضاؤها على عجل ولا تملك قاعدة شعبية أو حيزاً جغرافياً في سوريا، لأن الإعتراف هنا سيؤدي إلى قطيعة مع الحكومة السورية التي هددت الدول بردة فعل قاسية في حال اعترفت بالمجلس.‏
    2) لن يكون بمقدور عرب الخليج أن يمرروا خطة الحوار السوري خارج سوريا، بعد الصلابة التي أظهرتها سوريا حيال هذا الأمر وبعد أن ظهرت كتلة وازنة داخل الجامعة لا تفرط بعلاقتها بسوريا ولا تقبل بالمس بشرعية حكومتها وحكمها.‏
    3) قدرة قوى حفظ النظام في سوريا على متابعة معالجة الحالات الإرهابية، خاصة أنها عمليات باتت محصورة في منطقة ضيقة نسبيا في الوسط السوري (طبعا لا نقول إن هذه العمليات الإجرامية ستتوقف غدا أو خلال أيام، ولكن القوى السورية التي أفشلت خطة المرحلة الثانية وهي أقسى بكثير من المرحلة هذه ستتمكن من المعالجة الناجحة حتى ولو استغرقت بعض الوقت).‏
    4) جدية القيادة السورية في السير بالعملية الإصلاحية، والعمل بما يؤول إليه الحوار الوطني الذي ترعاه الحكومة السورية والذي يحصل على الأرض السورية حصرا.

Working...
X