Announcement

Collapse
No announcement yet.

تجسد حمص أم الحجارة السود الفن المعماري الأصيل

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • تجسد حمص أم الحجارة السود الفن المعماري الأصيل











    تجسد حمص أم الحجارة السود الفن المعماري الأصيل

    الحجارة السوداء بحمص تجسد الفن المعماري الحمصي الأصيل

    تشكل حارات مدينة حمص القديمة اليوم بتمازج أبنيتها و بيوتها ما بين النمط القديم والحديث للتصميم المعماري فيها لوحة متناغمة تحمل في طياتها وفي ثنايا شوارعها الضيقة و بيوتها المتراصة عبق الماضي و ذكريات الزمن الجميل.
    تسمى عمارة "حمص" بـ "الأبلقية" التي يعود لسنة /1500/ م ويعني أن منازلها بنيت باستعمال الحجارة السوداء مع حجارة بيضاء لتصبح لوحة شطرنج قائمة، هذا ما وضّحه "نسيب عريضة" بشعره المشهور "حمص يا أم الحجارة السود" ويأتي ذلك كونها أقيمت على أرض بركانية
    ومازالت حمص تحتفظ بعدد كبير من البيوت القديمة منها ما تحول إلى متاحف للتقاليد الشعبية والإسلامية أو إلى مطاعم تكتظ بكثير من محبي التراث والأصالة من حمص وغيرها مع المحافظة على سمات البيت الأساسية من الإيوان و اليوك و السلسبيل و التجديد في الفوانيس و القناديل و بعض الزخارف لتجذب إليها كبار السن خاصة والعيش برهة في أجواء حميمية و تناول وجبات شرقية افتقدوها منذ زمن إضافة إلى أن هذه البيوت تشكل فرصة طيبة للسياح و المستثمرين نظراً لجمالية و روعة البناء الحمصي القديم.
    بيوت قديمة مشهورة
    من أشهر البيوت الحمصية القديمة التي مازالت محتفظة بأصالتها حتى اليوم بيت عبد الله فركوح في شارع بستان الديوان و كذلك بيت الأخرس في حي الروشة و عمره 270 عاماً وتم تحويله إلى مطعم و بيت الآغا و مقهى جوليا دومنا و بيت مفيد الامين و بيت الزهراوي الذي تحول إلى متحف للفنون الشعبية التراثية.
    إن مدينة حمص القديمة تأخذ من ناحية هندسية شكل مربع مسور تقع على زواياه الأربع الأبواب وهي باب تدمر و باب الدريب و باب السباع و باب هود و مابين باب السباع و هود تقع القلعة أو ما يدعى بقلعة أسامة و بجوارها باب التركمان و الباب المسدود إضافة إلى باب السوق.
    تسميات أبواب حمص السبعة تعود إلى أسباب بعضها يؤدي إلى عدد من المدن ومنها باب تدمر و باب الدريب أو ما كان يعرف بباب الشام حيث يؤدي إلى دمشق أما باب السباع فنسبة إلى صورتين لسبعين وجدتا منقوشتين على دفتي الباب و باب هود نسبة إلى الضريح الذي كان بقرب الباب و يعود إلى النبي هود و باب السوق بسبب الطريق المؤدية فيه إلى تجمع أسواق مدينة حمص و سمي باب التركمان لأن التركمان مروا فيه بداية القرن الحادي عشر الميلادي أما الباب المسدود فيقال إن هذا الباب قد سد و استخدم بدلاً منه باب التركمان القريب منه.
    كما لا يوجد في مدينة حمص القديمة شارع مستقيم بل كلها متعرجة لأسباب دفاعية منها الحروب التي مرت بها المنطقة و مناخية لمنع تغلب الرياح الغربية و تغلغلها ضمن المدينة لأن مدينة حمص تقع جغرافيا في مستوى الفتحة و أغلبية البيوت مبنية من الحجر البازلتي الذي كان يؤتى به من وعر حمص حيث ذكرها الشاعر نسيب عريضة في أشعاره حمص أم الحجارة السود بالإضافة إلى البيوت المبنية من اللبن و الكلس أي الطين المجفف
    البيت الحمصي القديم احتوى على معظم عناصر العمارة العربية والاختلاف أتى في بعض الجزئيات نتيجة الوضع الاقتصادي أو الثقافة فيأتي الإيوان العلوي في الطابق العلوي ويستخدم كغرفة معيشة شتوية و يتجه إلى الجنوب لتأمين وصول أشعة الشمس إليه وتدفئته أما الإيوان السفلي فيقع إلى الجنوب من الفناء ويتجه نحو الشمال ليستخدم كغرفة معيشة صيفية لأنها مكان مظلل طوال اليوم ويواجه الإيوان البحرة الموجودة في الفناء مع وجود أكثر من إيوان سفلي استخدمت بحسب موقعها من حركة الشمس واتجاه الريح كمكان للجلوس فيها حسب رغبة السكان.
    وصف للبيت الحمصي القديم
    يحيط بالبيت سور خارجي و مدخل إلى باحة داخلية و على أطراف السور تقع غرف البيت المتعددة التي يفصل بينها في أغلب الأحيان ما يدعى بالايوان أي مجلس العائلة كما يوجد بجوار جدران الغرف أحواض تغرس فيها أشجار متنوعة مثمرة كالليمون والاكي دنيا والتين و التوت و الرمان و المشمش والتفاح و منها شجيرات الزينة كالياسمين بنوعيه الأصفر و الأبيض و الجوري والعطرة والنعنع والمليسة والدالية السباعية حيث كانت الحديقة المنزلية بمثابة صيدلية العائلة في كثير من الحالات.
    ومن مكونات بعض البيوت الحمصية القديمة أيضاً البئر وسط الدار لاستخراج مياه الشرب بطريقة الضغط بالمضخة الطرمبة أو الدلو المعلق بحبل ،أما أسقف البيوت فكانت تصنع من الخشب القدة و المغطى بطبقة طينية حيث كان الناس يقومون بعرجلة سطوح منازلهم كي لا تنفذ مياه الشتاء إليها قبل موسم الشتاء و إعطائها مزيداً من التماسك و القساوة بحجر مدورة ثقيلة من حجر البازلت الأسود سطحها أملس يمررونها على السطح بعد ترطيبه بالماء.
    وفي نفس السياق يقول الباحث التاريخي فيصل شيخاني إن عمارة حمص تدعى بـ الأبلقية التي تعود لعام 1500 م ويعني أن منازلها بنيت باستعمال الحجارة السوداء مع حجارة بيضاء لتصبح لوحة شطرنج قائمة بذاتها مشيراً إلى أن فن العمارة بحمص يعود إلى العهد الروماني زمن أسرة شمس غرام و تمثلها الصومعة التي أزيلت عام 1911 كما وجدت أعمدة في القلعة و في أماكن متفرقة من حمص مشيراً إلى أنه في زمن الفتح الإسلامي سادت عمارة المساجد و القصور وتمت الاستفادة من خبرة الحماصنة في اعتمادهم على الحجارة السوداء و تم بناء الأبنية الترابية أيضاً حيث كانت أقل تكلفة و سريعة التحضير و هي تتألف بشكل أساسي من التراب و التبن اللذين يعجنان مع بعضهما و يتم تجفيفهما كقطع متساوية في أغلب الأحيان لتصنع منها البيوت و بقيت هذه الطريقة سائدة حتى عام 1950 حيث دخلت مادة الإسمنت في البناء العمراني الحديث.
    البناء الإسلامي تأثر بالكنائس المسيحية ثم بالعمارة المملوكية و العثمانية ثم بالطريقة الحديثة التي وصلنا إليها اليوم فنرى في أحد الجوامع عدة نماذج من الأبنية فمثلاً جامع الصحابي خالد بن الوليد حجمه جاء بالطريقة العثمانية و مآذنه مملوكية و حجارته من الأحجار السود حمصية المنشأ.
    زوال الكثير من بيوت حمص القديمة
    عندما حدثت الثلجة الكبيرة عام 1911 وصل الثلج إلى أسقف سطوح الأبنية الترابية واستمر يغطيها أربعين يوماً و كان سبقها السيل الكبير عام 1909 الذي أتى على عدد من البيوت والآثار القديمة للمدينة.

    ----------------------------------------------- المصدر: سانا

Working...
X