Announcement

Collapse
No announcement yet.

بطاقات ( د. عبد اللطيف الراوي ) الباحث والأديب العراقي - د. عدنان الظاهر

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بطاقات ( د. عبد اللطيف الراوي ) الباحث والأديب العراقي - د. عدنان الظاهر

    بطاقات ( د. عبد اللطيف الراوي )
    الباحث والأديب العراقي - د. عدنان الظاهر

    الراحل عبد اللطيف الراوي

    د. عدنان الظاهر


    في الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني عام 1994 قُتِلَ الصديق الدكتور عبد اللطيف عبد الرحمن عبد المجيد الراوي ( أبو دريد ) في سوريا إثرَ إنقلاب سيارته التي كان يقودها ليلاً.

    1 ـ في العراق

    من هو الدكتور عبد اللطيف الراوي ـ أبو دُريد ؟؟

    أمامي وثيقتان فيهما تباين طفيف. عنوان الأولى ( صورة عن قيد السجل المدني ) صادرة في اليوم الأول من شهر كانون الأول عام 1985 عن القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي في سوريا / مكتب شؤون العراق.
    المعلومات المثبَّتة في هذه الوثيقة تقول :

    الإسم والشهرة : عبد اللطيف عبد المجيد
    إسم الأب : عبد الرحمن
    إسم الأم : سعيدة محمد
    محل وتأريخ الولادة : بغداد 1940
    الدين والمذهب : مسلم
    ذكر أم أنثى : ذكر
    وضعيته العائلية : متزوّج

    ثم نقرأ : أُخرِجت هذه الصورة عن جواز سفر عراقي رقم ك 642 من بيروت في 9/6/1984 .

    في الوثيقة الثانية التي تحمل عنوان ( بطاقة تعريف ) والصادرة عن القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي في سوريا / مكتب الأمانة العامة... نقرأ المعلومات التالية :

    الإسم والشهرة : عبد اللطيف عبد المجيد
    إسم الأب : عبد الرحمن
    إسم الأم : شمسة
    المهنة : أُستاذ جامعي
    الوضع العائلي : متزوّج
    مكان الإقامة في القطر : حمص ـ حي الوعر

    ثم نقرأ ما يلي :

    كلية الآداب منذ 1984
    هذه البطاقة صالحة إعتباراً من 9/1/1991 ولغاية 8/1/1992 . ثم نقرأ تحت هذا الكلام الملاحظة التالية : إنَّ المواطن العربي ( العراقي ) الملصقة صورته أعلاه مقيم في القطر العربي السوري ومعروف من قبل مكتبنا، وتُعد هذه الوثيقة بمثابة هوية شخصية للتعريف به. توقيع : مدير مكتب الأمانة العامة.
    أستبق الأحداث فأناقش هذا الموضوع الآن. لأنَّ المرحوم وإنْ أقام في سوريا وعمل مدرساً ثم رئيساً لقسم اللغة العربية في جامعة البعث في حمص حتى تأريخ وفاته عام 1994 ... لم ينتمِ لحزب البعث السوري أو العراقي أبداً. كيف حصل على هاتين الوثيقتين إذن... ربَّ سائلٍ يتساءل ؟؟ الجواب غاية في البساطة . حصل عليهما بوساطة قريب له من العاملين في مكتب القيادة القومية في دمشق. بعد أن غادر الجزائر عام 1984 ونجح في تمديد أو تجديد جواز سفره العراقي في بيروت في التاسع من شهر حزيران عام 1984 لمرّة واحد، ظلَّ الفقيد بعد ذلك دون جواز سفر عراقي. وطوال عدة أعوام ما كان في حوزته جواز سفر سوري. لذا سعى ـ وقد إنتهت صلاحية جوازه العراقي ـ للحصول على بطاقة تعريف لتجنب بعض المضايقات المحتملة والمتوقعة بالنسبة لرجل ليس في حوزته أية وثيقة تعريفية ولا جواز سفر بلده.

    الفقيد في بغداد

    مارس أبو دريد التعليم الإبتدائي في بعض مدارس كردستان في مدينة السليمانية ثم ولفترة طويلة في مدارس بغداد. أمامي تمديد هوية الإنتماء لنقابة المعلمين العراقية التي تحمل الرقم 18034 حاملةً المعلومات التالية

    الإسم والشهرة : عبد اللطيف عبد الرحمن
    الوظيفة : معلم مدرسة الإنطلاقة المسائية
    العنوان الدائم : حي الصناعة 346 / 6 / 5
    محل الولادة وتأريخها : راوة 1940
    المحافظة : بغداد
    تأريخ الإنتماء : 1 / 1 / 1959

    توقيع : عبد الحميد حسن مزعل / رئيس فرع بغداد.


    من هذه الهوية نفهم أن الفقيد كان قد باشر ومارس مهنةَ التعليم في العام الأول من ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ، أي في العام الدراسي 1958 ـ 1959.

    فضلاً عن إنشغال أبي دُريد في أداء واجباته التعليمية والتربوية... كان يكتب في صحافة بغداد مقالات أدبية وتعليقات سياسية بشكل دائم فحمل هوية الإنتماء إلى نقابة الصحافيين العراقيين التي أقرأ فيها ما يلي :

    الإسم : عبد اللطيف عبد الرحمن الراوي
    الولادة : 1940
    العنوان : محرر
    الرقم : 148
    التأريخ : 18 / 5 / 1970

    تواقيع : أمين الصندوق. أمين السر. النقيب.


    كتب ومراسلات وأبحاث
    حفلت الفترة الواقعة ما بين مباشرته التعليم الإبتدائي لأول مرة في حياته
    ( عام 1958 ـ 1959 ) وهو في الثامنة عشرة من عمره، وتأريخ مغادرته وطنه العراق في خريف عام 1977 مُعاراً للتدريس في جامعة وهران في الجزائر...حفلت بالكثير من النشاطات المتنوّعة ما بين الكتابة في الصحافة المتداولة يومذاك والبحث في الأدب القديم وكتابة القصص والشعرثم التفرغ لنيل درجة الماجستير في الأدب التي حصّل عليها بإمتياز من كلية الآداب في جامعة بغداد في عام 1972 كما إخال.
    في هذه الفترة بالذات تمَّ نضج الفقيد أبي دريد العلمي والأدبي وتوسّعت دائرة معارفه وأصدقائه بفضل شخصيته التي تتميز بالمرح والقوة والوفاء والصراحة والتفاؤل العنيد. نشاطاته الإجتماعية خارج بيته وتفرغه لنيل درجة الماجستير وبعدها الدكتوراه التي أخذها عام 1977... كل هذه النشاطات لم تشغله عن القيام بواجباته تجاه زوجه أم دريد وطفله دريد وبقية بناته. كان زوجاً مثالياً وأباً مثالياً وكان أكثر ما يعجبني حين أزوره في بيته الطريقة التي يعامل بها أطفاله ولاسيّما كريمته ( سُرى ). كان المرحوم يجلس على الأرض أو ينحني إنحناءة كبيرة جداً لكي يتواصل بالحديث مع الطفلة سُرى. كان يكلّمها كما يكلّم الكبار الناضجين. كان يرى المرحومة والدته في وجهها، وكافة إخوته الصغار. كان بارّاً رؤوفاً رحيماً.
    كان بيته مزاراً لأصدقائه ومضيفاً حقيقياً. كنتُ أجد لديهم كل ما تتوق إليه نفسي من طعام. كانت أم دريد تُهيء لي السمك بنوعيه المشوي والمقلي. وكان الفقيد يشرف بنفسه على تهيئة حلاوة الجزر التي كنتُ أحب.
    كان المرحوم يحمل همومي معي مناصفةً. وخاصةً حين تُصاب سيارتي بعطلٍ أو عطب. كان صديق الفقراء والعمال والمساكين والشغيلة والكسبة. لذا كان هو من يتولى مشاكل سيارتي حيث يعرف الكثير من عمال الميكانيك وورشات التصليح. كما كان صديق دلالي البيوت وخاصة في منطقة القاهرة من بغداد. سعى مرةً لدى أحدهم أن يبتاع لي بيتاً لكنْ ما كان حينذاك معي ما يكفي من نقود.
    ما كنتُ أزوره في بيته ويزورني في بيتي فقط. كنتُ أزوره أثناء ساعات دوامه المسائي في مدرسته الإبتدائية إذ كنتُ أشارك طلبته مقاعدهم الخشبية المتواضعة. كان المرحوم يرى في ذلك أحد مصادر سعادته في تلكم الحُقْبة. كما كنا نقوم بصحبة عوائلنا بسفرات سياحية في أيام الجمع حاملين معنا طعامنا وأواني ومعدّات الشاي. كان هو من يقوم بإعداد الشاي الممتاز نيابةً عن الجميع. زرنا الرمادي والفلوجة وبحيرة الحبانية وبساتين سدة الهندية على ضفّة نهر الفرات. وقمنا مع جمع من الأصدقاء بسفرات نهرية في دجلة وإحتفلنا في جزيرة ( أم الخنازير ). كما كنتُ أزوره بين فترة وأخرى في ( معتكفه ) في مكتبة كلية الآداب. كان لطلبة الدراسات العليا مقصورات صغيرة معزولة جيداً عن بعضها يسمونها
    ( معتكفات ) واحدها ( مُعتكف ). كانت تؤجّر لهؤلاء الطلبة ولم تكن مجانية. كان إجتماعياً جدّاً يحب المرح ويجيد قص النكتة الساخرة ذات الدلالة السياسية.

    عبد اللطيف الأعزب عام 1965
    لا أحد على وجه الدقة يعرف متى بدأ الفقيد بكتابة الشعر. غير أني وجدتُ فيما ترك من مخطوطات ودفاتر وأوراق وكتب وأبحاث منشورة... وجدتُ أربعة أبيات من الشعر سأنقلها مع المقدمة التي كتبها بخط يده :

    { قال عبد اللطيف الراوي أيام شبابه وعزوبيته ورخاوته الفكرية حوالي عام 1965 }


    بين آلامي وحسّي
    قد عرفتُ اليومَ نفسي

    بين أشلاء الضحايا
    والأماني صُغتُ رمسي

    هيَ دنياكَ فدعها
    تعبثُ اليومَ بأمسي

    هيَ دنياكَ فدعها
    كلُّ ما فيها " يُفسّي ".


    الأبيات مزيج من الحزن والتشاؤم والسخرية المكشوفة كما نرى في البيت الأخير. كان عمره يومئذٍ خمسة وعشرين عاماً وكان عازباً يمارس حريته في بغداد عاصمة الرشيد يومَ أنْ كان في العراق نوعٌ يسير من الإنفراج السياسي. كتب المرحوم فيما بعد ، وكما سنرى لاحقاً، الكثير من القصص القصيرة في كلٍّ من الجزائر وسوريا. كما كتب ونشر بعض الشعر ذي التوجه والروح الصوفي. كان معجّباً ومحبّاً لعلي بن منصور الحلاّج.

    مع الدكتور قاسم السامرائي / 1972
    من مدينة ( لايدن ) الهولندية، وفي الأول من شهر آب 1972 ... كتب الدكتور قاسم السامرائي ( شقيق الأستاذ الدكتور يوسف عز الدين، رئيس
    المجمع العلمي العراقي الأسبق ) إلى الفقيد رسالة طريفةً أنقلها بنصها أمانةً لتأريخ كلا الرجلين. [[ كان السامرائي قاسم زميل دراستي في دار المعلمين العالية للسنوات 1955 ـ 1958. درس هو الأدب العربي وكنتُ أدرس الكيمياء ]].

    Dr. Q. Al- Samarrai
    Boerhaavelaan 128
    Leiden
    Holland

Working...
X