Announcement

Collapse
No announcement yet.

الثائرالحمصي ( خيرو الشهلة أو النجار ) ضد الإستعمار الفرنسي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الثائرالحمصي ( خيرو الشهلة أو النجار ) ضد الإستعمار الفرنسي

    الثائرالحمصي ( خيرو الشهلة أو النجار )
    ضد الإستعمار الفرنسي
    خيرو الشهلة
    هو خيرو الشهلة أو النجار ، نشأ نشأة هادئة رزينة ناعمة ، شب لا يعرف إلا عمله من البيت الى الطاحون محافظا على صلاته وطاعته .
    كان يحترم أخاه الكبير سعيد نظرا لبطولته حيث كان محبوبا من ابناء حيه محترما من الاحياء المجاورة وله سمعة حسنة في بلده وبين أقرانه .خيرو الشهلة
    وفي امسية ذات يوم وبعد عودته من عمله سمع أن أخاه سعيد مع رفيقين له تقاتلوا مع جماعة من الحي المجاور ووقع من أخصامهم بعض الجرحى مما اضطر أخاه مع رفاقه للتوارى عن الانظار خوفا من ملاحقة رجال الشرطة وإلقاء القبض عليهم سيما وأن بين الجرحى واحد لأهله صلة بالسلطة الفرنسية التي ضاعفت من عناصر الشرطة وإجراء التحريات الكثيرة ومراقبة الحي ليلا ونهارا مما اضطر الثلاثة الى مغادرة منازلهم لاجئين الى بعض أقاربهم ومعارفهم وعجز رجال الشرطة عن معرفة مكانهم وطال الوقت .
    لذلك بدأ الثلاثة ذات يوم يتدارسون في وضعهم ووضع أهلهم الذين يضايقهم رجال الشرطة فقرروا الهجرة وترك المدينة وكان لأحدهم أقرباء في مصر ( وهو عمر البطحيش ) وهو من تجار النسيج بين الجالية السورية الحمصية فاقترح عليهم السفر الى مصر برا
    وهكذا فقد خيرو الشهله أخاه الغالي فتأثر كثيرا لفراقه .. ولقد بقي الثلاثة في مصر يعملون بالتجارة تتبناهم الجالية الحمصية هناك حتى عام 1925 عندما بدأت أخبار الثورة السورية الكبرى تعم في كل مكان وتنشر الصحف المصرية تفاصيلها فقرر هؤلاء الثلاثة العودة الى حمص للمشاركة اخوانهم في الجهاد . وهكذا انضموا للثورة وشاركوا في معاركها .
    وفي يوم كمن الفرنسيون للثوار في قرية خربة غازي وكان الثوار سعيد الشهله شقيق خيرو الكبير ، وبالفعل نجح الكمين وتم القبض على مجموعة الثوار وتم اعدام الجميع ، فحزنت حمص بمختلف مواطنيها وكان مأتما في كل بيت من بيوتها . وعرف الناس أن الفرنسيون كان في نيتهم سوق الثوار الى حمص لمحاكمتهم غير أن المتصرف هو الذي كان السبب في اعدام الثوار قبل وصولهم الى حمص حيث أفهم الفرنسيين بأن المدينة قد زحفت بشيبها وشبابها باتجاه السراي والثكنة العسكرية ويخشى من تغلب الاهالي على الجنود وتخليص الثوار منهم وهكذا تم اعدام الثوار وهم نظير النشواتي ، سعيد الشهله ، حسين جراد ، عبد الكريم عاصي ، ولطفت العناية الالهية فشملت نظير النشواتي فأبقته حيا ليدافع عن الثورة .
    وعندما كان نظير في بيت أخيه يتلقى العلاج وتضمد جراحه من قبل طبيب طرابلس الاول عبد اللطيف بيسار وطبيب الثورة في حمص سليم محيش ، جن جنون خيرو على أخيه ولم يهدأ له بال . وقرر أخيرا الانتقام لأخيه بقتل المتصرف .
    لقد بدأ يراقب التصرف وانتحل صفة عامل بناء وانضم الى الورشة التي كانت تقوم بتشييد مقهى الروضة حيث كان باستطاعته ان يرى المتصرف أتيا الى دار الحكومة صباحا ومغادرتها عند المساء .
    وأثناء مراقبته له اكتشف أنه يأوي الى مقهى الفرح يقضي فيه بعض الامسيات مع عدد من الاشخاص المقربين اليه وتبعه عدة مرات ليتعرف على مسكنه والطريق الذي يسلكه في ذهابه وإيابه ، وكان منزل المتصرف في بناية ( آل الدروبي ) في شارع جورة الشياح وأمامه زقاق يقود الى شارع حماه .
    وفي أحد ايام حزيران من عام 1926 م ، عرف من خلال مراقبته له أنه عندما يبقى في مقهى الفرح فإنه يعود بعدها وحيدا لا يرافقه شرطيه ، ويأتي خيرو الى المقهى ويتحقق من وجود المتصرف ثم يعود فيمكث في مقهى السقايه حتى يرى المتصرف قادما فينسحب الى أول شارع جورة الشياح حتي اذا بلغ المتصرف رأس الشارع وودع من كان يرافقه تبعه خيرو ويزحمه بكتفه كمن يريد تجاوزه فينفجر هذا غضبا ويرفع يمينه بالعصا يريد تأديب هذا الجلف فينقض خيرو عليه طاعنا إياه عدة طعنات تاركا إياه عدة طعنات تاركا إياه يتخبط بدمه . ثم يمضي هادئا في الزقاق ويندمج في زحمة الناس حتى عرين الثوار في حي باب الدريب ويدخل عليهم ويلقي بالخنجر بين أيديهم فيهيب الابطال يعانقون فتاهم ويغمرونه بقبل المحبة وعواطف الاعجاب. ويبدأ التحقيق وتقع المدينة تحت وطأة العسف والبغي والإرهاق وتهدد بالقصف والخراب والتدمير وتصر السلطات على معرفة القاتل وتبدأ بالبحث عنه عبثا .

    قصة مدينة حمص
    كتاب صفحات من تاريخ حمص تاليف : د. ايلي منيف شهلا
Working...
X