Tweet
محتوى غني دعم برامج التلفزيونات الأجنبية غابت عنه القنوات المحلية
جوناثان خان: المنطقة العربية مادة وثائقية مغرية
تزخر المنطقة العربية بتاريخ عريق وبطبيعة رائعة جداً لا تتوقف حدودها عند التضاريس الطبيعية، وإنما تتوغل في بحارها وكل ما ينبت على أرضها، إلا أن ذلك يبدو غائباً عن شاشة الأفلام الوثائقية العربية، وهو ما يحاول المنتج الباكستاني جوناثان علي خان، المقيم في الإمارات منذ 25 عاماً، التركيز عليه وإبرازه في عديد الأفلام الوثائقية التي ينتجها عبر شركته "وايلد بلانت برودكشنز" في دبي.
جوناثان الذي يطمح بأن تتحول الأفلام الوثائقية الى صناعة في المنطقة، قال في حوار مع «البيان» إن اختياره لهذا الطريق نابع من أهمية الطبيعة وضرورة توعية الأفراد بعالمها وأهميتها في ظل ما يعانيه العالم من احتباس حراري، وأوضح بأن المنطقة العربية غنية بهذا الجانب رغم عدم وجود اهتمام إعلامي محلي بالأفلام الوثائقية التي تتحدث عن الطبيعة بقدر ما هو موجود في أوروبا وأميركا، وأوضح جوناثان بأن المنطقة العربية أصبحت مادة وثائقية مغرية لمحطات أجنبية عدة مثل "بي بي سي"، التي بدأت مؤخراً بتصوير فيلم عن الحياة البرية في المنطقة.
رحلة القرش
يعد فيلم "البحث عن أسماك قرش الوطن العربي" من أبرز انتاجات جوناثان، ففيه يتتبع مسيرة أسماك القرش في المنطقة العربية، ولأجله زار عدة مناطق عربية مثل اليمن وعمان والسعودية والامارات والسودان وغيرها.
وعن دور الأفلام الوثائقية في تعميق الوعي بقضايا البيئة، قال جوناثان: "تلعب الأفلام الوثائقية دوراً مهماً في هذا الجانب، فالاهتمام بالتاريخ الطبيعي من شأنه المحافظة على البيئة وتوعية الأفراد بعالم الطبيعة الواسع، وقد لاحظت من خلال تجربتي في هذا المجال أن إنتاج المحتوى في ما يتعلق بالتاريخ الطبيعي، لا يزال غير مربح في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبالتالي فعلى من يعمل بهذا المجال أن يتحلى بالصبر لأنه يتطلب استثمار الجهد والوقت والمال في المشاريع التي ينفذها".
وأضاف: "دخولي لهذا المجال لأنني أردت أن أكون في قلب مجال التاريخ الطبيعي وسوق الأفلام الوثائقية التلفزيونية المستقلة بالمنطقة، وأطمح لأن تتحول الأفلام الوثائقية في المنطقة إلى صناعة حقيقية، خاصة وأنني أشعر بوجود حاجة حقيقية لمثل هذه الصناعة، في ظل التسارع الذي تعيشه المنطقة، وفي ظل الاهتمام العالي بقضايا البيئة".
اختلاف كبير
المتابعون لصناعة الأفلام يدركون تماماً أن إنتاج الأفلام الوثائقية يختلف عن صناعة الأفلام التجارية، فمن جهة هي مكلفة جداً، ومن جهة أخرى تحتاج إلى سنوات طويلة لإنجازها، وهو ما يؤكده جوناثان في حديثه، حيث قال: "نحن نعاني من مشكلة عدم وجود فعلي لشركات متخصصة في إنتاج أفلام التاريخ الطبيعي في المنطقة العربية، رغم انها غنية جداً في هذا الجانب، وبتقديري أن تجاهل القنوات التلفزيونية في المنطقة لهذه الأفلام كرس عدم وجودها على خريطة البث التلفزيوني، لأن انتاجها مكلف جداً، ورغم ذلك، فعدد مشاهدي هذا النوع من الأعمال في ارتفاع ملحوظ، والسبب هو رغبتهم في معرفة المزيد حول الطبيعة في المنطقة العربية والعالم"، وأكد أن عدم اهتمام الشركات ومحطات التلفزة هو الذي أبقى المنطقة العربية بعيدة عن عدسات كاميرات الأفلام الوثائقية المحلية بتمويل محلي.
في حين أن محطات التلفزة العالمية بدأت تبدي اهتماماً كبيراً بالمنطقة، ضارباً المثل بخطوة "بي بي سي"، التي بدأت مؤخراً بتصوير فيلم حول "الحياة البرية في العالم العربي"، وقال: "يحاول المنتجون العالميون الاستفادة من بيئة العالم العربي التي لم تتناولها قنوات تلفزيونية بهدف طرحه للأسواق العالمية، وبلا شك أن مشروع قناة "بي بي سي" يعكس حال المنطقة"، وأضاف: "في المقابل، وجود مشروع قناة "ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي"، بلا شك أنه يفتح المجال أمام وضع المنطقة العربية، ضمن المحتوى الوثائقي العالمي".
محتوى وثائقي
المتتبع لمسيرة جوناثان سيجد أنه يسعى بكل طاقاته لإنتاج محتوى وثائقي عن الطبيعة العربية وتسويقها في الأسواق العالمية ضمن مستوى جودة عال، كما أنه يسعى إلى إحداث نقلة نوعية في توعية مجتمع المنطقة وتثقيفه حول البيئة الإقليمية عبر ما ينتجه من أفلام وثائقية، لأنه يعتقد ـ أي جوناثان ـ بأن التاريخ الطبيعي يمثل مفتاح الحفاظ على موروث الطبيعة في الدول العربية وشبه الجزيرة العربية.
جوناثان خان: المنطقة العربية مادة وثائقية مغرية
- دبي ـ غسان خروب
تزخر المنطقة العربية بتاريخ عريق وبطبيعة رائعة جداً لا تتوقف حدودها عند التضاريس الطبيعية، وإنما تتوغل في بحارها وكل ما ينبت على أرضها، إلا أن ذلك يبدو غائباً عن شاشة الأفلام الوثائقية العربية، وهو ما يحاول المنتج الباكستاني جوناثان علي خان، المقيم في الإمارات منذ 25 عاماً، التركيز عليه وإبرازه في عديد الأفلام الوثائقية التي ينتجها عبر شركته "وايلد بلانت برودكشنز" في دبي.
جوناثان الذي يطمح بأن تتحول الأفلام الوثائقية الى صناعة في المنطقة، قال في حوار مع «البيان» إن اختياره لهذا الطريق نابع من أهمية الطبيعة وضرورة توعية الأفراد بعالمها وأهميتها في ظل ما يعانيه العالم من احتباس حراري، وأوضح بأن المنطقة العربية غنية بهذا الجانب رغم عدم وجود اهتمام إعلامي محلي بالأفلام الوثائقية التي تتحدث عن الطبيعة بقدر ما هو موجود في أوروبا وأميركا، وأوضح جوناثان بأن المنطقة العربية أصبحت مادة وثائقية مغرية لمحطات أجنبية عدة مثل "بي بي سي"، التي بدأت مؤخراً بتصوير فيلم عن الحياة البرية في المنطقة.
رحلة القرش
يعد فيلم "البحث عن أسماك قرش الوطن العربي" من أبرز انتاجات جوناثان، ففيه يتتبع مسيرة أسماك القرش في المنطقة العربية، ولأجله زار عدة مناطق عربية مثل اليمن وعمان والسعودية والامارات والسودان وغيرها.
وعن دور الأفلام الوثائقية في تعميق الوعي بقضايا البيئة، قال جوناثان: "تلعب الأفلام الوثائقية دوراً مهماً في هذا الجانب، فالاهتمام بالتاريخ الطبيعي من شأنه المحافظة على البيئة وتوعية الأفراد بعالم الطبيعة الواسع، وقد لاحظت من خلال تجربتي في هذا المجال أن إنتاج المحتوى في ما يتعلق بالتاريخ الطبيعي، لا يزال غير مربح في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبالتالي فعلى من يعمل بهذا المجال أن يتحلى بالصبر لأنه يتطلب استثمار الجهد والوقت والمال في المشاريع التي ينفذها".
وأضاف: "دخولي لهذا المجال لأنني أردت أن أكون في قلب مجال التاريخ الطبيعي وسوق الأفلام الوثائقية التلفزيونية المستقلة بالمنطقة، وأطمح لأن تتحول الأفلام الوثائقية في المنطقة إلى صناعة حقيقية، خاصة وأنني أشعر بوجود حاجة حقيقية لمثل هذه الصناعة، في ظل التسارع الذي تعيشه المنطقة، وفي ظل الاهتمام العالي بقضايا البيئة".
اختلاف كبير
المتابعون لصناعة الأفلام يدركون تماماً أن إنتاج الأفلام الوثائقية يختلف عن صناعة الأفلام التجارية، فمن جهة هي مكلفة جداً، ومن جهة أخرى تحتاج إلى سنوات طويلة لإنجازها، وهو ما يؤكده جوناثان في حديثه، حيث قال: "نحن نعاني من مشكلة عدم وجود فعلي لشركات متخصصة في إنتاج أفلام التاريخ الطبيعي في المنطقة العربية، رغم انها غنية جداً في هذا الجانب، وبتقديري أن تجاهل القنوات التلفزيونية في المنطقة لهذه الأفلام كرس عدم وجودها على خريطة البث التلفزيوني، لأن انتاجها مكلف جداً، ورغم ذلك، فعدد مشاهدي هذا النوع من الأعمال في ارتفاع ملحوظ، والسبب هو رغبتهم في معرفة المزيد حول الطبيعة في المنطقة العربية والعالم"، وأكد أن عدم اهتمام الشركات ومحطات التلفزة هو الذي أبقى المنطقة العربية بعيدة عن عدسات كاميرات الأفلام الوثائقية المحلية بتمويل محلي.
في حين أن محطات التلفزة العالمية بدأت تبدي اهتماماً كبيراً بالمنطقة، ضارباً المثل بخطوة "بي بي سي"، التي بدأت مؤخراً بتصوير فيلم حول "الحياة البرية في العالم العربي"، وقال: "يحاول المنتجون العالميون الاستفادة من بيئة العالم العربي التي لم تتناولها قنوات تلفزيونية بهدف طرحه للأسواق العالمية، وبلا شك أن مشروع قناة "بي بي سي" يعكس حال المنطقة"، وأضاف: "في المقابل، وجود مشروع قناة "ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي"، بلا شك أنه يفتح المجال أمام وضع المنطقة العربية، ضمن المحتوى الوثائقي العالمي".
محتوى وثائقي
المتتبع لمسيرة جوناثان سيجد أنه يسعى بكل طاقاته لإنتاج محتوى وثائقي عن الطبيعة العربية وتسويقها في الأسواق العالمية ضمن مستوى جودة عال، كما أنه يسعى إلى إحداث نقلة نوعية في توعية مجتمع المنطقة وتثقيفه حول البيئة الإقليمية عبر ما ينتجه من أفلام وثائقية، لأنه يعتقد ـ أي جوناثان ـ بأن التاريخ الطبيعي يمثل مفتاح الحفاظ على موروث الطبيعة في الدول العربية وشبه الجزيرة العربية.