Announcement

Collapse
No announcement yet.

الفنان البريطاني الألماني الأصل فريتز بيست ( بورتريهات دمشق )

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • الفنان البريطاني الألماني الأصل فريتز بيست ( بورتريهات دمشق )



    وجوه من شوارع دمشق
    "بورتريهات دمشق"

    تجربة جديدة في تصفح الإنسان وقراءة المدينة العربية
    دمشق - سامر إسماعيل
    لا يمكن على وجه الدقة تحديد الخط الفاصل بين الشخص المرسوم والبورتريه الخاص به ففي الاثنين سيجد الزائر لمعرض "بورتريهات دمشق" غابة من وجوه أناس يعرفهم أو قد شاهدهم في شوارع العاصمة السورية تسير في الأزقة الفرعية للمدينة أو تطفو على هيئة نسخ كربونية متشابهة في المقهى والمطعم ومحطات وقود السيارات.

    من هنا اتخذ الفنان البريطاني الألماني الأصل فريتز بيست وجوه مجموعة من المواطنين السوريين للتعرف أكثر على عراقة المدن التي ينتمون إليها من خلال المحترف الذي أعلنه الفنان الزائر منذ شهرين حين أقام مرسم بورتريهات دمشق على جدارين شغلت مساحة عرض في ردهات المجلس الثقافي البريطاني بدمشق فعلى مدى الأسابيع الماضية رسم الفنان المتجول بورتريهات لسكان دمشقيين من زوار المجلس الثقافي والمارة في منطقة الشعلان وللناس في منطقة ساروجة الواقعة في البلدة القديمة.
    المرحلة الأخيرة من بورتريهات دمشق فتحت أبوابها أمس لزوار المعرض الأول من نوعه في قاعة استقبال المركز الثقافي البريطاني والذي تعرض فيه لوحات فريتز بيست كافة وخصوصا في حضور الأشخاص الذين قام برسمهم وفق علاقة استطاع الفنان إقامتها مع هؤلاء لم يقتصر عمل فريتز فيها على نقل ملامح الوجوه أكثر ما اعتمد في شغله المضني هذا على تصفح الإنسان الماثل أمامه وإقامة نوع من صداقات وطيدة مع صاحب البورتريه.
    شيئا فشيئا وصورة تلو الأخرى امتلأت مساحة الجدارين بالبورتريهات لسكان دمشق من جميع الأعمار ومختلف مناحي الحياة حيث تحدثوا إلى الرسام ريثما حقق بورتريهاتهم الشخصية من خلال خلق مساحة حية ومعاصرة تعكس صورة المجتمع الدمشقي المعاصر لتتوج هذه الأعمال بإقامة المعرض الذي تغير وتطور مع كل بورتريه لأي شخص جديد.
    وقال فريتز عن تجربته في دمشق.. لقد كانت تجربة رائعة أتمنى ألا تنتهي.. أشعر بأنني محظوظ للثقة التي منحني الناس إياها ولاسيما أولئك الذين دعوني إلى بيوتهم وأطلعوني على حياتهم الخاصة ففي حين تتمتع استديوهات التصوير بشعبية واسعة في سورية وبلدان عديدة في الشرق الأوسط فقد اخترت أن أسلك الطريق الأطول والأقدم لإقامة وشائج إنسانية حقيقية مع من رسمتهم في الوقت الذي تستعمل فيه التكنولوجيا الرقمية في تعديل الصور والفيديوهات.
    وأضاف فريتز في حديث خاص لسانا اضافة إلى مرسم بورتريهات دمشق في المجلس الثقافي البريطاني أقوم بورشة عمل حول الأنشطة الفنية في مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية مع كل من الفنان التشكيلي ياسر الصافي و المصور الفوتوغرافي أيهم ديب والفنانة ريم الخطيب للتعرف أكثر على أمزجة متعددة للفن السوري المعاصر.
    وأوضح الفنان البريطاني أنه حاول من خلال هذه التجربة عكس الواقع الحقيقي في الشارع السوري اليوم وهو كما عاينته عن قرب مملوء بحيوية الشباب وفرحهم وهذا أمر غير موجود حتى في أوروبا حيث عملت أكثر من خمسين بورتريها لشخصيات في قرية ألمانية لكنني لاحظت ان هناك تجهما وقسوة بينما أمكنني هنا أن أتلمس فرح الناس في دمشق ورغبتهم وعشقهم للحياة رغم الكثير من المتاعب اليومية ولذلك اعتمدت في عملي على الإيقاع الأكثر بطئا للوقوف على هموم الناس ومعرفة ما يفكرون به حاليا بعيدا عن الميديا والفايس بوك لقد حاولت أن أحقق أكبر قدر ممكن من التواصل مع الأشخاص الذين عرفتهم عن كثب واستطعت عبر ساعتين من الزمن أن أتحدث مع الناس الذين صنعت لهم رسوما شخصية لوجوههم أن نتبادل الأفكار ونناقش العديد من الآراء والهواجس الحياتية والاجتماعية وغيرها تمكنت من خلالها أن نتبادل الكثير من وجهات النظر وأحلام الأسطورة الشخصية بيني وبينهم .
    وقال فريتز .. في هذا النوع من العمل لم أقصد أبدا التعدي على خصوصية الناس الذين أتاحوا لي رسم وجوههم بل كانت العلاقة متبادلة بيني وبينهم فأنا كذلك تكلمت اليهم عن أمور خاصة بحياتي ولماذا أقوم برسمهم ما ساعد على إيجاد مساحة ثقة معهم عكس فيما بعد طريقة اختياري للألوان التي قمت بتحقيق لوحاتهم من خلالها مبتعدا عن خيار اللونين الأبيض والأسود واللذين يكونا سائدين في هذه النوعية من رسومات البورتريه إلا أنني فضلت الابتعاد عن هذين اللونين اللذين لايستطيعان عكس جمالية مدينة مثل دمشق كما أن الأشخاص شاركوا في اختيار الألوان التي سأرسمهم بها كلا حسب ذوقه ومحبته للون الذي يريده ويفضله.
    وكشف الفنان البريطاني أنه قدم إلى دمشق بذهن منفتح ودون أي تصور مسبق عن سورية مما تبثه وتعرضه وتروج له وسائل الإعلام الغربية للتعرف على أكبر شريحة ممكنة من المجتمع السوري وقال .. حاولت من خلالها التعرف بشكل جدي على ماهية وطبيعة الناس هنا وغناهم الثقافي والديمغرافي والاجتماعي ولذلك وبعد شهرين من العمل المتواصل أشعر أنني أستطيع المكوث هنا لاشهر عديدة ومازلت على السطح لكون دمشق مدينة آسرة وسكانها شديدو التنوع والجمال ولا يمكن إلا أن أقدم التحية لهم لكنني حاولت من خلال عملي على البورتريهات التي نفذتها أن أعكس رؤيا شخصية لي كفنان رسام ومن خلال الهالة التي تحيط بأي إنسان في هذا العالم.
    بدورها قالت إليزابيث وايت مديرة المجلس الثقافي البريطاني حول المشروع ان كل صورة لفريتز تروي قصة مختلفة وبالتالي يروي المعرض مجموع حكايات هذه الصور مما له كبير الأثر في النفس البشرية فاليوم نحن أمام بورتريه مزدوج لمدينة دمشق من خلال حضور أصحاب البورتريهات للمعرض من جهة ومن خلال تحقيق أكثر من سبعين بورتريها لوجوه قدمت فهما أكثر عمقا للحياة في سورية وخصوصا في العاصمة دمشق من جهة اخرى .
    وعرضت اللوحات على مساحة صالة العرض في المجلس الثقافي البريطاني الذي قدم فضاءً صغيرا لكنه مفعم بالحياة يتيح عرض البورتريهات بنسب متقابلة مع تعليقات سجلها فريتز مع الأشخاص الذين رسمهم وفق لغة عبر من خلالها هؤلاء وبطريقة عفوية عن همومهم وأفراحهم ومشاكلهم الصغيرة وقدمت فهما إضافيا للمشروع الذي كان نوعا من الملامسة الحية المباشرة للوعي السوري الراهن عكس تمسكا بالأرض وحبا هائلا للوطن والحياة في آن معا من خلال تعليقات قال فيها أحدهم.. في العراق قاموا بعملية عاصفة الصحراء وهاهم يكررون الشيء ذاته في ليبيا ولن أسمح لهم بتكرار ذلك في بلادي سورية. - سانا -
Working...
X