اغتيال من نوع خاص
محمودمحمدأسد
عندما وقفت منتظراً الحافلة انتابني حالة من حالات التّعب والقلق , فأنا مرهق ولا بد أن أستسلم للهواجس . أمور البيت لا تنتهي وطلبات الحياة لا ترحم ومريرة . هواجس تحيط بي وتلاحقني كالمطرقة والسندان ألفناها كما ألفنا مشاهدة المسلسلات ... بيننا وبين اللامألوف علاقة ود إجبارية ... الحافلة تصل ، صعدنا على طريقتنا الشرقية المألوفة أخذت مكاناً وكنت محاطاً بعدة نساء طاعنات مترهلات جذبهن الحديث بحرقة ومرارة إحداهن : محمودمحمدأسد
- خرجت من الصباح وتركت الأولاد يدبرون أمورهم . وأخذت آهة معجونة بدخان السكائر وغبار الأحذية ثم تبعتها بأخرى أشد وقعاً في النفس وكأنها أغنية مليئة بالنشاز ويأتيها صوت آخر يقتحم آهة الأولى :
نعم الحياة متعبة وأنا كذلك أعمل شغالة لدى أسرة ميسورة أخدمها محتملة الصغير والكبير مقابل سد فم أطفالي اليتامى وبين أسبوع وآخر لا يقصرون .. اللقمة مرة .
وأخذَتْ آهة أعمق من الأولى وأدارت وجهها هذا الحديث جعله يتثاءب ويندب حظه تذكر بأنه بعث ابنه في هذا اليوم للعمل في معمل للبلاط وسلمه بأمانة الله كما سلم أخوته من قبل ..
Comment