Announcement

Collapse
No announcement yet.

بحمص خميس المشايخ أوقف الاحتفال به الرئيس الشيشكلي عام 1954م

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بحمص خميس المشايخ أوقف الاحتفال به الرئيس الشيشكلي عام 1954م

    احتفال خميس المشايخ بحمص قديما

    لمدينة حمص تاريخ مع أيام الخميس المتوالية والتي تبدأ بتعدادها منذ قدوم شهر شباط وهي سبع خميسات كالتالي :
    خميس التايه ، خميس الشعنونة ، خميس المجنونة ، خميس القطاط ، خميس النبات ، خميس الحلاوة وآخرها خميس المشايخ
    خميس المشايخ هو آخر خميس من نيسان وهو الخميس الذي يسبق أحد الفصح على التقويم الشرقي , والأحد الذي يسبق أحد الفصح هو ( أحد الشعانين ) ثم يليه خميس المشايخ ثم الجمعة العظيمة فسبت النور فعيد الفصح .ويقول المؤرخ الحمصي فيصل شيخاني ان قائمة الاحتفالات تضم الخمسانات السبع التي يأتي في نهايتها خميس المشايخ الذي يصادف الخميس الأخير قبل عيد الفصح حسب التقويم الشرقي للطوائف المسيحية.
    تاريخ خميس المشايخ
    لاأحد يعلم تاريخا محددا لهذا اليوم ، فهو يأتي بأسبوع قبل انتهاء الصيام للطوائف المسيحية ، ولذلك هو متبدل بين أيام هذا الشهر الجميل . أما لماذا الخميس ولماذا للحلاوة احتفال سؤال من الصعب الإجابة عليه إلا في ضوء بعض المعطيات التاريخية التي تختص بالتركيبة السكانية للمدينة المتنوعة الطوائف وتداخلها بالعيش معا في الأحياء السكينة ، والبعض يربطه بانتصار القائد صلاح الدين الأيوبي والإحتفالات التي عمت البلاد .
    اصل خميس المشايخ
    لا توجد رواية موثقة لأصل خميس المشايخ بل توجد عدة روايات اشهرها أن خميس المشايخ يرجع إلى أيام الحروب الصليبية , في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي أسترجع القدس من الفرنجة وأراد إظهار الطابع الإسلامي للمدينة فأوجد خميس المشايخ الذي يسبق عيد الفصح , فكان الناس يخرجون , في مدينة القدس وغيرها , بالمزاهر والطبول والأعلام وهم ينشدون الأناشيد الدينية والمدائح النبوية .
    ويتركز احتفال خميس المشايخ على النوبة التي هي طريقة صوفية يؤديها مجموعة من المريدين عند شيخ الطريقة ويحملون أعلام الطريقة والسناجق الخاصة بها ويضربون المزاهر والدفوف والبازيات طبلة صغيرة والأصناج وينشدون المدائح النبوية الشريفة.
    و يعود تاريخ النوبة إلى ذكرى تحرير بيت المقدس على يد صلاح الدين الأيوبي ويصادف هذا الموعد يوم الخميس الذي يسبق عيد الفصح حسب التقويم الشرقي . يومها انطلق موكب الاحتفال بالنصر على الصليبيين من بيت المقدس باتجاه المدن السورية . وكان الملك المجاهد اسد الدين شيركوه ابن أخت صلاح الدين الأيوبي ملكا على حمص وهو الذي نشر احتفالات الفرح بالنصر وحملها إلى حمص . وترسخت استعراضات النوبة في مدن الشرق العربي الا أن حمص ظلت أكثر هذه المدن تواصلا مع هذه الذكرى.
    وفي العهد العثماني شجع العثمانيون الطرق الصوفية وساعدوا المشايخ على إنشاء مراكز زوايا من أجل تنشيط النوبات وزيادة تقربهم من الناس شريطة عدم التعاطي في السياسة . وأصبح المريدون يجتمعون عند شيخ الطريقة كل يوم خميس بعد العشاء ويقضون ليلة الجمعة في ركنه زاويته للتمرن وإحياء الذكر ويتلقون دروسا في الآداب العامة والأخلاق وفي الدين ومعاملة الناس والصدق.
    وكان سكان سورية من كل المحافظات والمدن يأتون إلى حمص للمشاركة فيه كما كان يزورها في خميس المشايخ أشقاء من لبنان وفلسطين والأردن. وكان له فضل كبير لناحية بيع الحلويات والبضائع الحمصية ونشر البهجة في النفوس. ودرج الاحتفال في اليوم الأول على انطلاق موكب المشايخ راكبين خيولهم وأمامهم النوبة المؤلفة من المريدين على قرع الطبول والمزاهر ويرددون المدائح النبوية والأذكار ويتقدم شيخ الطريقة النوبة الخاصة به على ظهر بغلة تسير بهدوء مخترقة جموع المؤمنين الذين ينبطحون أمامها مخترقين أبواب المدينة السبعة مبتدئين من باب الدريب إلى باب التركمان فالباب المسدود وباب هود باتجاه باب السوق ومن إلى باب تدمر نحو جامع خالد بن الوليد . وأثناء اختراقهم المدينة لاينسون المرور من أمام باب المتصرف بأمور المدينة الذي لايبخل بصرة من المال على شيخ الطريقة والا فان البغلة تحرن حتى يأمرها راكبها بالمسير. وفي اليوم الثاني الجمعة يصلون الظهر ويذهبون بموكب إلى قرية بابا عمرو لزيارة ضريح البطل عمرو بن معد يكرب الزبيدي وهناك ينتهي الموكب.
    ويذكر كتاب حمص دراسة وثائقية ج1

    تأليف:محمود عمر السباعي و نعيم سليم زهراوي حول خميس المشايخ ما يلي :
    أما في حمص فلا نجد له أثراً في ما كتب عنها من قبل القرن التاسع عشر , وحتى في يوميات محمد المكي ابن الخانقاه , وهي تتضمن أحداث السنين من ( 1100- 1135 هـ ) (1688- 1722م ) , لانجد ذكراً لخميس المشايخ وفي السنوات السبع الأولى لايذكر أيضاً ( عيد الفصح ) وفي أحداث (1108 هـ) يذكر ما يلي :
    (( وصار أول نيسان نهار الخميس , وحكم كفر النصارى نهار الأحد في أثنين وعشرين يوماً خلت من رمضان , وفي حساب الرومي في أربعة أيّام خلت من شهر نيسان )).
    ولا يأتي على ذكر العيد حتى عام ( 1113 هـ ) فيذكر في أواخرها (( كان أول شهر نيسان نهار الأربعاء )), وصار خميس البيض في ثاني يوم منه .
    إلا أنه يورد خبراً عن نزهة قام بها المشايخ في أخبار سنة 1122هـ (( وقبله بيومين , نهار الخميس طلعت المشايخ الجندلية وفقراؤهم إلى سيدنا خالد ,وطلع الشيخ عبد القدّوس إلى جهة العاصي , ونزلوا بعد العصر , فالجندلية راحوا إلى عند سيّدنا جعفر الطيار رضي الله عنه , وعبد القدّوس نزل إلى المدينة , وركّب ابن السيد داود القّصاب الغرس وأمره أن يدوس على ظهور الرجال , وهم مبطحين على وجوههم وهو يثور ويصيح يا شيخاه , ولم يعلم بالحال إلى من له المرجع والمآل وكان قد مضى من شهر نيسان ستة أيام ومن شهر صفر الخير عشرة أيام)) والعبارة قبل الأخيرة من الكاتب تدل على أن بعض الرجال قد تأذوا.
    وفي أحداث شهر جمادى الأولى من العام ( 1130هـ) يشير إلى مجيئ عيد الفصح كعادته وكذلك في العام ( 1131هـ) , وآخر ما يرد في مخطوطة محمد المكي ابن الخانقاه من ذكر لعيد الفصح عندما يتكلم على أحداث جمادى الثانية ( 1132هـ ) , فيقول : ((وطلوع المشايخ إلى بابا عمرو وإلى جعفر الطيار)) ولا يذكر تاريخ اليوم ولا كيفية خروجهم .
    ومن هنا يتضح أنّ خميس المشايخ لا وجود له في النصف الثاني من القرن السابع عشر ولا في القرن الثامن عشر الميلادي إذ كانوا يجتمعون في مساء السبت ليلة عيد الفصح لتلاوة الأوراد وإقامة الذكر في جامع الفضائل .

    نهاية احتفال خميس المشايخ
    بدأ المهرجان بالضعف والتناقص قبيل منتصف القرن العشرين تقريبا ومر في مراحل ضمور و توقف كما حدث أثناء الحرب العالمية الاولى حيث توقف الاحتفال من سنة 1914 حتى سنة 1918 و ذلك بسبب ظروف الحرب و استأنف بعدها حتى موسم 1948 إذ تمت محاولة افشال الاحتفال من الشيخين عبد الله جندل و سعد الدين الجباوي لاعتباره بدعةً من البدع .فلم يخرج فيه في ذلك العام إلا بعض خلفاء المشايخ وبشكل بسيط محدود ولم يعودوا إليها بعد ذلك أبداً
    و قد أوقف الاحتفال بخميس المشايخ نهائياً عام 1954 من قبل الرئيس الشيشكلي و ذلك بضغوط من مصطفى السباعي و الحزب الشيوعي السوري وبذلك تكون حمص قد أسدلت الستار على أعظم مهرجان شعبي وموسم اقتصادي خاص بها

    ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

    مصادر :
    حمص دراسة وثائقية ج1 تأليف: محمود عمر السباعي و نعيم سليم زهراوي
    ehoms
    وكالة سانا

Working...
X