Announcement

Collapse
No announcement yet.

تركيا... نعوة للرجل المريض...!!! بقلم محمد عيسى

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • تركيا... نعوة للرجل المريض...!!! بقلم محمد عيسى

    نعوة للرجل المريض



    عرفت الدولة التركية في القاموس السياسي الدولي بالرجل المريض وقد هيمن هذا المصطلح على جملة القضايا السياسية المتعلقة بتركيا خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين.
    والمتتبع للتاريخ التركي خلال القرنين الماضيين سيلاحظ ببساطة أن السياسات التركية التي تستند إلى ارث من العنجهية التي كونتها انتصارات سهلة كانت نتيجة لظروف تاريخية أكثر من كونها عبقرية تركية كانت نتيجتها تكوين إمبراطورية تركية بالاستناد إلى قبيلة تركمانية هاجرت من أواسط آسيا لتسيطر بعدها على مساحات واسعة في أوروبا و الوطن العربي ناشرة حضارة عرفت تاريخيا بحضارة الخازوق لأنه الاختراع الوحيد المنسوب إليهم.
    والمتتبع للتاريخ أيضا يلاحظ أن تركيا لم تحصد في كل حروبها خلال القرنيين المنصرمين سوى الهزائم المتلاحقة والتي كانت في كل مرة تنقص حجم الدولة التركية وتفقدها أجزاء من جغرافيتها.
    إذن الحماقة مكون أساسي لمجمل السياسات التركية في الماضي ولن يستطيع اي حكيم ان يقول أن تحولا ما حدث في هذا المسار في الوقت الراهن, والمتتبع لسياسات تركيا الراهنة سوف يصدم من سطوع هذه الحقيقة وسيرى كيف أن . الحماقات السياسية التركية استطاعت أن تحشد في أشهر تجمعا كبيرا من الأعداء على كل حدودها.
    ففي الجنوب سوريا والعراق وهما البوابة التركية إلى الخليج وإفريقيا قد تم إغلاقهما وليس الحال أفضل منه في الشرق حيث تم استعداء إيران وحليفتها أذربيجان من خلال نشر أجزاء
    من منظومة الدرع الصاروخي على حدودهما ناهيك عن العداء التاريخي مع أرمينيا.
    أما بالنسبة إلى روسيا فقد استشاط الروس غضبا وهم يرون توهج الحلم الإمبراطوري لدى العثمانيين الجدد وما يعنيه هذا من خطر يهدد الكيان الروسي من خلال الجاليات التركمانية في أجزاء من روسيا الاتحادية إضافة للتهديد الأكيد المتمثل في الدرع الصاروخي وفي الغرب حيث الأعداء المتمثلين باليونان وبلغاريا وقبرص.
    هكذا تبدو سياسة صفر مشاكل التركية وفق . منطق الحماقة التركية تعني صفر أصدقاء وفق منطق العقل, إن سياسة كسب الأعداء .الخارجيين لم تكن الانجاز الوحيد للعثمانيين الجدد بل استطاعت أن تعمق التناقضات الداخلية إلى حد الانفجار.
    فهناك المسالة الكردية التي أخذت بعدا آخر مع عود الأعمال العسكرية إلى الواجهة وحدة التناقضات الاجتماعية أصبحت تنذر بحريق اجتماعي قد يودي إلى جحيم حرب أهلية ليس اقل من نتائجها التقسيم الأكيد لتركيا.
    لقد كنا أول من تنبأ بتفكيك تركيا إلى دولة تركمانية في الأناضول ودولة عربية في الجنوب الغربي تنضم لاحقا إلى سوريا ودولة أرمينية تنضم إلى أرمينيا ودولة كردية في جنوب شرق تركيا أما في الغرب فستقوم أزمير ومناطق جنوب غرب تركيا بالانفصال لتتحد مع اليونان وقد تتحرك بلغاريا لاحتلال الأقاليم البلغارية المحتلة في القسم الأوربي.
    لعل الذين يقرؤون هذا المقال ترتسم على وجوههم ابتسامة عريضة قائلين ما . هذا التسطح الفكري الذي تريد أن تقنعنا به ولماذا تصر على أن تنفخ في أذهاننا وهما .ستبخره الوقائع القادمة وتركيا دولة قوية وهي عضو في الأطلسي ولن يجرؤ احد على الاقتراب منها.
    صحيح أن تركيا عضو في الأطلسي ولكن فاتكم أن أوربا لا تريد تركيا القوية على حدودها والحلف السوري الإيراني العراقي وبمظلة روسية صينية هذه المرة سوف يحاصر تركيا في الأيام والأشهر القادمة وحدة التناقضات الداخلية سوف تتأجج مع الأيام الأولى للحصار فانتظروا وسيأتيك بالأخبار من لم تزود.

    بقلم محمد عيسى


    Photographs - Logos - Webs -
    Advertisements

    00963-932767014
    [email protected]

Working...
X