Announcement

Collapse
No announcement yet.

لكل العروبيون والقوميون في هذا الوطن ... للأديب السوري "مالك نصر"

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • لكل العروبيون والقوميون في هذا الوطن ... للأديب السوري "مالك نصر"


    سورية في ظل المؤامرة
    لكل العروبيون والقوميون في هذا الوطن
    نداء وتوضيح، وإبانة لحقيقة شعب سوري نبيل مقاوم وصامد، يطلقه الأديب السوري "مالك نصر" لكل العروبيون والقوميون في هذا الوطن... يكشف من خلال إيضاحاته المؤامرة العدوانية على سورية، وما ألمّ ببعض الدول العربية الأخرى، والانحطاط الذي لحق بالوطن العربي جراء انصياع بعض حكامه والأنظمة البائدة فيه، لقيادات خارجية غربية مغرضة هدفها التشويه والسيطرة والتخريب.
    يقول "نصر" في نصه:
    إلى جميع العربيون والقوميون الشرفاء في هذا الوطن العربي على مدى نصف قرن، أقول لكم: أن معظم الأنظمة العربية تسلك حتى الآن دروباً متعرجة، صعوداً وهبوطاً، انتصاراً وانكساراً أملاً وإحباطاً، وجراء ذلك لم تأخذ المسيرة العربية شكل الخط المستقيم، ولم تكن النتائج تتناسب أبداً مع مقومات التقدم...
    من هنا فإن سنوات الأمل التي أعقبت إنشاء جماعة الدول العربية لم تكن توحي أبداً بأن هزيمة قاسية تنتظر الوطن العربي عام 1948 وسنوات الانحطاط والإحباط التي أعقبت هذه الهزيمة النكراء لم تكن أبداً توحي بأن الوطن العربي سيبعث من جديد على يد ثورة يوليو المصرية عام 1952 ويصل إلى ذرى عالية عام 1956، ولم يتوقع أحد قط ممن شهد أعظم لحظات المد القومي في مرحلة ما بعد السويس أن تلحق بالوطن العربي عام 1967 هزيمة أشد وأقسى من تلك التي لحقت به من قبل عام 1948، ولا كان بوسعه أن يتنبأ في سنوات الهوان التي عاشها بعد تلك الهزيمة بأن فرحة الانتصار تنتظره عام 1973 بقيادة المناضل الخالد حافظ الأسد رحمه الله عليه وعلى الذين عاشوا سنوات الفخار التي أعقبت أيضاً حرب أكتوبر العظيمة يصعب عليهم أن يصدقوا ما جرى للوطن العربي بعدها.
    فهل معنى ذلك أن الوطن العربي محكوم بقانون أبدي للتعاقب بين الهزيمة والانتصار؟ سؤال يطرح نفسه؟؟
    لو كان الأمر كذلك لأصبح من المؤكد أن ينهض الوطن العربي من جديد، وأن تولد لدينا قناعات تصل إلى درجة اليقين بأن مرحلة الانحطاط والتفكك التي يشهدها الوطن العربي حالياً ليست سوى مرحلة انتقالية وطارئة.
    لكن مع الأسف فإن دلائل كثيرة تشير إلى أن الوضع العربي يتردى بشكل مطرد منذ عقود، وأن اللحظات القليلة التي حاول فيها الوطن العربي أن يستجمع قواه لينطلق من جديد سرعان ما أجهضته تلك التغيرات قبل أن يتحرك، والواقع أن الوطن العربي لم يكن في يوم من الأيام في وضع أسوأ مما هو عليه اليوم، فحتى في مرحلة الاستعمار، المباشر كانت هناك حركات وطنية وشعبية تجسد الأمل في الخلاص، وأما خلاصنا... متوقف على إنهاء الخيانات العربية والصفقات التجارية والمساعدات لإسرائيل وسفاراتها في بعض الدول العربية.
    الآن إن الحركات الجماهيرية في كل أرجاء الوطن العربي تعيش بدورها حالة تأزم عام على كافة الأصعدة... إما بسبب تناقضاتها الداخلية، و عدم وضوح للبعض أبعاد الأوضاع الطارئة أمامها أو بسبب الحصار الرسمي المفروض حولها من بعض الحكام العرب، ومن الغرب الطامع في تغييرها بمصطلحاتهم عن الديمقراطية والحرية الزائفة.
    لذلك يبدو الوطن العربي وكأنه يتجه حتماً نحو المزيد من التدهور، ويكفي أن نلقي نظرة سريعة على أحواله تلك، لنصل إلى نتائج منهجيّة أعداء الوطن العربي.
    فالشعوب العربية كلها تبدو في حالة حرب أهلية ولكن بدرجات مختلفة وبأشكال مختلفة أيضاً في ليبيا ومصر واليمن والسودان والصومال وبعض الدول الأخرى، باستثناء الشعب العربي السوري المقاوم، الصامد بقيادة الرجل السياسي الحكيم، الرئيس "بشار الأسد".
    لقد وصل الاختراق الخارجي إلى عظام الوطن العربي، فلم تكتفي الجيوش والأساطيل الغربية باستباحة الأرض والمياه الإقليمية العربية وخاصة البترول العربي، ولكن أدوات الاختراق الحقيقية وصلت إلى المصانع والمزارع والمنازل ثم العقول الحاكمة في دول الخليج العربي المجاورة لم تعد تخفي أطماعها في الأرض العربية، وليت الأمر يقتصر على إسرائيل التي لا تزال تحتل الجولان السورية وشريطاً حدودياً في لبنان الشقيق، فتركيا تحاول أن تستبيح الأراضي العراقية وتهدد سورية مع دول الخليج التي أصبحت محور الشر الغادر، وتتوسع المؤامرة أكثر فأكثر، وحتى مجلس الانتقال الليبي يهدد بالسلاح. وأقول لهم: «أن هؤلاء القلة القليلة، الرجعيون اللذين يحكمون شعوبهم ولا يمثلوهم بل يمثلون من يدعمهم إسرائيل وأميركا».
    أقول لهم: «أيها الرافضون للعروبة المختبئون تحت عباءاتهم بزي عربي، تجاهلتم عمداً حقيقة أصولكم... من أين جئتم ومن الذي نصبكم في وطننا العربي؟.
    أيها الرافضون للعروبة تحت ستار الإسلام، تجاهلتم عمداً حقيقة وحدة الشعوب الإسلامية، وحدة العالم الإسلامي، وحدة الأمة الإسلامية، وعملتم على تفكيك وحدتهم.
    أيها المتطرفون المقنعون... أضعفتم جسد الوطن العربي، وجعلتموه في علل وأمراض مزمنة ألمت به، والتي تسبب إهمالها لفترات طويلة في إضعاف قدرة النظام العربي على المقاومة».
    أقول لكم: «لا ولن تستطيعوا لأن شعوب الدول العربية إسلامية، وهي التي حملت وحمت الدعوة الإسلامية، أقول لكم بالعروبة وبالمقاومة وحدها نتجه نحو وحدة العالم الإسلامي الكبير وإن لكم يكن على مستوى وحدة الصف، فعلى الأمل وعلى مستوى وحدة الهدف، وهدفنا الآن لن نسمح لأحد أن يعطي لأميركا الذريعة وجعلها تتمادى أكثير في سياساتها المبنية على المشروع الإسرائيلي، الشرق الأوسط الجديد "سايكس بيكو الجديد" المرفوض قديماً وحالياً.
    واعلموا أيها الفارون من وجه العدالة في سورية الجالسون في قاعاتهم المسمومة بالحقد والكراهية ما يسمونكم المعارضون وأنتم الوهميين، وليس معارضين شرفاء، أنتم معترضين وهميين في مجالسكم الانتقالية الواهية تفكرون بمصالحكم الشخصية وأنتم في أيدي الأعداء آداة لذلك.
    وجوهكم المغطاة بأقنعة الزيف، قراراتكم هي صفحات وأوراق هامشية كانت مختبئة تحت بذلاتكم التركية والفرنسية، والكرافات الأميركية الفاخرة التي تجعلكم في وقار كاذب أوروبي أنتم جحاش تجرها أيادي ملطخة بدماء الشهداء الأبرار.
    أنتم تدنسون أرضنا المقدسة، فحراماً أن تطأ أقدامكم هذه الأرض، ولسوف تحصدون ما زرعتم أنتم والضالين المسعورين في سراديب وشوارع وأزقة سورية الآمنة، تمدون إيديكم إليهم كالمتسولين الضعفاء، فاشهدوا إفلاس شركاتهم ومؤسساتهم وأنتم تنظرون أن تغسلوا ماء وجوهكم.
    العالم يدرك عندما اكتشف "كريستوف كولومبس" جزر سموها أميركا فيما بعد وعلم بها أغنياء اليهود في ذلك العصر في جميع أصقاع الأرض ذهبوا إليها واستولوا عليها وهجّروا أهلها الأصليين، وحكموا كالقراصنة، وامتدت قرصنتهم إلى يومنا هذا.
    إنهم شعوب مركبة ثلاثية الأبعاد أجناس غير متجانسة، وإنما نحن شعوب لها تاريخ لا يموت منذ الأزل، فسورية مهد الحضارات السماوية، وهم مرحلة سوف تنتهي أو بدأت تنتهي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Working...
X