Announcement

Collapse
No announcement yet.

لا تثيروا مقت الله

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • لا تثيروا مقت الله

    تم نشرها بصحيفة وطنية بتاريخ 31/11/2011

    لا تثيروا مقت الله

    {** كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ** صدق الله العليّ العظيم }
    أبتدئ بتحيـّة الشاعر العربي الكبير " مظفـّر النـّوّاب " لأقتطع مقطعاً من قصيدة له يقول: ( قتلتنا الرِّدّهْ أن الواحد منـّا يحمل في الدّاخل ضدَّهْ) أخشى أن هذا صحيحاً وقد أعاني وكثيرون ( بشكل أو بآخر )من هذا الفصام أو الازدواجية أو على الأصح هذا التـّناقض ، وقد لا يعود الأمر لقصد نتعمّده أو لمأرب نتطلـّع لتحقيقه إنـّما قد يكون السبب في ذلك تنطـّحنا لما لا نؤمن به ، أو لما لا نحيط تماماً بحدوده أوما يؤدّي إليه أو قد نجد في أنفسنا ما لا يكون أصلاً فنستعرض عضلاتنا المعرفيـّة أو نستعير ما لا نحسن خوض غماره 0 لا أريد هنا تكرار نفسي ولا اجترار ما سبق لي وان كتبته وإن كان على قدر كبير من الصّحـّة ، إنـّما لتأكيد ما أجده ضرورة ملحـّة 0 سبق لي وأن حذّرت سابقاً من مؤثـّرات ثقافيـّة { مفتعلة ومدروسة ومدسوسة بعناية } وهي هدّامة فقد تغلغلت في ثقافتنا لتصبح منهجية ننتهجها لتقويض دعائمنا وتمزيق وشائجنا وهتك مبادئنا وكأنـّنا بهذا نخدم الأعداء بما لم يجهـّزوا له قوافلاً ولم يعدّوا جحافلاً ، ـ مين ما أخد إمـّي بـْقلـّو عمـّي ـ خربت عمرت راحت رجعت حادت عن ضهري بسيطه ـ وآلاف الأمثلة التي من شأنها اندثار القيم وإضعاف الهمم لنصبح ضروباً من الغنم 0 أذكر أثناء أحداث لبنان المفتعلة ( أمريكيـّاً ) أن قابلت أحد المسلـّحين المنخرطين في حزب لبنانيّ وقد حمل بندقيـّة قنـّاصة / M16 / * وهي للإشارة أمريكيـّة الصـّنع * فسألته : [ أنت تتبع هذا الحزب وتحمل سلاحه فما هي أهدافكم وما الذي تطمحون لتحقيقه ..؟؟ ] ، أجابني باستهزاء بيـّن : [ ولي خيـّي شو أهداف وشو طموحات مش فارقـَه معي بيقولولي قوِّص بـْقوِّص وبآخر الشهر في 300 دولار وهادا المهم .... ] 0 للأسف تم تدمير لبنان وإفلاسه وإعادته عقوداً للوراء ليبقى مرتهناً ولا قائمة له إلاّ أن احتضنته سورية بقيادتها وجيشها وشعبها 00 وأنظر الآن متفرّساً لعلـّي أفهم أو أتفهـّم على أقلّ اعتبار ماذا يريد أولئك الذين يخرجون على غير هدى مطالبين بما لا يدركون به معرفة ومنهم من حمل السـّلاح ولا يعرف عن أيّ شيء يدافع ليصل الأمر ببعضهم حدّ القتل والتـخريب والإحراق وإغراق البلاد والعباد في أتون الأحقاد الهمجيـّة وقد لا يدرك هؤلاء أنهم يرتكبون بأفعالهم ما لن تـُحمد عواقبه ممـّا سينعكس عليهم هم أنفسهم شرّاً وبؤساً وضعفاً وارتهاناً لقوى العولمة التـّلموديـّة تحت قناع الحريـّة والدّيمقراطيـّة التي لا تـُراعى حرماتـُها في بلاد تلك القوى البغيضة حتى يرعوها أو يـُراعوها في غير بلادهم ..!! بعودة إلى العنوان أرى أن كثيراً ممـّن يتشدّقون بمطالبات فضائيـّة استعراضية يقولون القول ونقيضه معاً فلا يحملون مبادئاً ولا يمتلكون رؤى على أيّ من الأصعدة ـ سياسيـّاً ـ اقتصاديـّاً ـ اجتماعيـّاً ـ فكريـّاً ..... فهذا يطالب بدولة مدنيـّة وفي نفس الوقت يدعم تيـّارات فئويـّة وتكفيريـّة وذاك يطالب بالحرية وقد ارتمى بأحضان قوى كانت ولا زالت استعماريـّة استبداديـّة تدعم وتدافع عن كيان عنصريّ صهيونيّ غاصب يبتعد عن الحريـّة بعد الشمس عن الأرض ولا تزال تلك القوى محتلـّة العراق وأفغانستان بشكل مباشر وتحتلّ بشكل غير مباشر وبهيمنة سافرة ممالك وإمارات ودولاً عربيـّة وغير عربيـّة والمؤسف أن يتمّ ذلك برضاء من الحكـّام وقد يكون بطلب صريح منهم ...!! ومن هؤلاء المستعرضين من يطالب بتعديل القانون والدستور في حين نجدهم فيه لا يفقهون لا بالقانون ولا الدستور شيئاً وقد أشاروا إلى مواد أو بنود هشـّة في حين جهلوا وجود ما يؤكـّد على ما يريدون إلغاءه دون دراية منهم بذلك ممـّا يدلّ بجلاء على أنّ مطالباتهم لا تتعدى كون الاحتجاج الاستعراضيّ لغاية الاحتجاج ولا تمتّ للإصلاح بأيـّة صلة ..!! وممـّا يثير السـّخرية اتـّهامهم النـّظام بعدم مراعاة أسس وقواعد الدّيمقراطيـّة ومطالبتهم بها في حين يعملون على الانفراد بالرّأي وصمّ آذانهم عن الآراء الأخرى واصفين أصحابها أنـّهم أبواق للنـّظام وكأنّ من يدعم النـّظام لا رأي ولا إرادة له ..!! يا أخي : أحبّ أو لا أحبّ هذه قضيـّة أمـّا أدعم او لا أدعم أوأؤيـّد أم لا أؤيـّد فهذا شأن آخر فأنا أحبّ وطني وأشقائي في هذا الوطن وكلّ ما يصبّ في ذلك من ثبات على المبادئ وتأكيد على الأهداف وحرص على الثـّوابت ودفاع عن الحقوق واستماتة في سبيل القيم والكرامة إذن أنا أفعل وأدعم وأؤيـّد كل ما من شأنه تعزيز هذا الحبّ وتكريسه وديمومة بقائه فقد لا أحبّ على المستوى الشـّخصيّ إنـّما بالمفهوم الشـّامل أشدّ على أيدي كلّ من يحرص على وجودي كمواطن كريم في وطن عزيز منيع وهنا أفصل ما بين الانتماء الضـّيـّق والانتماء الفسيح الأوسع مغيـّباً بذلك المصلحة الفرديـّة أو الفئويـّة في سبيل تحقيق المصالح الجمعيـّة الكبرى التي تعزّز مكانة الوطن ومنها مكانة المواطنين من أبنائه 0
    مؤسف وجود من يطالب بالتحرّر ويسعى لتحقيقه مكبـّلاً نفسه بسلاسل التـّبعيـّة للأهواء والغرائز والأطماع مستعيناً بمن لا يريدون أصلاً لوطنه وانتماءاته أيـّاً كانت بقاءً أو صلاحاً أو وجودا ...!!0
    تحت العنوان تمكن لي الاستفاضة والإطالة إنـّما أكتفي بما يقلّ لعلـّه يدلّ 0
    =[email protected] = 5702882-0932 = 2775220-031 = تشــ22/2011ــرين أوّل = = عبـّاس سليمان علي =

Working...
X