Announcement

Collapse
No announcement yet.

بتأبين الدكتور ( عبد الكريم الأشتر ) آثار باقية و سيرة عطرة

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • بتأبين الدكتور ( عبد الكريم الأشتر ) آثار باقية و سيرة عطرة

    في حفل تأبين الدكتور: عبد الكريم الأشتر

    المشاركون

    العزاء بما تركه من آثار باقية و سيرة عطرة


    فادية مصارع
    منذ شهرين ونيف غادرنا أحد أبرز الأعلام في مجال الدراسات الأدبية واللغوية ، والنقد الأدبي وقامة علمية مرموقة أسهمت في التعليم الجامعي وتطوير البحث الأدبي . إكباراً لأعماله العلمية وتأكيداً لمقامه الرفيع أقام مجمع اللغة العربية حفل تأبين للكاتب والباحث الأديب الدكتور عبد الكريم الأشتر برعاية الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية .‏


    بدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تبعه عرض فيلم عن حياة وإبداع الدكتور الأشتر ، وألقيت كلمات عدة أشادت بمناقب الفقيد .‏
    عالم فاضل‏
    في كلمته بّين الدكتور المحاسني أن هذه المناسبة هي الثانية التي تملأ فيها أصداء لاسم الدكتور عبد الكريم الأشتر في أرجاء مجمع اللغة العربية اعترافاً بفضله ، وتأكيداً لمكانته العلمية الرفيعة، أما الأولى فقد كانت حين أجمع مجلس المجمع على انتخابه أول عضو شرف فيه ليّضم اسمه إلى الأسماء التي تميز أصحابها بصدق انتمائهم إلى الثقافة العربية وحرصهم على سلوك طرق جديدة تعيد العربية لغة عالمية لتغدو مؤهلة لحمل أعباء العلوم عامة ، والعلوم المدنية خاصة، وتحدث عن دراساته في الشأن اللغوي التي كان لها بعد نضالي، وتطرق إلى إبداعاته في مجال الأدب فرأى أنها سياج يحول دون الانجراف وراء ما نراه من زهو طاغ بالموروث القديم الذي يصل إلى حد تقديسه، فحري بنا أن ندرك أن عصرنا بحاجة إلى قواعد يعتمدها لفهم هذا الموروث فهماً يسوغ إعجابنا به بعد أن تتوضح لنا قيمته الحقيقية وأشار إلى أن استذكار أعمال الأديب الكبير في مثل هذه المناسبة يضيف الكثير إلى عراقة المجتمع إذ إنها ستضم إلى آثار متميزة تركها مؤسسوه .‏
    قامة علمية سامقة‏
    بدوره الدكتور عامر مارديني رئيس جامعة دمشق، تحدث عن د الأشتر كأستاذ جامعي وقامة علمية أسهمت في التعليم الجامعي، وتطوير البحث الأدبي فقد كتب وألف في مجموعة من القضايا التي تتعلق بالأدب العربي قديمة وحديثه وبفنونه المختلفة، فالأشتر لم يكن أستاذاً جامعياً في جامعة دمشق فقط، وإنما جامعات عربية أخرى مارس التدريس فيها، منها : جامعة وهران في الجزائر، وجامعة الإمارات العربية، وأشار د مارديني إلى أن المؤبن يعد نموذجاً رائعاً للأستاذ والأديب الموسوعي المتنور المتفتح المتواصل مع المحيط، وبرحيله خسرت الساحة الثقافية والأكاديمية علماً من الأعلام الذين قدموا للمجتمع أجلّ الخدمات في العلم والمعرفة، وهو رمز تسلل بخلقه وتواضعه إلى كل من عرفوه عياناً، أو من خلال نتاجه الثر ،فرأى كل من واصله وهج إنسانيته وعمق روحه، وأصالة قيمه.‏
    بصمات لا تمحى‏
    من جهته د عيسى العكوب ممثلاً جامعة حلب ألقى كلمة أكد فيها على أن احتفاءنا بالفقيد هو احتفاء بالفكر والأدب والمعرفة، كما أنها وفاء وإجلال من الأحياء لأصحاب المآثر والمنجزات حتى بعد رحيلهم وخاصة إذا كان التكريم من الجامعة لأحد أساتذتها إذ إنه يعبر عن إحساس بحق معلوم أملاه عطاء علمي وتربوي أعز مواطنين صالحين محبين لوطنهم، متمكنين من أدوات تطويره والارتقاء به إلى حيث القوة والمنعة والفعل الخلاق المبدع ، فالمرحوم الأشتر شمل فيض عطائه الكثيرين من طلبة العلم في جامعة حلب في الدراسة الجامعية الأولى ، وفي الدراسات العليا في قسم اللغة العربية، وفي ترقيات أعضاء الهيئة التدريسية، وشكر العكوب باسم جامعة حلب على مبادرته لإقامة مثل هذا الحفل الذي جاء تقديراً لخدمة اللغة العربية وإعلاء كلمتها وارتقاء شأنها.‏
    الأخ والصديق‏
    أما د. الصديق مازن مبارك فقد كان يعد للراحل كلمة يلقيها في حفل استقبال لعضوية الشرف التي رشحه المجمع لها لكن الموت كان أقرب إليه ، وكانت الكلمة للوداع إذ مضى وجعل اللقاء فراقاً والاستقبال وداعاً، وتحدث المبارك عن الصحبة التي جمعته بالدكتور الأشتر ، وعاصم البيطار ، وكان أول اللقاء على باب دار المعلمين العليا بجامعة دمشق 1948، إذ كان الثلاثة لا يفترقون إلا ليلتقوا ، لكن سهم الفراق توجه نحوهم ففرقهم وشتت شملهم ليبقى وحيداً لا رجاء له بلقاء .. أمد الله بعمر الدكتور المبارك‏
    الأب والمعلم‏
    وكان لطلاب الراحل الكبير مشاركة في تأبينه ممثلين بالدكتورة ماجدة حمود ، التي رأت أنه استطاع أن يجسد أثناء تدريسه صوت الأبوة الحانية وصوت المعلم المعطاء الذي حمل هم الوطن حتى فتك بقلبه ، وكان المعلم والاستاذ والأب الروحي، جعل من التعليم رسالة في الحياة إذ كان يلقي محاضراته في قلبه وعقله معاً كي يربي النفوس والعقول .‏
    كان مهموماً بوحدة الأمة، وسعى عبرمؤلفاته إلى التقريب بين المذاهب ويشهد على ذلك كتاب « الملتقى»، كما سعى إلى التقريب بين المسلمين والمسيحيين في كتاب «أوراق مهجرية» كافح من أجل العلم ورفعة الإنسان والوطن ،وتمنت الدكتورة ماجدة أن تتعلم وأبناء جيلها من استاذها اتساع الأفق للتعلم من الصغير والكبير ، وهو الذي كان يأخذ رأي تلاميذته فيما يكتب .‏
    وختم الحفل بكلمة لآل الراحل الكبير د.عبد الكريم الأشتر ألقاها نجله الطبيب محمد وضمنها بعضاً مما كان يقول :‏
    إننا مسؤولون أمام أنفسنا قبل كل شيء‏
    مسؤولون أمام التاريخ الذي كتبه لنا آباؤنا‏
    مسؤولون أمام أجيالنا القادمة‏
    أما التبعة أمام الله فمتروكة للضمير .‏
Working...
X