Announcement

Collapse
No announcement yet.

كيف نعيش المستقبل فيزيولوجياً وكأنه قائم الآن - إعداد المحامي : بسام المعراوي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • كيف نعيش المستقبل فيزيولوجياً وكأنه قائم الآن - إعداد المحامي : بسام المعراوي

    كيف نعيش المستقبل فيزيولوجياً وكأنه قائم الآن
    إعداد المحامي : بسام المعراوي
    1- أحط كيانك الشخصي الحميم ( غرفتك أو بيتك ) بمظاهر تزاوج بين الواقع القائم والواقع المنتظر قيامه ، كيف يمكن أن يكون شكل سريرك ، غرفتك ، لون الجدران ، تقاليد وطقوس النوم واليقظة فيما لو إنك غدوت هذا الذي تريد .
    الصور المعلقة على الجدران ، صور مستقبلية واقعية أو متخيلة لكن في كل الأحوال جد لصورتك الشخصية مكاناً لتلصقها في صميم الصورة ، أكتب أسمك في كل مكان وبأجمل الألوان ضمن الإطار المستقبلي الذي تريده وأمنحه دوماً المتابعة والانتباه اليقظ .
    ما لا تملك له الإمكانية المادية أو لا تجد له نضيراً أعمد إلى تحويره أو أشتريه من باعة الأنتيك أو أكتفي على الأقل بالصور التي تملاً بها المكان .
    عش هذا الواقع غالباً مع نفسك وحذار أن تفضحه لمن لا يفهم أو تدعه يفضحك في الوقت غير المناسب .
    جميع هذا عزيزي القارئ سيعزز بقوة من إيمانك الشخصي أنت ذاتك في هذا الذي تريد أن تكونه ويعزز روح الضبط عندك فلا تسرف على نفسك في المال والوقت والجهد في ما لا طائل منه وأنت بعد لم تصل إلى الحلم الجميل .
    2- كيف تكون لغتك مع الناس أو مع نفسك فيما لو إنك صرت هذا الذي تريده أو امتلكت هذا الذي تريده ؟
    مارسها الآن ...تحدث بلغة المنتصر ، حرك يديك وقدميك وأنت مفعم بالإحساس بأنك قد وصلت إلى الهدف ، تنفس بثقة وتؤدة ، أسترخي فأنت منتصر ، أهمس بشفافية المنتصر الواثق من ثرائه الأسطوري ، كُل كما يفعل العظماء ، تذوق بشغف وكأنك بلا همٍ ولا غم ،
    عش ربيع انتصارك ولو قبل أوانه الحقيقي بعشرة أعوام .
    حسناً ...الموفقون مثلك ، كائناً ما اتجاهك الذي تروم ، أين يذهبون ، أين يجتمعون ، ماذا يفعلون في أوقات فراغهم ، أي الكتب يقرؤون ، أي الأندية الرياضية أو الفنية أو الاجتماعية يزورن ، أفعل ما يفعلون ولو في مرات أقل حسب إمكاناتك ، ثم أدنو منهم فأنت أصلاً منهم ( في أهم ما هم فيه وهو الحقيقة الذهنية ) ، لا تتردد ولا تتهيب فأنت لست غريب عنهم وهم ليسوا أفضل منك أبداً ...!
    متى أهتز إيمانك عد إلى أجوائك الذاتية الأثيرة وواصل شحن نفسك بجرعة إضافية من المرئيات والصور والحوار الداخلي بلغة العظماء .
    لا تخف من أن تضطرب علاقتك بالواقع ، لا لن يحصل ذلك صدقني ، ستضل أصلاً في هذا الواقع فقط بأن تزاوجه بمستقبلٍ جميل يضفي عليه ألواناً أعذب وأقل عتمة من ألوانه الحقيقية
    لا عليك إذا ما أفلت منك ما يثير استهزاء الآخرين ، لا بأس هذا سينفحك مزيداً من التحدي في الوصول إلى ما تريد ، إنما يحبذ أن تحافظ على خيط مرئي يفصل بين الواقع والمستقبل .
    الأهداف عزيزي القارئ ، كما البذرة في كف الزارع ، تحمل أصلاً ثمرتها في جوفها حتى قبل أن تودع التراب برفق ، إنما ما يميز بذرة الهدف أنها يمكن أن تقطف بوقت أبكر من ثمرة التفاح أو الطماطم ، إذا ما أحسن الزارع استنباتها أو بث نسخٍ ٍ منها في أكثر من زمان ومكان .
    بدءاً في الذهن ومن ثم في الواقع المعاش ذاته وأخيراً في فضاءات الكون عامة مع اعتماد كل أدوات التحاور مع تلك القوة الكونية السامية العظمى التي تمثل جوهر الخلق ومنبع الفيوض ، الله أو براهما أو يهوه أو يسوع أو الأب ، أو سمه ما شئت فهو يحتوي كل الأسماء ولا يحتويه شيء البتة ...!
    حسناً ...تخشى المغامرة أليس كذلك ...؟
    مغامرة أن تستنزف هذا القليل الذي لديك على حُلمٍ لما يزل قصياً ...!
    أنا لا أدعوك عزيزي القارئ لأن تنفح كل ما في جيبك لأول شحاذ تصادفه على الرصيف ، لمجرد أنك تريد أن تعيش عقلية المليونير منذ اللحظة ...! ، أبداً وحتى المليونير ذاته لا يفعل هذا ، إذ هو لا يضع أمواله في الأكياس المثقوبة وإلا لما أضحى مليونيراً .
    إنما أن تتصرف منذ اللحظة بعقلية هذا الذي تحلم أن تكونه وبالذات في صفحاتها الإيجابية الجميلة والتي أوصلته إلى هذا الذي وصله .
    ثم يحبذ أن تعتمد كتمان السر فلا تكشف أوراقك عامداً لكل من هبّ ودبّ فمثل هذا لا يفعله الناجحون المتميزون حقاً ، وإن فعلته فأنت هنا لست واثقاً من نفسك وتريد أن ترمم فشلك بالإدعاء لا العمل الجاد .
    وأركز بالذات على الفيزيولوجيا :
    لقد ثبت علمياً وبما لا يقبل الشك أن من يعتدل في مشيته ويرفع كتفيه ويركز بصره في الأفق البعيد وبثبات و لوهلة قصيرة ، يتمكن في الحال من طرد الشعور بالخوف أو الكآبة أو التوتر الفيزيولوجيا تؤثر تأثيراً سريعاً نافذاً على المخ فينعكس ذلك على التصورات الداخلية فتتغير وبالتالي تتغير الحالة النفسية ، كذلك أن تغيرت التصورات الداخلية انعكست على الفيزيولوجيا والمخ فتغيرت أيضاً الحالة النفسية .
    إذن أمامك طريقين لا واحد أما أن تغير الوضع الجسماني أو التصوري ، فكيف لو غيرت الاثنين وهذا ما أسعى له.
    أذكر أننا كنا قرابة السبعة من الجند في وحدة مدفعية إبان الحرب ، كانت القذائف والصواريخ تنهال علينا كالمطر كلما حل الليل ، كنا في جحرٍ رديء التحصين وكانت القذيفة الصغيرة من الهاون كافية لذبحنا جميعاً .
    ستةٌ من السبعة كانوا في غاية الصحو ، كنا نلعب الدومينو و نتشاجر ونقهقه ، أما سابعنا فكان فتى صغيراً ، كان يقف في باب الملجأ ، وكلما دنى صفير القذيفة اختبأ خلف أكياس الرمل ، ماذا تفعل ...؟ هتفنا به ...!
    أريد أن أرى أين تسقط لأطمئن ...!
    ولكنك لن تراها يا فتى إلا حين تحيل جسمك إلى شظايا ...!
    مسكين كان غاية التوتر ولم تمر الليلة إلا و تشظى ...ليس من الهاون وإنما من التوتر ...لقد مات الفتى من الرعب بينما نحن نلعب الدومينو ...!
    لم نكن شجعان ولكننا كنا نراوغ التوتر بالإدعاء و انطلت اللعبة على المخ وعلى القدر ...!
    كل من عاش حرب الأعوام الثمانية يعرف كم من الآلاف سعوا للموت وفرّ منهم وكم من الآلاف جنّوا أو ماتوا بالسكتة القلبية .
    لا أقول أوهم نفسك بأنك وصلت إلى الهدف بل أقول أرتدي ثوب الهدف كما ترتدي العروس بذلة العرس قبل أن تذهب إلى حفل العرس .
    أغرسه غي عينيك ...في دمك...في قلبك...علق صوره على جدران غرفتك أو بيتك...أنظره في عيون الناس...في حجارة الطريق...أستنبته في كل مكان ...تخيل نفسك دوماً وأنت فيه
    أو ضمنه في كل مكان ومع كل إنسان .
    طيب ...لكن ألا يفسد هذا علي متعة واقعي أو لحظتي الراهنة...؟
    أقسم لو أنك أنت أو أنا عشت اللحظة الراهنة بكل كثافة لما احتجنا لأن نكتب هذا المقال ،لأن كثافة العيش في اللحظة الراهنة يمكن أن يكون مدخلاً رحباً للوصول إلى المستقبل ، ولكننا وللأسف لا نعيش اللحظة الراهنة بكثافة ...!
    نحن في واقع الحال نعيش أما في المستقبل ( وبشكل مشوه ) أو في الماضي ، وكلا هذين الزمنين غير واقعيين ، وتعاطينا معهما هو تعاطي اجتراري ، بمعنى أننا نجترهما اجترارا لنعاقب أنفسنا أو لنسليها ، من خلال ( حشيشة ) أحلام اليقظة أو الرغبة في تحقيق عدالة زائفة بتصفية حسابات الماضي بأسلحة الحاضر ( كما في صراعات السيخ والهندوس
    نحن عزيزي القارئ لا نعيش الحاضر ، لأن العقل ( لا الدماغ ) لا يعترف للأسف بهذا الزمن ، لأن المجتمع الذي ربى العقل ورعاه هو مجتمع يراوح بين الذكريات والأحلام ، أحباطات وحسابات وهزائم وانتصارات ماضية ورغبات وأحلام مستقبلية وكل عمل العقل هو اجترار هذا وذاك ليل نهار .
    إلا في القليل من وقتنا ، وأذن طالما أننا لا نعيش حقاً الحاضر بكل كثافته ، طيب لماذا لا أستدعي المستقبل وأزاوج مع الحاضر بقوة فأهزم الماضي لأنه لا يعود لدي وقت لاجتراره والتسلي أو تعذيب النفس بذكرياته ، وبنفس الوقت يتكاثف وعيي بالحاضر أذ هو يرتدي ثوب الحلم .
    إذا قال لي قائل ، طيب ماذا لو إني نقمت على بعض معطيات حاضري وأنا أعيش ألق المستقبل فنسفت بعض علاقاتي أو خربت بعض الحسن مما أملك في الحاضر مما هو موروثا من الماضي ؟
    حسناً ..إن كنت تتوقع أنك لو إنك بلغت المستقبل بشكل أوتوماتيكي تدريجي بجهدك الاعتيادي وانقلبت على بعض موروثات الماضي فمن الخير أن تنسفها في يومك هذا وبخسائر أقل مما لو إنك انتظرت بعض سنين أخرى أما أن رأيت أنك ستحتفظ بها مهما ارتقيت فلا خوف أذن من أن تعيش المستقبل وتكسيه ثوب الحاضر ...!
    أذكر حين كنت لما أزل بعدُ طفلاً ، كنت لا أكف عن تدوين أسماء كتب مزعومة أروم كتابتها ونشرها .
    أعرف أن الوقت كان باكراً جداً وما كان في هذا من ضرر ، لكن سطحية وعيي حينها دفعتني للوقوع في فخ سطحية الآخر الممثل للعقل الاجتماعي المادي الهزيل ...!
    قريب لي كنت أعتبره ناصحاً ، أريته بعض قصصي القصيرة وطرحت أمامه مقترح أسماء المجاميع التي أروم إنتاجها .
    حين قرأ القصة الأولى أنفجر ضاحكاً وأستل قلمه ليخط على كامل الصفحة كلمة ( سخيفة ) . لغاية يوم الله هذا وأنا في خمسيني ، تتلاًلئ في الذهن كلمة سخيفة كلما أنتفض في هذا الراغب في أن يرى كتبه مرصوصة على أرفف المكتبات .
    لقد ذبحني الغبي لا بارك الله فيه ..!
    لهذا أؤكد عش المستقبل الآن وحذار أن تكشف لأحد أوراقك .
    لماذا عزيزي القارئ تموت الأهداف الجميلة باكراً ، أو لماذا يتأخر موسم القطاف ...؟
    لأنها لا تملك لفح حرارة الواقع...أما أن تظل سابحةٍ في فضاء الذهن فلا تحسّها الحواس ولا تستشعرها المشاعر ولا يرتب الدماغ أوامره واقتراحاته للأنسجة والأعضاء والخلايا على أساس أنها ( تلك الأحلام ) جدية ، أو أن تظل نائمة بين الأوراق فلا ضوء نهار يصيبها ولا هواء نقي يتسلل إليها ...!
    لماذا لأنها في الحالين مؤجلة لأوان القطاف الذي لن يأتي أن لم نستنبتها في الحاضر .
    لا أنكر أن هناك أهداف لا مجال لحرق المراحل لها لأنها ترتبط بأرادات الآخرين أو أنظمة الدول وأعرافها ، كالدراسة الجامعية مثلاً أو نيل الدكتوراه .
    هذه ليست إرادة فردية لحبيبة تروم نيلها أو كرسي إدارة تسعى لانتزاعه أو حتى رئاسة دولة تروم الوصول له .
    لا ...ليس بمقدورك أن تنال المحاماة أو الصيدلة في عامين لكن بمقدورك أن تجزيء الهدف الأكبر إلى وحدات صغرى ، ثم تجزيء يومك ذاته إلى حصصٍ ثلاث ، الأولى أن تعيش الحلم النهائي فترى نفسك طبيباً أو محامياً والثاني أن تعيش صورتك وأنت تخرج من العام الأول بامتياز والثالثة أن تتيقظ وتنتبه لواقعك وفي جميع تلك الأحوال تعي الترابط الحميم بين الثلاثة وتقول لنفسك أنا ذاتي هنا في هذا الواقع بما هو عليه فبدونه لا
    يمكن أن أنهي هذا العام الدراسي بأحسن ما يرام وبدون هذا العام وهذا الواقع لن يتسنى لي أن أصل إلى اللحظة التي أقف فيها أمام القاضي أو أمام مختبري الشخصي في الصيدلية .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
Working...
X