Announcement

Collapse
No announcement yet.

كيف نحقق الشخصية التي نحلم لها ؟!. ما هي الشخصية ؟!. - بسام المعراوي

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • كيف نحقق الشخصية التي نحلم لها ؟!. ما هي الشخصية ؟!. - بسام المعراوي

    كيف نحقق الشخصية التي نحلم لها ؟
    إعداد المحامي : بسام المعراوي
    ما هي الشخصية ؟

    كما يقول حكماء الصين ، ينبغي في البدء أن تعرف الأشياء وتسمى الأسماء ليصح الاستنتاج ويصلح البناء ...!
    الشخصية عزيزي القارئ هي منظومة القيم والتصورات التي نحملها في أذهاننا ونعيد اجترار ذات السلوكيات والأفعال على ضوئها ، فترى فينا المتردد ، المضطرب ، السلبي المتشائم ، وترى ذاك الإيجابي الواثق المنسجم ، وغالباً ما ترى الاثنين معاً في ذات الواحد منا ، وطبعاً من الصعب وضع خريطة سلوك للفرد آلا أنه من غير الصعب تقصي أسباب هذا السلوك أو ذاك ، فكل شيء مصدره السنوات الست الأولى من الطفولة ، وكل شيء هو بعض ميراثٍ هنا وبعض مكتسبٍ من الأهل في الطفولة .
    سمات الشخصية هي في واقع الحال أدواتنا لخلق هذا الإنسان الذي نتوق إليه ، إنها تحمل برنامج تطورنا القادم ونمط العيش الذي سنعيشه ، إنها رصيدنا الحقيقي الذي لا نملك رصيداً غيره مهما ادعينا أو توهمنا أننا نملك مالاً أو مركزاً أو نسباً أو ما شابه .
    أن أكون مثلاً كاذباً أو متردداًَ أو مضطرب السلوك فأنا أحمل أذن بذرة خرابي القادم أما إن كنت أميناً على مبادئي شجاعاً في ضبط إيقاع عقلي والهيمنة على تفاصيل حياتي ، أعرف ما أريد وأدفع الأمور بالحكمة والتخطيط الحسن فإن من المتوقع طال الزمن أم قصر أن أصل حياةٍ ليست آمنة وحسب كأمن حياة الفئران في الجحور ، بل ومتطورة وراقية وفاعلة ومبهجة للآخرين كما ولي ....!!
    قد يعترضٌ سائلٌ قائلاً وكيف لي بتغيير شخصيتي وأنت قدمت بالقول أن الشخصية تتكون في السنوات الست الأولى ، وما ترسخ في الصغر استحال تغييره في الكبر ...!
    لا ... ليس صحيحاً أبداً ، على الأقل في هذا الزمن البهي الذي ارتقى فيه علم النفس وفي بحر خمسون عاماً بما لم يرتقيه طوال خمسة آلاف عام هي كل عمر حضارتنا الإنسانية .
    وإلا فأستمع إلى أعظم عبقرية في التاريخ أعني العظيم ليوناردوا دافنشي وهو يقول
    ( لقد سرت ما يفوق الأربعون عاماً من عمري في طريقٍ لم يكن طريقي ) ، تخيل دافينشي ذاته كان يسير في الطريق الخطأ ما يفوق نصف عمره ومع ذلك أغنانا بكل هذه الكشوف الجبارة في النصف الثاني من عمره و حسب .
    لقد نجح في تغيير حياته قبل أن يأتي آدلر ويونغ وفرويد وقبل أن ترتقي أدوات البحث العلمية إلى هذا الرقي الذي بلغته في الثلاثون عاماً الأخيرة ....؟
    كيف بنا نحن ونحن نملك ما لم يكن بمقدور دافينشي أن يملكه ؟
    كيف تُستنبت مفردات الشخصية في المخ ؟
    المخ كيان مادي ، تماماً مثل القرص الصلب في الحاسب الآلي ، عدا عن أنه كيان حي وقابل للاستجابة الدائمة والإعادة الدائمة للبرمجة من قبل العقل الذي يستوطن المخ ..........
    القابلية العجيبة المبهرة للمخ هي قدرته على تخزين التجارب والخبرات الحياتية بكامل حيويتها ومهما صغُرت ، بحيث لو إن كلباً جانبك نبح ، لسجل المخ في الحال صوت النباح .
    إنه قرصٌ صلبٌ جبارٌ لا نظير له أبداً ولا يمكن الآتيان بمثله .
    في الطفولة المبكرة سُجلت أبرز المعلومات المستقاة من الحواس في المخ ، فصارت لاحقاً مع ما ورثناه من المورثات الجينية من أبوينا ،صارت جميعاً البرنامج التشغيل الأساسي للشخصية كما برنامج الحاسب الآلي .Windows
    هذا البرنامج هو ما نسميه الشخصية ، وهو ما ينبغي أن نعيد سيطرتنا المفقودة عليه لنفلت من كف القدر وخيارات الآخرين وتعود لنا حريتنا الإنسانية المشروعة في التصرف بحياتنا كما نشاء لا كما تشاء المورثات الجينية أو كما يشاء آبائنا أو أشياخنا ومعلمينا الذين هذبونا على بزمانهم لا زماننا.
    كيف نغير الفاسد الهزيل في ما ربينا عليه ؟
    الحقيقة أن الجهاز العصبي الإنساني جهاز مرن إلى درجة مدهشة ويتأثر تأثراً كبيراً بإرادة الإنسان ذاته ورغباته وطموحاته وكلما قويت الإرادة امتلكنا تصوراً واضحاً لما نريد ، أمكن للمخ أن يستجيب ويتغير ولا أبالغ إذا قلت أن للإرادة القدرة على تغيير الظروف الخارجية الموضوعية وأحياناً تغيير حتى الظروف الطبيعية والفيزيائية الجامدة الصلبة ولو بشكل مؤقت كما يفعل الروحانيون والسحرة .كيف ؟
    تسألني كيف ؟
    حسناً ... كيف استنبتت البرمجة في البدء ؟
    صفعة الأب التي لا تنسى ضحكة زميلٍ في الصف ، عصا المعلم ، ملامح وجه أمام المسجد وهو يبكي من شظى نار الرب ، خيبة الحب الأول ....الخ .لقد نبتت كما قلنا عبر الحواس ( السمع ، البصر ، الشم ، اللمس ،....) الخ .
    في أي حالة مخية كنت أنت وأنا فيها إبان تسجيل المعلومة ...؟
    كنّا غالباً في حالة أستقبالية عالية جداً للخارج ...كان مخنا يسبح في أمواج ألفا ذات التردد البطيء والتي تمكن من تسجيل المعلومة ...كنا شبه منومين مغناطيسياً أو مخدرين ...
    إنها سنواتنا الأولى في هذا العالم...إنها سنوات الانبهار والتي تجعل المخ مشرعاً لاستقبال كل شيء...!
    طيب ...ماذا لو فعلنا الأمر ذاته الآن ...؟
    أن نكون في حالة أستقبالية لمعطيات حسية جديدة منتقاة بعناية ...!
    ألا يمكن أن نعيد البرمجة ؟
    بالتأكيد يمكن... لا أقول ببساطة ، ولكن مع الإصرار والإيمان والتأمل الذي يضع المخ على أمواج الألفا ، يمكن أن ننجح ...!
    لكن قبل ذلك نحتاج للآتي :
    1- أن تحب ذاتك وبأقصى قدر من القوة .
    حين كنا أطفالاً كنا نحب ذواتنا ومن خلال هذا الحب ، استمعنا للآخرين بثقة ، بعضهم عزز فينا حبنا لذواتنا وأمكن له من خلال هذا الحب أن يعطينا ما يفيدنا حقاً ، لكن أغلبهم خصوصاً في أُسر الكادحين البسطاء الأميون ، لم ينجحوا في أن يعززوا حبنا لأنفسنا بل زرعوا الشك فينا وهدمونا من الداخل وإن بجهل ، لا بسوء نية....!
    وكبرنا فوجدنا أنفسنا نفشل في خلق حياة كريمة لنا أو لأحبائنا ، ولهذا ترى قلة المتميزين منا خصوصاً في هذا الشرق البائس .
    الغريب أن من أبرز مفردات هويتنا الثقافية التأكيد على روح القطيع وكأننا لا زلنا في عصر الغاب حين كانت النمور تزدحم على الإنسان البدائي فتنهشه على مهل إن كان وحده وتفر إن كان بين أفراد نوعه .
    في شرقنا يلعن الحب لذاته ويتهم بالأنانية والقسوة والنرجسية ، في حين لا يمنع حبنا لذواتنا من أن نحب الآخرين أكثر ونمنحهم ونحن في قمة تألقنا ما يفوق ما نمنحه لهم ونحن فاشلين مفككين مضطربين بحكم كراهيتنا لأنفسنا أو سلبيتنا في النظر إلى أنفسنا .
    2-أن تحب واقعك كما هو كائن لا كما ينبغي أن يكون .
    حينما كنا أطفالا كنا منسجمين للغاية مع واقعنا ، كل شيء فيه كان لذيذاً جميلاً ، لم يكن لدينا زمن ماضي وزمن قادم بل كنا بغاية الواقعية ولهذا تسللت المعلومة أو الانطباع الحسي ببساطة استنبتت وجودها في المخ حتى صارت على ما هي عليه الآن من القوة فكيف لي بتغييرها وأنا غير منسجم ولا راضٍ عن واقعي القائم .
    طبعاً لا أقول أنني ينبغي أن أعشق واقعي لأغيره وإلا لم أغيره إذن ..؟
    إنما أقول أن أتقبله مع نية التغيير ، لأن التغيير هو لهذا الواقع ذاته ، لا لزمن آخر ولا لمكان آخر ، بل هنا ولهذا الواقع ولأولك الشخوص وتلك الظروف ، والتقبل عزيزي القارئ يمنحك فرصة التمحيص في جوانب الخلل في ذاتك كما وفي الواقع ، بينما كراهية الذات وكراهية الواقع لا تؤدي إلا إلى انتكاسات إضافية وربما الرّدة إلى ذات الواقع وبشكل أسوأ .
    3- تعلم التأمل :
    ليس من عالم نفس أو عاشق علم نفسٍ أو روحانيٍ حقيقي لا ينصح بالتأمل لإصلاح الذات وإعادة برمجتها ....أبداً ...!
    كل شيء يبدأ من هنا وينتهي إلى هنا .....!
    التأمل ...التأمل ...التأمل ....!
    لماذا ....؟
    لأننا حين كنا أطفالاً ، كنا في حالة أنشداه واستغراق رهيب ، سمح لحواسنا أن تعمل بمنتهى الكفاءة لتمتص ما يقال أو يُرى أو يستنشق أو يشم أو يلمس ، طيب كيف يمكن لي ولك الآن أن نعيد برمجة أدمغتنا وأنا وأنت لا نملك ما كنا نملك في الطفولة من صفاء في الحواس أو في المخ ...؟
    كيف يمكن أن نًسجل تلك المعلومات أو البرامج الجديدة التي نزمع أن تكون هي برنامج التشغيل البديل عن هذا الذي ورثناه عن آبائنا وأشياخنا ومعلمينا ورفاق اللعب من الأطفال ، ونحن نعيش أدمغةٍ مضطربةٍ تجتر الحوار الداخلي والصور المتكررة التي لا نفع فيها ولا خير منها ، ليل نهار ...؟
    4-في حالة التأمل التي لا أشك في أنك ستصلها ، أشرع في استنبات ما تريد استنباته في المخ .
    هل من مزيد..؟
    لا أظن أننا (أنا وأنت ) نحتاج لأكثر من هذا ....!!
    من الطريف صديقي القارئ ، أننا لا نكاد نكتفي من أي شيء وما أكثر ما نحتاج للتكرار وللتفاصيل ، إننا مولعون بالتفاصيل وبالتكرار لأننا ننسى بسرعة وكما إن في بعض النسيان نعمةٍ فأن أكثره نقمة وخسارة ، وللتعويض عن تلك الخسارة ، تجدنا نعيد قراءة ذات الكتب ونستغرق بالتفاصيل وتفاصيل التفاصيل ولا نشبع .
    لماذا لا ننسى مثلاً أن واحد زائد واحد يساوي أثنين وننسى أن نحب ذواتنا أو نتقبل واقعنا إلا إذا أعدنا قراءة ذات الكتب أو المقالات مرات ومرات ...؟
    لأن لا أحد أنكر علينا حقيقة الواحد زائد واحد ، لا أحد يهمه ذلك ، لكن أن نحب ذواتنا فأن الجميع سيثورون لأن هذا الحب يهدد هيمنتهم علينا ، بل وإن هذا المخلوق الذي في داخلنا ، يتواطيء معهم ضدنا ، كيف لا وقد تربى في أحضانهم حتى كاد أن ينفصل بالكامل عن ذواتنا وجوهرنا الروحي الخالد الذي يعكس وجه الخالق الأول .
    بلى.... نحن نصارع في الداخل والخارج لكي نجيز لهذا العملاق النبيل المقيم فينا أن ينهض
    لأجل هذا أود أن أستغرق في بعض التفاصيل اشبع بعض جوعي وجوع المهتمين من القراء .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

  • #2
    رد: كيف نحقق الشخصية التي نحلم لها ؟!. ما هي الشخصية ؟!. - بسام المعراوي

    الارادة كلمة جبارة قادرة على فعل المعجزات ...و مثال دافنتشي الذي كان قادرا على تغيير حياته بعد أربعين ما هو الا غيض من فيض من أسماء عديدة لمعت في سماء العالم
    وكانت قد اتخذت قرار التغيير في سنوات متاخرة ونجحت بذلك فقط لأنها أرادت!!!

    Comment

    Working...
    X