Announcement

Collapse
No announcement yet.

شعار الأمـة الخالد ( الآذان ) - الكـاتب : غازي خيران الملحم

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • شعار الأمـة الخالد ( الآذان ) - الكـاتب : غازي خيران الملحم

    الآذان شعار الأمـة الخالد
    الكـاتب : غازي خيران الملحم

    الله أكبر.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح، نداء خالد يرتفع فيه صوت المؤذن مدوياً معلناً وقت الصلاة، من فوق مئات الآلاف من مآذن المساجد الممتدة بين جنبات الأرض.. وجهات الدنيا الأربع.. فيتداعى له جموع المصلين من أمة الإسلام لتأدية فريضة الصلاة.

    والأذان كلام جامع لعقيدة الإيمان، وهو بألفاظه الجزلة، ومعانيه القوية المعبرة يحتل في القلوب المؤمنة المكانة العليا، إنه شعار بالوقت، ودعوة الله للصلاة، فيه إثبات للذات الإلهية، وما يستحقه من الكمال والتنزيه، وفيه إثبات للوحدانية ونفي ضدها، وفيه إثبات للنبوة، والشهادة بالرسالة، وفيه دعاء للصلاة التي هي معراج المؤمن.. والفوز والفلاح.
    قال القرطبي: " الآذان على قلة ألفاظه مشتمل على مسائل العقيدة؛ لأنه بدأ بالأكبرية وهي تتضمن وجود الله وكماله، ثم ثنى بالتوحيد ونفي الشريك، ثم بإثبات الرسالة لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، ثم دعا إلى الطاعة المخصوصة عقب الشهادة بالرسالة؛ لأنها لا تُعرف إلا من جهة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم دعاء إلى الفلاح، وهو البقاء الدائم، وفيه الإشارة إلى المعاد، ثم أعاد توكيدً" (1).
    معنى الأذان لغة واصطلاحاً:
    أصل الأذان لغة: الإعلام المطلق بدخول ميقات الصلاة.
    واصطلاحــاً: إعلام مخصوص بألفاظ مخصوصة ويقال: الإعلام بوقت الصلاة. (2) يقال: أذن المؤذن أذاناً، أعلم الناس بوقت الصلاة، وأصله من الأذان، كأنه يلقي في آذان الناس بصوته ما يدعوهم إلى الصلاة، التي يجد فيها المصلي لذة المناجاة، فتغمر أقطار نفسه حالة من الهدوء والسعادة والارتياح.
    سبب مشروعية الأذان:
    شرع الأذان، في السنة الأولى من الهجرة المطهرة، وسبب مشروعيته ما رواه أبو داوود في سننه من حديث أَبي عُمَيْرٍ بنِ أَنَسٍ عن عُمُومَةٍ له مِنَ اَلأنْصَارِ، قال: « اهْتَمَّ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لِلصَّلاَةِ كَيْفَ يَجْمَعُ النَّاسَ لَها، فَقِيلَ لَهُ: انْصِبْ رَايَةً عِنْدَ حُضُورِ الصَّلاَةِ، فإِذَا رَأَوْهَا آذَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، فَلمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ. قال: فَذُكِرَ لَهُ الْقُنْعُ ـ يَعْني الشُّنْبُورَ ـ وقال زِيَادٌ: شَبُّورُ الْيَهُودِ، فلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ وقال: "هُوَ منْ أُمِرْ الْيَهُودِ ". قال: فَذُكِرَ لَهُ النَّاقُوسُ، فقال: " هُوَ مِنْ أَمْرِ النَّصَارَى ". فَانْصَرَفَ عَبْدُ الله بنُ زَيْدِ بنِ عَبْدِ رَبِّهِ وهُوَ مُهْتَمٌّ لِهَمِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأُرٍي اْلأَذَانُ في مَنامِهِ. قال: فَغَدَا عَلَى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَأَخْبَرَهُ فقال له: يَارسولَ الله إِنِّي لَبَيْنَ نَائِمٍ وَيَقْظانَ إِذْ أَتَانِي آتٍ فأَرَانِي اْلأَذَانَ. قال: وكَانَ عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَدْ رَآهُ قَبْلَ ذَلِكَ فَكَتَمَهُ عِشْرِينَ يَوْماً. قال: ثُمَّ أَخْبَرَ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال لهُ: " مَا مَنَعَكَ أَنْ تُخْبِرَنِي؟ " فقال: سَبَقَنِي عَبْدُ الله بنَ زَيْدٍ فَاسْتَحْيَيْتُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: " يَابِلاَلُ قُمْ فَانْظُرْ ما يَأْمُرُكَ بِهِ عَبْدُ الله بنُ زَيْدٍ فَافْعَلْهُ ". قال: فأَذَّنَ بِلاَلٌ. قال أَبُو بِشْرٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو عُمَيْرٍ أَنَّ اْلأنْصَارَ تَزْعُمُ أَنَّ عَبْدَ الله بنَ زَيْدٍ لَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ يَوْمَئِذٍ مَرِيضاً لَجَعَلَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مُؤَذِّناً. (3)
    المؤذنون في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
    كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أربعة من المؤذنين، هم: بلال بن رباح، وأبن أم مكتوم القرشي، وكانا يؤذنان في مسجد بالمدين المنورة، والثالث هو سعد القرظ، وكان يؤذن في مسجد قباء، والرابع هو: أبو محذورة الجمحي وكان يؤذن في المسجد الحرام، وفيه يقول الزبير بن بكار: كان أبو محذورة من أحسن الناس أذاناً، وأنداهم صوتاً.
    وقال الشاعر:
    أما ورب الكعبة المستورة *** وما تلا محمد من سورة
    والنغمات من أبي محذورة *** لأفلعن فعلة مذكورة
    وبعد.. فما أظم هذا النداء الخالد، وما أجل دلالته وأحسن معناه، وطوبا لأمة هذا شعارها.. والصلوات الخمس دثارها.
    الهوامش والمراجع:
    (1) فتح الباري 2/77.
    (2) عمدة القاري 5/102.
    (3) أبو داود (498).
Working...
X