Announcement

Collapse
No announcement yet.

« الزيتونة » - القلعة الكبرى - ثروة تعاني الاهمال والكبر وتشتت الملكية

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • « الزيتونة » - القلعة الكبرى - ثروة تعاني الاهمال والكبر وتشتت الملكية



    القلعة الكبرى : « الزيتونة »
    ثروة تعاني الاهمال والكبر وتشتت الملكية

    محمد بوفارس - الشروق


    القلعة الكبرى، هي مدينة «الزيتونة « فعْلا... ومشهود لها بذلك منذ عهد الفينيقيين والروّمان، وتعد حاليّا قرابة 800 ألف أصل زيتون، مغروسة على مساحة تبلغ 14500 هكتار... علما وأن القلعة تفخر بزيتها الممتاز الحائز على جوائز تقديريّة وفخريّة في المحافل الدوليّة.

    رغم أن صابة هذا الموسم سجلّت تقلّصا فإن الفلاحين متفائلون خاصّة بعد الغيث النافع الّذي عمّ البلاد في المدّة الأخيرة، ممّا دفع الفلاحين إلى مزيد * خدمة * الزيتونة في اُنتظار الصّابة القادمة في موسم جني الزيتون، تستقطب القلعة جميع فئات الشعب التونسي، وتتوافد على القلعة اليد العاملة الفلاحيّة المهاجرة من المناطق الشماليّة والجنوب الغربي والوسط وتقريبا كل هذه الأعداد الوافرة من العملة تجد مواطن شغل لها، سواء بالحقول للجني أو بالمعاصر.
    وهذه الظاهرة، تعرفها القلعة منذ دهر ومن يريد انتقاء أي عامل في أي اختصاص عليه بالتوجه الى مقهى العمال بوسط المدينة، وبدون السؤال عنهم قد تعرفهم من لباسهم ومن صورتهم العمالية الفلاحية المميزة.
    الزيتونة وآلامها
    بالقلعة تتعدّد أصناف الزيتون: فمنها «الباروني» و«الشملالي» و«النابي» و«الزراسي» و»النبقي» و»ناب الجمل «... وهي بذلك تعتبر غابة مزركشة العطاء وقديمة جدّا إذ يعود تاريخها إلى عهود الرّومان...و الفينيقيين والحسينييّن... ورغم قدمها فإنّها «معطاء» والألم الّذي تشكو منه غابة الزيتون : متعدّد الأسباب: تشتّت الملكيّة ( تعدّد الورثة ) وقلّة العناية ( عزوف الشباب عن خدمة الأرض ). كذلك اضرار الأغنام ( الصّيانة المفقودة ).
    الزيتونة بالأرقام
    إن كانت القلعة تعدّ 800000 أصل زيتون، مغروسة على مساحة 14500 هكتار، فإن نسبة المنتجة منها: هي 65 بالمائة، ونسبة الهرمة منها :تصل إلى حدود 32 بالمائة ولذلك ورغم محدوديّة حركة التشبيب فإننا نرى أنّها ضروريّة بعد هذا الهرم الّذي أصاب غابة القلعة، وربَّما نسبة التشبيب الحاليّة ( 1 بالمائة ) تعتبر ضئيلة، وربّما مع إحداث الطّرق الجديدة لغراسة الزياتين ستعرف غابة القلعة ثوبا جديدا من الزياتين المنتجة وبذلك تحافظ القلعة على رصيدها الإنتاجي المرموق الذي عرفت به منذ القدم، وعلى السلط المعنيّة أن تشجّع الفلاحين علىحدّ سواء لتجديد الغابة القلعيّة. ونظرا للامتداد العمراني الافقي الذي تشهده المدينة على حساب الزيتونة، ونظرا لعزوف كثير من الشبان عن العمل الفلاحي، ونظرا لغياب الكبار عن الغابة بسبب الكبر والهرم او ربما الوفاة، ونظرا للتناحر عن الارث والقسمة والكسب المادي الهين ونظرا لغرور بعض المالكين بالملايين التي يعرضها القادمون من غير المدينة، فإن هذه الارقام قد تعرف تغيير وجهتها نحو التقلص. كما تستقطب مدينة القلعة الكبرى، ارض المليون اصل زيتون المثقفين والفنانين والفلاحين والسياح من خلال الاحتفالات ببرمجة فنية وثقافية وعلمية آحتفاء بمهرجان الزيتونة الدولي.
    مهرجان الزيتونة
    من يقول «مهرجان الزيتونة» يقول القلعة الكبرى اذ ان القلعة كانت المبادرة باحداثه وبسطه على لائحة المهرجانات الوطنية ومعنى هذا انه رغم ان القلعة الكبرى كانت الأم الشرعية لهذا المهرجان فان عديد المدن عرفت من بعد، ولادة مهرجاناتها الموسمية تحت نفس الاسم :» «مهرجان الزيتونة»، وبما ان القلعة عرفت ولادة مهرجانها، كان من البديهي انشاء متحف للزيتونة متوازيا مع المهرجان حتى تعم الفائدة، وكان لنادي اليونسكو والالكسو الفتي بالقلعة بمعية ادارة المهرجان وبلدية المكان الفضل في طرح مثل هذه الفكرة، ولعل مقر الولي الصالح سيدي عبدالقادر يشهد على جدية مثل هذه الفكرة، لكن الانجاز لم ير النور بعد، في حين ان هذه الفكرة قد رأت النور في مكان ساحلي آخر غير القلعة؟
    وقد دأبت هيئة مهرجان الزيتونة على المحافظة على ثوابت فكرية وفنية وعلمية وسياحية في كل دورة من المهرجان نذكر منها اليوم السياحي الذي يشارك في تنشيطه اكثر من 200 سائح بأحد الغابات الشاسعة...
    الندوة العلمية الفلاحية والندوة الفكرية الدولية التي تتحدث عن «الهوية: المقومات والتحديات راهنا ومستقبلا» ومعرض الفنانين التشكيليين والمعرض الاقتصادي والتجاري والشارع الثقافي: وهو عبارة عن ورشات فنية مستوحاة من شجرة الزيتون. وأخيرا العروض الفنية والسهرات..
Working...
X