Announcement

Collapse
No announcement yet.

د. جميل حمداوي ( آليــــة التقويــــض ) - روائية ألواح خنساسا - لــ بنسامح درويش

Collapse
X
 
  • Filter
  • Time
  • Show
Clear All
new posts

  • د. جميل حمداوي ( آليــــة التقويــــض ) - روائية ألواح خنساسا - لــ بنسامح درويش

    د. جميل حمداوي ( آليــــة التقويــــض )
    - روائية ألواح خنساسا - لــ بنسامح درويش


    آليــــة التقويــــض:
    يهدف بنسامح درويش في روايته:" ألواح خنساسا" إلى تقويض عالم القبح والخساسة والكراهية والموت، فهذا العالم الموبوء ليس عالما خياليا مفترضا أو عالما ممكنا، بل هو عالم واقعي يعيش فيه الإنسان المعاصر، هذا العالم الذي تطحنه الحروب والأمراض والأوبئة الفتاكة، وتطوقه التناقضات بشتى أنواعها، بله عن التلوث والكوابيس الرهيبة المخيفة. ومن ثم، يدين الكاتب هذا العالم الكابوسي المرعب، وينتقد بشاعته وشراسته ودناءته بالنقد والتفكيك والتشذير:
    " يتها الآلهة، أيها الناس!
    إني أكلمكم من كل زمان ومكان،
    أنا الغريم الأزلي للزمكان،
    فقد آن الأوان ليتربع على حيرة الإنسان،
    إله قوي مثلي،
    يرتب لانهيار المدنية وأكسدة الحياة،
    ويشق لعجز الكائن البشري ميثولوجيا أخرى،
    تصب رأسا في نهر الهاوية.. في يم العدم الطلق.
    إني صعدت من صلب أنانيتكم لأريح الكون من شبهة الحياة،
    وليس لكم الآن سوى طاعتي،
    والارتماء في غيبوبة اليأس الوثير،
    فأنني لست أقبل بغير الأرض قربانا لي.
    فاتركوها لي!
    تغلبوا على عواطفكم واتركوها لي بلاشنئان،
    وتوبوا عما يقوله الفساق البيئيون منكم،
    اتركوا الأرض لي،
    أنضو عنها أوزونها الشفاف،
    وأطيبها باليود والنوشادر والسيزيوم والفوسيجين والسارين،
    وأدغدغ خصرها بيدين من زرنيخ ملتهب،
    وأعطر بأكاسيد الأزوت والكبريت هواء للعناق الأبدي،
    اتركوا الأرض الشبقية لي،
    أضمها ضما ضما جما حتى تختنق في رحاب حبي.
    توبوا إلي من غي التكنولوجيا، وسفاهة التقانة والعلوم،
    وخطيئة البيئيين في التكتل ضدي،
    دعوا الأرض قربانا لي،
    أقبلها بشقتين فوق بنفسجيتين،
    وأقطر في مسامها مليون برميل من الزئبق......
    وأسيجها في الفضاء المترامي تابوتا سرمديا،
    ناووسا باذخا لذكرى الرب نرجس،
    حتى إذا عم الفناء واستويت على....
    صحت في الأنوناكي أن اذكروا شهامة الإنسان،
    ولو إلى حين!
    واشربوا من البحر الأعلى؛ إنه سرة الأرض،
    اشربوا من بحر إيجه، ومن المجاري،
    اشربوا نخب هذا العدم الرغيد،
    نخب الأب الأول" إنليل"."#
    ومن هنا، فالكاتب يعبر عن رؤية سوداوية تراجيدية تجاه العالم، قائمة على التشاؤم والخيبة والسأم. ولاسيما أن الكاتب لا يؤمن إلا بقيم الحب والجمال والفن. فكيف يقبل – إذاً- عالما تسوده الحروب والأمراض والفقر والبشاعة، ويتحكم فيه القبح على حساب الجمال، وتطغى الكراهية على الحب، وينتصر الشر أحيانا على الخير، وتحتكم الشعوب إلى منطق الحرب على حساب فلسفة السلام، ويعم التلوث والأوبئة على حساب نقاء الطبيعة وصفائها الرومانسي؟!!
Working...
X